Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان بين "اقتراب" الاتفاق على رئيس الحكومة وحروب الشوارع المذهبية

القوى السياسية تواصل تجاهلها مطالب المنتفضين التي خرجوا من أجلها إلى الساحات

تفيد المعلومات أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون يضع اللمسات الأخيرة على إعلان موعد للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس للحكومة العتيدة.

على الرغم من "إيجابيّة" ذلك، لا سيما أن عون وحلفه السياسي يصران على الاتفاق على الحكومة ورئيسها قبل انطلاق تلك الاستشارات خوفاً من تكليف رئيس للحكومة وتأخر تشكيلها، إلا أن الأجواء السياسية في لبنان ما زالت غامضة ومُقلقة.

ويتضاعف ذاك الغموض ومعه القلق، تحت ضربات فلتان أمني تحت رايات مذهبية، يستعيد أشباح الحرب الأهلية ولا تُبرّأ من افتعاله القوى السياسية التي تتجاذب العملية السياسية في لعبة شد حبال عنوانها الحالي تشكيل الحكومة.

ويعتبر كثيرون أن حروب الشوارع بين القوى السياسية يهدف إلى تطييف الصراع السياسي لإنهاء الانتفاضة وإبعادها من الشارع والساحات، إضافة إلى كونه نتيجة صراعات القوى السياسية في شأن الحكومة العتيدة وأمور أخرى خارجية وداخلية. 

وسط هذا، يعتبر المنتفضون أن القوى السياسية تواصل تجاهلها مطالبهم التي أخرجتهم إلى الشوارع والساحات، وتواصل صراعاتها وتقاليدها في تشكيل الحكومات والمناكفات والمنافسات التي تعكس الصراعات والارتباطات الخارجية. بل إنها، أي القوى السياسية وفق المنتفضين، تحرض شوارعها المذهبية ضد الانتفاضة وضد بعضها البعض لغايات سياسية معرضة البلد وأمنه للمخاطر، لا سيما في ظل أزمة اقتصادية ونقدية خانقة، تتطاير فيها قصص تهريب سياسيين أموالهم من لبنان إلى مصارف الخارج، في حين تُفرض على المواطنين قيود مصرفية تمنع عليهم التصرف بأموالهم وتحركاتهم المصرفية والنقدية، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع وفقدان العديد منها من الأسواق.

في الأثناء، قُطعت الطرق السياسية بين عون وحزب الله من جهة، ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، خصوصاً مع إنسحاب الحريري، ظهر الثلاثاء 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، من قائمة المرشحين للتكليف برئاسة الحكومة. وفيما عادت نغمة تشكيل فريق عون- حزب الله حكومة من لون واحد، توترت الأجواء الأمنية واشتعلت المحاور المذهبية بين شوارع القوى السياسية. وتبادلت تلك القوى الاتهامات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الرغم من ذلك، ما زال طرح تسمية الحريري شخصية أخرى لرئاسة الحكومة قائماً في المشهد. وإن كان مكتب الحريري اعتبر ذلك مناورات ومحاولات لحرق أسماء بعض من يتم تداول أخبار عن ترشيحهم أو تقديم أسماء على أخرى.

عون وبري

وسط ذلك، كان لافتاً استقبال الرئيس عون سفير روسيا الكسندر زاسبكين، الذي أوضح بعد اللقاء أنه نقل إلى عون "موقف القيادة الروسية من التطورات في لبنان"، مؤكداً "وقوف موسكو الى جانب الدولة اللبنانية ودعمها في مواجهة التطورات الراهنة"، مشيراً إلى أن بلاده "لن تتردد في التجاوب مع ما يطلبه لبنان في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه".

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فكشف أن "لا اتفاق نهائياً حتى الآن" بشأن الشخص الذي سيُكلّف رئاسة الحكومة. ‏وفي مقابل ترجيح كثيرين تسمية سمير الخطيب من خارج النادي السياسي، ترددت معلومات صحافية عن إبلاغ الوزير السابق بهيج طبارة الرئيس بري أنه سيعتذر عن التكليف‎. وكان تردد أن الحريري طرح منذ فترة إسمي طبارة والوزير السابق محمد الصفدي الذي عارض المنتفضون تكليفه، ما إضطره إلى الانسحاب من المشهد.

وكرّر بري، أمام زواره، كلامه بشأن "عدم تمسّكه بأشخاص وإنما بمصلحة البلد". واعتبر أنه في حال تمت الدعوة ‏الى الإستشارات "لن يطول وقت التأليف". وكرر استبعاده القبول بحكومة تكنوقراط ‏خالصة، قائلاً "إنما ستكون هناك حكومة تكنوسياسية". ورأى أن المهم هو "برنامج الحكومة، لأنها ستكون حكومة ‏انقاذية للوضع النقدي والاقتصادي". ورجّح أن "يبدأ الانفراج عندما تأخذ الحكومة الثقة". وأوضح أنه "من المفترض أن يُصار إلى الاتصال بدوائر المجلس النيابي لطلب لائحة الكتل النيابية والنواب ‏المستقلين لوضع جدول للاستشارات، وهذا ما لم يحصل حتى الآن‎".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي