Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر وارسو: سعي أميركي لمواجهة إيران في الشرق الأوسط

النفوذ الإيراني في المنطقة يتصدّر البحث و"صفقة القرن" المتعلقة بالشرق الأوسط وفلسطين ستكون محطّ جدل

الرئيس البولندي أندجي دودا مستقبلاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته إلى بولندا للمشاركة في مؤتمر البحار الثلاثة في وارسو عام 2017 (رويترز)

تعقد الولايات المتحدة الأميركية، يومي الأربعاء والخميس في 13 و14 فبراير (شباط) الحالي، مؤتمراً دوليّاً حول السلام والأمن في الشرق الأوسط، في العاصمة البولندية وارسو. وقال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشابوتوفيتش إنّ المؤتمر "سيطلق عملية" لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن، الشهر الماضي، عن تنظيم المؤتمر، مشيراً إلى أنّ وزراء الخارجية من حول العالم سيأتون إلى بولندا للتعامل مع مسألة "نفوذ إيران المزعزع للاستقرار" في الشرق الأوسط، مظهراً مسعى أميركا إلى حشد دول العالم، عبر المؤتمر، لممارسة أقصى درجات الضغط على إيران.

في هذا السياق، أكّدت بولندا المضيفة، التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة في وجه تنامي النفوذ الروسي، أنّها لا تزال ملتزمة موقف الاتحاد الأوروبي الداعم اتفاق لوزان النووي المنعقد مع إيران منذ العام 2015، على الرغم من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منه العام الماضي، واصفاً إياه بالرديء، ثم أعاد فرض عقوبات تهدف إلى خنق اقتصاد إيران والحد من نفوذها الإقليمي.

ومع تأكيد حضور عدد قليل من الشخصيات البارزة المؤتمر، خفّفت الولايات المتحدة وبولندا جدول الأعمال، وأشارتا إلى أنّ المؤتمر لن يركز على إيران أو يؤسس تحالفاً ضدها، لكنه سيهتم أكثر بالنظر في شكل أوسع إلى الشرق الأوسط. ويتوقع أن تكشف الولايات المتحدة عن ملامح تتعلق باقتراحاتها من أجل تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، إذ سيتخلّل المؤتمر خطاباً لنائب رئيس الولايات المتحدة مايك بنس، وآخر وُصف بالنادر يلقيه، يوم الخميس، جاريد كوشنر صهر ترمب ومستشاره، الذي يضع اللمسات الأخيرة على "صفقة القرن" المتعلقة بالشرق الأوسط. إلّا أنّه من غير المتوقّع أن يكشف كوشنر عن الاقتراحات الواردة في الصفقة قبل الانتخابات المنتظرة في إسرائيل في 9 أبريل (نيسان) المقبل.

ووصفت الحكومة الفلسطينية من جهتها، مؤتمر وارسو بأنه "مؤامرة أميركية" تهدف إلى "تصفية" القضية الفلسطينية، رافضة عقد أي محادثات مع الولايات المتحدة ما لم تتبع سياسة متوازنة، على حد تعبيرها.

وقالت الخارجية الأميركية إنّ أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر. وعلى الرغم من انعقاده على أراضي الاتحاد الأوروبي، ستخفّض كبرى الدول الأوروبية تمثيلها فيه باستثناء بريطانيا، التي ستوفد وزير خارجيتها جيريمي هانت.

في المقابل، ستوفد الدول الداعية إلى تشديد النهج حيال إيران كبار مسؤوليها إلى وارسو، كحلفاء واشنطن العرب وإسرائيل التي يشارك رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في المؤتمر. وكان الأخير أكّد أنّ إيران ستتصدر جدول الأعمال، إذ سيناقش المؤتمر "كيفية مواصلة منعها من ترسيخ وجودها في سوريا ومنع أنشطتها العدائية في المنطقة، والأهم من ذلك كله، كيفية منعها من الحصول على أسلحة نووية".

كذلك، اعتذرت فيديريكا موغيريني، مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن حضور المؤتمر، مبرّرةً غيابها بارتباطها بالتزامات أخرى مسبقاً، لكنها ستلتقي بومبيو على مائدة في بروكسل قبيل عودته إلى الولايات المتحدة.

وردّاً على عدم دعوتها إلى اجتماع وارسو، استدعت إيران السفير البولندي لديها للاحتجاج. وبالتزامن مع المؤتمر، سيسافر الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى روسيا، التي رفضت حضور الاجتماع، حيث سيلتقي في منتجع سوتشي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة الوضع في سوريا.

المزيد من دوليات