Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلمة تدافع عن يهودي عند تعرضه لسيل من الاساءات

يرغب أحد ضحايا العداء للسامية في قطار الأنفاق في لندن بمقابلة أسماء شويخ شخصياً

أعرب يهودي تعرّضت أسرته لإساءات معادية للسامية على قطار الأنفاق في لندن بمقابلة المرأة المسلمة التي تدخّلت في الحادثة للدفاع عن الضحية.

وأصدر الأب الذي كان يستقلّ القطار برفقة زوجته وولديه بياناً شكر فيه السيدة أسماء شويخ لتصديها للشخص المسيء. وقال إنّه لولا تدخّلها وتحويلها الأنظار، لكانت  الإساءة استمرّت "وربّما تطورت إلى العنف الجسدي".

في التفاصيل، اقترب المسيء من العائلة أثناء سفرها من هندون إلى كوفنت غاردن بوسط لندن صباح الجمعة. وأظهرت مقاطع الفيديو التي صوّرها كريس اتكينز وانتشرت على نطاق واسع على موقع تويتر، رجلاً يحاول قراءة مقاطع دينية معادية لليهود من الكتاب المقدّس أمام صبيين يرتديان القلنسوة اليهودية.

غير أنّ الأب، الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه، قال بأنّ مقطع الفيديو الذي صُوّر بواسطة الهاتف لم يوثّق سوى جزء بسيط من "محنتهم التي استمرّت بين 15 و20 دقيقة". وأضاف "بدأ الرجل بالصراخ عليّ قائلاً بأنّ اليهود بدأوا تجارة النخاسة وهددنا أنا وزوجتي وولديّ بأننا سنكون عبيداً له وسنعاني العديد من الآفات الأخرى.. وقال إنّ اليهود يتحدّرون من كنيس الشيطان، واستمرّ بإساءاته الفظيعة المعبرة عن عداء بغيض للسامة والتي كان سماعها أمراً مزعجاً لأيّ طفلٍ أو بالغ.. كنت مرتبكاً. وكنت مستعداً لتلقّي تعليقات معادية للسامية بسبب يهوديتي ولكنني لم أكن مستعداً لسيل الإساءات المعادية للسامية التي تبعت ذلك." وأردف "الأمر الوحيد الذي فكّرت فيه هو سلامة أولادي وارتأيت أنّ أفضل ما أقوم به هو تمالك نفسي ومحاولة جعل ولديّ يتجاهلان الموضوع".

وروى الوالد كيف حاول هو وزوجته الحفاظ على هدوئهما وكيف أنهما طمأنّا ولديهما وحاولا إلهائهما "لئلا يشعران بمدى قلقنا فعلاً." وأضاف أنّه طلب مراراً من الرجل "التراجع والكفّ عن توجيه الإساءات لولديّ."

وشوهد الرجل في الفيديو، وهو يهدد راكباً لم تُحدد هويته باستعمال العنف معه، بعدما حاول التدخل، فتدخّلت السيدة شويخ في تلك اللحظة بقصد ردع المسيء. وحازت المرأة على الثناء ووُصفت بالبطلة على مواقع التواصل الاجتماعي وصرّحت في وقتٍ لاحق بأنّها "لن تتردّد في التدخل ثانية في حالة كتلك".

وقال الوالد "نحن ممتنون للغاية لتدخّل المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب وقد عرفنا اليوم أنها تُدعى أسماء. نحن متأكدون أنّه لولا تدخّلها وتحويلها الانظار لكان استمرّ في إساءته ولربما تفاقم الأمر  ليصبح عنفٍاً جسدياً.. أرغب في لقاء أسمى شخصياً لشكرها."

وأوضح أنّ التجربة تركت طفليه "قلقين ومرتبكين للغاية" ممّا جعله أكثر حذراً خلال رحلاته. واضاف أنّه "من الواضح بأنّ العداء للسامية لا يزال متفشياً، فما لدينا الان هو  مجرد دقيقتين قصيرتين من تلك الواقعة الطويلة جرى تصويرهما بالكاميرا... عادت عليّ رحلة القطار تلك بمشاعر مختلطة بشأن المجتمع. فمن جهة تعرّضنا زوجتي وولديّ وأنا لإساءات فظيعة في حافلة قطارٍ مكتظّة، ولكن من جهة أخرى أشعر بالامتنان للأشخاص الذين ساندوني."

وتلقّى الوالد الدعم من جمعية "الحملة لمناهضة العداء للسامية" الخيرية ومجموعة "شومريم اليهودية لمراقبة الجوار في شمالي غرب لندن".

وقال ستيفن سيلفرمان مدير التحقيقات في "الحملة لمناهضة معاداة السامية" إن تدخّل السيدة شويخ والراكب الذي لم تُعرف هويّته "يشكلان تذكيراً حسن التوقيت بأنّ القيم البريطانية للتسامح والاحترام لا تزال حيّة وبخير."

يُذكر انّ شرطة النقل البريطانية أوقفت رجلاً يُشتبه بارتكابه جرم الإساءة العنصرية الذي يخلّ بالنظام العام.  

© The Independent

المزيد من دوليات