Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يلوّح بالحرب للتخلص من أزمته السياسية والقانونية

النيابة العسكرية تمنع تنفيذ عملية في الشمال لخطورتها ومخالفتها القانون الدولي

بعد بحث مستفيض للملف الإيراني، وما أسمته إسرائيل "النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط"، بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وقائد الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي، كُشف في تل أبيب عن أن الجيش كان ينوي تنفيذ عملية عسكرية في الجبهة الشمالية، وُصفت بـ"الحساسة"، لكن المستشار القضائي في النيابة العسكرية للجيش أجّل المصادقة عليها لخطورتها وحساسيتها، إلاّ أنّ الجيش أعلن أنها ضرورية وإرجاء تنفيذها يضع مصاعب أمام نشاط الجيش في المنطقة ويشكّل خطراً على الجنود.
ولم يتحدث الجيش عن طبيعة هذه العملية، لكن الكشف عنها زاد القلق من احتمالات تصعيد في المنطقة. فبعد لقاء كوخافي – ميلي، نُقل عن مسؤولين أميركيين قلق إدارة الرئيس دونالد ترمب من خطر تنفيذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عمليةً عسكرية تسهم في تصعيد خطير في المنطقة. كما جاء هذا القلق بعد تهديدات متصاعدة ومتكررة لنتنياهو ضد إيران والإعلان عن استخدام كل الوسائل والإمكانيات المتوفرة، من أجل إحباط نقل أسلحة من إيران إلى سوريا ومنع تحويل العراق واليمن إلى قواعد إطلاق صواريخ إيرانية على إسرائيل.

 

عملية مخالفة للقانون الدولي

 

الكشف عن بحث العملية العسكرية في الجبهة الشمالية أمام النيابة العسكرية، هي خطوة نادرة، لكن الجيش الذي رفض الرد على سؤال حول بعض تفاصيل العملية بادعاء أنه لا يتحدث عن عملياته السرية، هو مَن سرّب التفاصيل إلى وسائل الإعلام وإذاعة الجيش نقلتها. وتبيّن مما نُشر عن جلسة بحث العملية أن وحدة عسكرية في قيادة الجبهة الشمالية وضعت خطة لعملية حساسة في الشمال، ادّعت أنها تشكّل حلاً لمشكلة عملانية خطيرة في هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن العمليات التي تنفذها إسرائيل، خصوصاً تجاه غزة، مخالفة للقانون الدولي، إلاّ أنّ الجيش توجه إلى دائرة القانون الدولي في النيابة العسكرية للحصول على مصادقة عليها. وتخشى جهات سياسية وأمنية أن ينفذ الجيش وبتشجيع من نتنياهو العملية، على الرغم مما تحمله من خطورة على المنطقة، وذلك في ظل الأزمة التي يعيشها رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد اتهامه بالاحتيال والفساد.
 
مسؤولون أميركيون أعربوا عن قلق إدارة الرئيس دونالد ترمب من خطر تنفيذ رئيس الحكومة الإسرائيلية عمليةً عسكرية تسهم في تصعيد خطير في المنطقة

الإدارة قلقة ونتنياهو يصعّد
 

تأتي زيارة رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي مارك ميلي إلى إسرائيل ضمن زيارات عدّة لمسؤولين أميركيين، اعتبر مسؤولون إسرائيليون أنّها لا تقتصر على ما يسعى الطرفان إلى إظهاره باستمرار العلاقات الوثيقة بين البلدين، إنّما لاعتبارات أخرى غير معلنة. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين أن التخوف الإسرائيلي من خروج أميركي من المنطقة والتخوّف الأميركي من عمل عسكري إسرائيلي غير منسق، يأتي في صلب هذه الزيارات.
وزاد القلق الإسرائيلي، وفق ما نُقل عن مسؤول إسرائيلي، في أعقاب التهديدات المستمرة لإيران وخطر تموضعها في سوريا، وعن تهريب أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان وعن جهود إيرانية لزيادة قوة ميليشيات موالية لها في العراق واليمن.
وقارنت صحيفة "هآرتس" بين التحركات الأميركية في المنطقة والزيارات المكثفة إلى إسرائيل في عامي 2011 و2012 عندما هدّدت إسرائيل بشن هجوم عسكري ضد منشآت نووية في إيران، وبين التهديدات التي لا تتوقف منذ أشهر، من قبل مسؤولين إسرائيليين، وفي مقدمهم نتنياهو، لمنع إيران من التموضع في سوريا ونقل أسلحتها إلى سوريا ولبنان والعراق واليمن. ومع الكشف عن إصرار الجيش على تنفيذ خطة عسكرية رفضتها النيابة العسكرية، يزداد قلق مختلف الجهات من احتمال تصعيد مفاجئ.

