Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشيّة مناقشة الثقة بالحكومة ... أبو الغيط وظريف والعلولا في بيروت و"دعم طهران" للبنان في قلب الجدل

تشهد الساحة الداخلية اللبنانية حركة ديبلوماسية نشطة ولافتة بتوقيتها تتوجها الثلاثاء زيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا

عشية مثول الحكومة اللبنانية أمام المجلس النيابي ومناقشة البيان الوزاري يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و13 فبراير (شباط) لنيل الثقة والانطلاق لمواجهة التحديات الماثلة أمامها اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وسياسياً، تشهد الساحة الداخلية اللبنانية حركة ديبلوماسية نشطة ولافتة بتوقيتها، فوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف يواصل لقاءاته المكوكية في بيروت بالتوازي مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وتتوّج هذه الحركة الديبلوماسية الثلاثاء بزيارة المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا بيروت.

تأتي زيارة ظريف لبنان بعد أيام على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سأل فيه "لماذا يبقى لبنان خائفاً من التعاون والاستفادة من إيران؟" وقال "لماذا نبقى في لبنان نستورد الدواء فيما إيران قادرة على مساعدتنا لحل جذري؟". وأضاف "إيران لديها حل للكهرباء في لبنان بطريقة أسهل من (شم الهوا)"، وتابع نصر الله "أنا كصديق لإيران مستعد لأن أحضر للجيش اللبناني أنظمة دفاع جوي لمواجهة الطائرات الإسرائيلية من إيران".

كلام ظريف "بين السطور"

مواقف الوزير الإيراني في العلن، وإن لم تكن صريحة كصراحة كلام نصر الله، يُقرأ بين سطورها أكثر من ذلك، إذ إن الوزير الإيراني أبدى في لقاءاته مع القادة اللبنانيين الاستعداد للمساعدة وتلبية ما يحتاجه لبنان في شتى المجالات. الوزير الإيراني التقى الأمين العام لحزب الله الذي أكد أن مساندة إيران أدت إلى صنع ما وصفه بالانتصارات في أكثر من ساحة وميدان، متمنياً أن "تواصل إيران دعمها واهتمامها على الرغم من كل المؤامرات والضغوط التي تتعرض لها بسبب ذلك". ونقل الوزير ظريف إلى رئيس جمهورية لبنان ميشال عون رسالة شفهية من نظيره الايراني، ضمّنها تحياته وتمنياته له بالتوفيق في قيادة مسيرة لبنان، مجدداً الدعوة التي كان وجهها اليه لزيارة إيران، واشاد ظريف "بالعلاقات اللبنانية -الايرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين"، منوّهاً بـ "حكمة الرئيس عون التي ادت الى تشكيل حكومة جديدة".

مسألة النازحين السوريين حاضرة بقوة

وأعرب رئيس الجمهورية اللبناني عن امتنانه "للدعم الذي يلقاه لبنان من طهران في المجالات كافة، انطلاقاً من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين"، وابلغ عون وزير الخارجية الإيراني بأن "مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج الى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة الى المناطق السورية المستقرة، لا سيما ان تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية في لبنان"، معتبراً ان "لإيران دوراً في المساعدة على تحقيق هذه العودة"، وشكر عون ظريف على "الاستعداد الذي أبدته بلاده لمساعدة لبنان في المجالات كافة"، وحمّله تحياته الى الرئيس الايراني حسن روحاني وتهنئته لمناسبة الذكرى الاربعين لقيام الثورة الإيرانية".

ظريف جدد بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري "استعداد طهران الدائم والكامل للتعاون مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة في كل المجالات الحيوية والمتاحة، لأن هذا الأمر من وجهة نظرنا يخدم المصلحة الوطنية للبلدين الشقيقين. وهذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين الشقيقين الايراني واللبناني، ولا ترتد سلباً على أي طرف من الاطراف".

