Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير: روسيا ستتفوق على بريطانيا في أي حرب معها

"النقص الفادح في سلاح المدفعية يعني الافتقار إلى قدرة قتالية رادعة أو تنافسية"

جنود المدفعية الملكية يشاركون في احتفالات بالذكرى 300 على تأسيس المدفعية في نايتون داون في 26 مايو 2016 (غيتي)

 أكد تقرير وضعه أحد مراكز الأبحاث أن الجيش البريطاني سيكون "متخلّفاً بالكامل على مستوى القوة النارية ومدى الأسلحة في أي حرب قد تنشب مع روسيا في أوروبا الشرقية". وأوضح البحث الذي أعدّه "المعهد الملكي للخدمات المتّحدة"Royal United Services Institute  أن"النقص الحادّ في المدفعية يعني أن بريطانيا تفتقر الآن إلى القدرة القتالية الرادعة أو التنافسية في حال حدوث نزاع غير محتمل مع روسيا".

وأشار التقرير إلى أن الألوية الروسية العسكرية تتفوّق على نظيرتها البريطانية من حيث القوة النارية والمدى، وأن "يدها ستكون مطلقة في تنفيذ مهمّاتٍ قتالية من دون رادع، ما قد يؤدّي إلى هزيمة الوحدات البريطانية". وتوصي الورقة: بأنه "إذا إريد للردع التقليدي أن يبقى مكوّناً رئيسياً في استراتيجية الأمن القومي للمملكة المتّحدة، فإن تحديث القدرات النارية يجب أن يكون أولوية قصوى".

متحدّث بإسم وزارة الدفاع البريطانية وصف التقرير بأنه "ذو بعد واحد لأنه يضع الجيش البريطاني في مواجهة الجيش الروسي وحده"، وقال إن "من غير المعقول تماماً أن تتواجه المملكة المتحدة وحدها في قتال مع روسيا". وأضاف المتحدث أن "المملكة المتحدة لا تقف بمفردها بل إلى جانب حلفائها في "حلف شمال الأطلسي - الناتو، الذين يعملون عن كثب من خلال الجو والبحر والبر والنووي والفضاء الإلكتروني لردع التهديدات والاستجابة للأزمات".

وأكد أن "القوات المسلّحة البريطانية التي تتصدّر أوروبياً من حيث الإنفاق الواسع على الدفاع داخل حلف الناتو، هي مجهّزة بشكل جيّد للقيام بدور رائد في مواجهة التهديدات وضمان سلامة الشعب البريطاني وأمنه في الداخل والخارج".

وتناول تقرير "المعهد الملكي للخدمات المتّحدة" Rusi الذي حمل عنوان "المستقبل الناري: تعزيز القوة النارية   التكتيكية والعملية للمملكة المتّحدة"، القدرات البريطانية الراهنة في أي نزاع "مستبعد الحدوث"، يكون ذات طابع قتالي عنيف بين الناتو وروسيا، والذي التزمت المملكة المتحدة في حال وقوعه بتقديم فرقة قتالية حربية".

وأشار التقرير في هذا المجال إلى أنه "في الوقت الراهن، هناك خطر من أن المملكة المتحدة غير القادرة على القتال بثقة، قد تكون في أسفل هرم التصعيد وتهيمن عليها القوى التي تلوح بالتصعيد. وساق مثلاً على ذلك، عندما دمّرت المدفعية الروسية كتيبتين أوكرانيّتين "في غضون 5 دقائق" في العام 2014، ما حدا بالجيوش الغربية إلى قرع ناقوس الخطر لسبب وجيه".

وتوقّع التقرير أنه في المراحل الأولى من الصراع مع روسيا، من المرجّح أن تتطلّع القوات الجوّية الملكية إلى تأمين قوة نارية داعمة للوحدات البرية. ورأى أنه "نظراً إلى غياب قوة نيران ضمن القوّات البرية، فقد يُستنتج أن بريطانيا تفتقر في الوقت الراهن إلى القدرة قتالية يعتد بها أو تنافسية في أي صراع يمكن أن ينشب مع روسيا في أوروبا الشرقية. وعليه، إن إحياء القوة النارية لبريطانيا وتحديثها يمثّلان أولوية ملحّة وحاسمة".

ويوصي التقرير إما بأن تحتفظ المملكة المتحدة بمخزون كافٍ من الذخائر المضادّة للدروع وقنابل شديدة الانفجار، أو بأن "تعيد النظر في التزاماتها المتعلّقة بمعاهدة أوسلو، وتستحوذ على قنابل عنقودية". ورأى أن "الاعتراضات الأخلاقية على استخدام القنابل العنقودية يمكن التخفيف منها"، معتبراً أن مثل هذه الاعتراضات "ستصبح نوعاً ما موضع نقاش"، لأن القوّات الروسية والأميركية "ستستخدم حتماً القنابل العنقودية" في أي نزاع يقع في أوروبا الشرقية.

ويأتي ذلك بعد كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حالة "موت دماغي" في حلف الناتو، في إشارة إلى تراجع الدعم الأميركي لهذا الحلف العسكري. ومن المقرّر أن تستضيف المملكة المتحدة في لندن مطلع ديسمبر (كانون الأول)، زعماء العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لحضور قمّة الناتو في الذكرى السنوية السبعين لتأسيس الحلف.

© The Independent

المزيد من دوليات