 

نتنياهو يهدد من الشمال
 
واختار نتنياهو هذه المرة إطلاق تهديداته من أقرب نقطة إسرائيلية للحدود السورية، فتوجه إلى الجولان السوري ثم انتقل إلى الحدود مع لبنان، ليهدّد من هناك أن جيشه بات مستعداً لمختلف السيناريوهات وسيعمل على إحباط نقل أسلحة من إيران إلى سوريا.
وادّعى نتنياهو أنّ إيران تخطّط لمزيد من الهجمات ضد إسرائيل وتواصل سياستها العدوانية في المنطقة والموجهة ضدنا، مضيفاً "سنتّخذ كل الخطوات اللازمة لمنع إيران من التمركز العسكري في المنطقة، بما يشمل العمليات اللازمة لإحباط نقل السلاح من إيران إلى سوريا بمختلف الطرق، سواء عن طريق الجو أو البر".

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ما بين الوضع القانوني وتهديدات نتنياهو
 

منذ إعلان المستشار القضائي للحكومة تقديم لائحة اتهام ضده، لا تكاد تمر فرصة إلاّ ويستغلها نتنياهو للتهديد بالتصعيد العسكري على مختلف الجبهات، وإيران على وجه الخصوص، ما دفع جهات عدّة إلى التحذير من توجّهه نحو عمل عسكري ينقذه من هذه الأزمة.
الخبير العسكري عاموس هرئيل قال إن الانسحاب الأميركي من المنطقة وترك مجال عمل أكبر لإيران، يثير قلقاً إسرائيلياً، مضيفاً أن "القيادة الإسرائيلية تتحدث من دون توقف عن الأخطار المحدقة من محاولات طهران التمركز العسكري في جنوب سوريا وعن تهريب سلاح متطور لحزب الله في لبنان وعن جهود التعاظم الإيراني في كلٍّ من العراق واليمن. احتكاك عسكري متزايد بين اسرائيل وإيران يمكن أن يجر الأميركيين إلى حرب إقليمية، وعلى الأقل، حسب تصريحات ترمب، هو لا يريد ذلك".
ولفت أيضاً إلى تهديدات وزير الأمن نفتالي بينت، الذي رافق نتنياهو إلى الحدود الشمالية، بأن الرد على أي عمل يتجاوز الخطوط الحمر، سيكون دقيقاً جداً ومؤلماً جداً.
وبحسب هرئيل، فإن التحذير من خطوة إيرانية محتملة ضد إسرائيل هو إنذار حقيقي، لكن أيضاً لا يمكن فصل الاعتبارات الإسرائيلية عن صورة الوضع الداخلي الذي يتصدّره القرار بتقديم نتنياهو إلى المحاكمة والطريق المسدود بالنسبة إلى تشكيل الحكومة.
وفي ظروف يقلق فيها رئيس الحكومة على مصيره الشخصي، فيما يرى وزير الأمن الجديد أنه يجب عليه استغلال الوقت القصير نسبياً، من أجل البروز من ناحية سياسية، فإن الأنظار تتجه نحو رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي دفع باتجاه خط هجومي في العمليات الأخيرة في غزة وفي سوريا، وهو الآن الشخص المسؤول. كما أن عدداً من كبار الضباط الآخرين في القيادة الأمنية يتماهون أكثر مع نتنياهو أو يفحصون السيناريو بالأساس من زاوية تكتيكية، التي تؤكد الحاجة إلى استمرار العمليات الوقائية.

المزيد من الشرق الأوسط