وزير الخارجية الإيراني زار رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أكد أنّ "الحكومة تنطلق في برنامجها للنهوض من مصلحة الشعب اللبناني ومصالح لبنان العليا"، لافتاً في بيان وزعه مكتبه الإعلامي إلى "احترام لبنان تعهّداته والتزاماته تجاه المجتمعين العربي والدولي". كذلك نقل ظريف تهنئة الرئيس الإيراني بتشكيل الحكومة اللبنانية، معرباً عن "تمنّيات إيران بنجاحها في برنامجها للنهوض، وعن استعداد بلاده لمساعدة لبنان في المجالات الّتي تحدّدها الحكومة اللبنانية".

لبنان يطلب ضمانات من سوريا لتسريع عودة اللاجئين

وأكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل (صهر الرئيس عون وزعيم التيار الوطني الحر الذي كان يترأسه رئيس الجمهورية) في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الايراني "أننا متفقون معه على وجوب التسريع بالحل السياسي لسوريا، ومسار أستانا يهم لبنان من ناحية الاستقرار وتهيئة الأجواء لعودة النازحين"، وقال "ندعم لجنة تشكيل الدستور السورية وكل الجهود التي تصب في عودة النازحين، فسوريا أصبحت آمنة"، مضيفاً "اننا سمعنا دعماً ايرانياً لتأمين العودة السريعة والآمنة للنازحين"، واكد "أننا نرفض سياسة إبقاء النازحين رهائن للحل السياسي في سوريا"، موضحاً ان "للدولة السورية مساهمة كبيرة يمكن أن تقوم بها لتشجيع عودة النازحين عبر الضمانات في موضوع الملكية الفردية والخدمة العسكرية". وأعلن باسيل اننا "سنتغيب عن مؤتمر "وارسو" بسبب حضور إسرائيل، ولأن لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس". وأشار الى ان "لبنان أنجز المهمة العسكرية، ونسعى لجعل لبنان مركزاً أممياً لحوار الحضارات وطلبنا من ايران الوقوف معنا".

من جهته، أعلن ظريف "اننا واثقون بأن الحكومة الجديدة ستنهض بلبنان وسنبقى دائماً الى جانب الشعب ونمدّ يد العون في الأطر كافة"، وقال "نحن على أتمّ الاستعداد للتجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية لنتعاون معها في أي مجال حيوي تراه مناسباً"، مشيراً الى "ان هناك ترويجاً لأخبار وهمية وواهمة"، ولفت الى انه تحدث مع باسيل بشأن المستجدات السورية، وقال "أكدنا على جهود ايران بالمساهمة في إيجاد حل سياسي"، مشدداً على "ضرورة خروج كل القوات التي دخلت سوريا من دون إذن من القيادة الرسمية"، وقال "تحدثنا عن العودة الآمنة والمشرفة للنازحين الى سوريا"، ولفت ظريف الى انه "ليس هناك قانون دولي يمنع ايران ولبنان من التعاون، حتى إن القرار 2231 يطلب من الدول كافة تطبيع علاقتها الاقتصادية مع ايران".

أبو الغيط: لم ارصد هذا التطور او المفهوم

في موازاة جولة ظريف جولة للأمين العام للجامعة العربية الذي أكد من قصر بعبدا (مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية) في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه الرئيس عون ورداً على سؤال عن عودة سوريا الى الجامعة العربية، أكد أنه "بعد التفكير، أقول إنني أتابع بدقة شديدة جداً هذا الموضوع، ولكنني لم أرصد بعد أن هناك خلاصات تقود الى التوافق الذي نتحدث عنه والذي يمكن أن يؤدي الى اجتماع لوزراء الخارجية يعلنون فيه انتهاء الخلاف، وبالتالي الدعوة الى عودة سوريا لشغل المقعد. حتى الآن لم أرصد هذا التطور او المفهوم"، وتابع "ان وزراء الخارجية العرب سيلتقون في المجلس الوزاري العادي في 6 مارس (آذار) المقبل، ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ هناك فرصة متاحة طبعاً، أي حوالي ثلاثة أسابيع، وإذا حدث هذا التطور فليكن، اما إذا لم يحصل، فهناك ايضاً اجتماع آخر لوزراء الخارجية في 27 -28 مارس يعقد في تونس، ما زال هناك وقت متاح، لكن المسألة ليست مسألة وقت بل إرادة، وتوافق الدول بعضها مع بعض داخل الجامعة العربية في اختيار منهج او اتجاه".

