اتُّهم بوريس جونسون بالكذب وبقطع "وعود فارغة" على خلفية استمرار اعتقال نازانين زاغاري راتكليف في إيران بعد اتهامه بارتكاب أخطاء حين كان وزيراً للخارجية أدت إلى تمديد فترة سجنها.
واتّهم السيد جونسون بإعطاء النظام ما يريده حين قال أمام لجنة في مجلس العموم أثناء توليّه وزارة الخارجية إن المواطنة البريطانية الإيرانية كانت "تعطي الناس دروساً في الصحافة" داخل البلد حين اعتُقلت بتهمة التجسس.
واعتبرت الدولة هذا الإدّعاء إثباتاً فضاعفت حكمها، كما استخدمته لتعزيز زعمها بأن زاغاري راتكليف كانت تنشر "دعاية سيئة ضد النظام". وفي المقابل، تمسّكت السيدة زاغاري راتكليف وزوجها ريتشارد راتكليف بقولهما إنها كانت تقضي عطلة في البلاد لدى اعتقالها.
ويتّهم السيد راتكليف الآن رئيس الوزراء بتحويل اللوم عن نفسه زوراً في مسألة استمرار اعتقالها- لافتاً إلى اعتقاده بأنّ قرارات السيد جونسون أدّت إلى سجن المزيد من الأشخاص على يد النظام الإيراني.
وفي رسالة نشرت علناً بعد مئة يوم على استلام رئاسة الوزراء لها، قال السيد راتكليف "لا يجب أن تتحمل أم وطفلة وزر أخطاء السياسة الخارجية البريطانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، في إشارة إلى المنافسة على زعامة حزب المحافظين، "لقد أصررتَ خلال المناظرات التلفزيونية هذا الصيف على أنّ الكلام الذي بدر عنك في العام 2017 لم يؤد إلى أية عواقب. من الواضح أنّ هذا الزعم خاطئ".
"وتمادى حلفاؤك أكثر عبر المحطات الإذاعية فزعموا أنّ من يلومونك يدافعون عن النظام الإيراني".
"لا شكّ أنّ السياسة مليئة بالوعود الفارغة. لكن الوعود التي يقطعها السياسيون باستخفاف من شأنها أن تثقل كاهل الآخرين".
"ليس الخطأ الأصلي ما يثير سخطي بل نتائج التغطية عليه".
ثم أشار إلى زعم أحد كبار الوزراء المجهول الهوية – وما نقلته صحيفة "ذا صن" عنه في ذلك الحين- أنّ السبب الحقيقي لاستمرار اعتقال زوجته هو دينٌ قديم بقيمة 400 مليون جنيه استرليني لم تسدده بريطانيا لإيران.
واعتبر السيد راتكليف أنّ بعض المواطنين الآخرين الذين يحملون جنسية مزدوجة اعتقلوا أيضاّ بسبب عدم تسديد هذا الدين.
ومع أنّ هذا الإعتراف بدا كأنّه يسهّل الأمور- إذ حُدد تاريخ مبدئي لإطلاق سراح السيدة زاغاري راتكليف- لكن لم يسدد ذلك المبلغ.
وأضاف السيد راتكليف "ما زال عدم وفائك بوعدك عندما كنت وزيراً للخارجية غير مفهوم، وكذلك الأمر بالنسبة لسبب تصريحك للصحف عن الموضوع بينما لم تكن لديك النية بالتصرّف".
"نظراً للأحداث اللاحقة، من غير المفهوم لماذا لم تعمل بعد على الوفاء بوعدك فيما تتمتع الآن بسلطات رئيس الوزراء، أو لم لا تعقد لقاء كي تشرح الموضوع على الأقل. لا يمكن التراجع بسهولة عن وعد قطعه وزير خارجية ولا سيما عندما يصبح هذا الوزير رئيساً للوزراء".
أعيدت طفلة الزوجين راتكليف إلى المملكة المتحدة في شهر أكتوبر، وهي المرة الأولى التي ترجع بها إلى البلاد منذ اعتقال السيدة زاغاري راتكليف، إذ عاشت في إيران مع جدّيها لمدّة ثلاث سنوات ونصف.
وفي معرض مناشدته رئيس الوزراء كي يبذل المزيد من الجهد، قال السيد راتكليف "ما زلت أرغب بلقائك، وليس بحضور المحامين نظراً لعدم استعدادك لذلك في المرة السابقة، إنما أرغب هذه المرّة باصطحاب غابرييلا معي ".
"وأريد منك من خلال اللقاء أن تؤكد شخصياً على أهمية نازانين وبراءتها، وعلى التزامك بإعادة نازانين إلى منزلها".
وأضاف "لا يقتصر عمل رئيس الوزراء على تصدّر عناوين الصحف بل على إحداث فرق في النهاية. ويبدأ هذا العمل بحماية المواطنين حين يكونون في أضعف حالاتهم، داخل البلاد وخارجها".
"لا تشكّل الوعود الرنّانة حماية للناس. بل من شأنها أن تؤدي إلى عكس ذلك عندما لا تتحقق مثل هذه الوعود. إعلم أنّ تصرفاتك رسّخت (مصير) نازانين وسجنها. ونتطلع إلى عملك من أجل إعادتها إلى منزلها".
"ما زال ذاك الوعد جاثماً فوق مكتبك. وسوف تزيد كلفته البشرية التي تتحملها نازانين وآخرون إلى أن يتحقق".
© The Independent