وعن تزامن زيارته وزيارة وزير خارجية إيران الى لبنان، أجاب "لم ارصد هذا الامر، كنت وعدت الرئيس عون ودولة رئيس مجلس الوزراء أنني سأعود مرة اخرى فور تشكيل الحكومة للتعبير عن التهاني. لا اعتقد ان العرب يتنافسون على دولة عربية. بمعنى ان لبنان عربي وبالتالي، وفي إطار المجاملة والدفء العربي-العربي علينا ان نأتي اليه. صودف وجودي مع وجود وزير خارجية إيران الذي اعرفه معرفة شخصية ولا مشكلة في ذلك".

المنسق الخاص للأمم المتحدة يتسلم مهماته في لبنان

الرئيس عون أبلغ أيضاً الامين العام لجامعة الدول العربية بأن "لبنان شكل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الذي عقد في بيروت في 20 كانون الثاني الماضي، نظراً لأهمية تلك القرارات وانعكاساتها الايجابية على العمل العربي المشترك"، واشار الى أن "لبنان سيراسل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتفاصيل المتعلقة بالاقتراح الذي قدمه رئيس الجمهورية للقمة لجهة تأسيس مصرف عربي لإعادة الاعمار والتنمية، يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنتها ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام"، وكان ابو الغيط نقل الى رئيس الجمهورية التهاني لمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة، متمنياً ان "يتعزز الاستقرار والاوضاع الاقتصادية في لبنان"، وأطلع الامين العام الرئيس عون على "التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القمة العربية في تونس في نهاية شهر مارس المقبل، والقمة العربية - الاوروبية التي ستنعقد في شرم الشيخ اواخر الشهر الحالي".

 

الجامعة العربية مهتمة بلبنان

أبو الغيط زار أيضاً رئيس الحكومة سعد الحريري مؤكداً ان "الجامعة العربية تهتم بلبنان وتسعى الى إرساء الاستقرار فيه وتحقيق كل الخير له، وقد تلقيت من رئيس الجمهورية ميشال عون شكراً على مساهمة الجامعة والمساعدة التي قدمتها لإنجاح القمة الاقتصادية التي عقدت أخيراً، وقد شكل لبنان لجنة لمتابعة قرارات هذه القمة وكذلك جهز الجانب الآخر، أي الامانة العامة للجامعة، مجموعة عمل نشيطة للغاية مهمتها تنفيذ قرارات القمة، وبالتالي سنبقي على تنسيق وعمل مشترك على الاقل خلال السنوات الاربع المقبلة، لأن الرئاسة اللبنانية للقمة الاقتصادية ستستمر اربع سنوات قبل ان تنتقل الى موريتانيا عام 2023. لا سباق اطلاقاً، فلبنان هو عضو مؤسس للجامعة العربية". وعن عودة سوريا للجامعة العربية، أجاب أبو الغيط "بطبيعة الحال تطرقنا الى الشأن السوري، وشرحت التطورات المحيطة بالمقعد السوري وشغوره. لكن حقيقة الامر، يجب ان نكون أمناء مع أنفسنا، هناك حديث متكرر في الاعلام وصخب اعلامي ولكن لا توجد حركة حقيقية من قبل الدول الاعضاء في الجامعة". أبو الغيط أجرى سلسلة لقاءات واتصالات هاتفية شملت العديد من القيادات ولا سيما مع رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" الدكتور سمير جعجع ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط.

في التحركات باتجاه لبنان أيضاً، وصل بعد ظهر الاثنين 11 فبراير الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش لتسلم مهماته في لبنان، والمنسق الجديد سلوفاكي الجنسية كان يشغل منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.

المزيد من العالم العربي