Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحؤول دون فوز حزب المحافظين البريطاني بأغلبية هو الفرصة لإنقاذ الكوكب

سجّل مئات الآلاف من الأشخاص أسماءهم على لوائح الشطب  منذ أيام قليلة تحضيراً للإنتخابات. إن استمرينا على هذا المنوال وبهذه الوتيرة وصولاً إلى المهلة النهائية في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، يحتمل أن يتسنى لنا إعادة كتابة مستقبلنا

تظاهرة ناشطين في "حركة التمرد ضد الانقراض" في لندن (ريبيليون. إرث)

أنا مناصر شرس لحركة التمرد ضد الإنقراض. وتضامنت بحماسة مع شبابنا في الإضراب تلو الآخر من أجل المناخ- إنما لا يسعني أن أشدد بما يكفي على أهمية الإنتخابات التي تنتظرنا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فحصول بوريس جونسون على أغلبية المقاعد سوف يؤدي إلى تسريع وتيرة أزمة المناخ والإنهيار البيئي لدرجة لا يعود معها عكس الموضوع إو إصلاحه ممكناً. يوم الجمعة 22 نوفمبر (تشرين الثاني) خلال أحدث إضراب عالمي من أجل المناخ، سجّل 206 آلاف شخص ممن يبلغون 34 عاماً من العمر أو أقل، و300 ألف شخص إجمالاً، أسماءهم على لوائح الشطب قبل حلول المهلة النهائية يوم 26 نوفمبر كي يتسنى لهم المشاركة في الإنتخابات.

ربما يكون هذا العدد الأكبر من الأشخاص الذين يتسجلون خلال يوم واحد على الإطلاق- وعلينا جميعاً توظيف هذه الطاقة وهذا الإلحاح بقوّة من أجل إرباك المتسببين بالكارثة المناخية قبل فوات الأوان.

صحيح أننا نحارب بشراسة من خلال "جمعة المستقبل" لكن المستقبل الذي تؤذن به خمس سنوات إضافية من حكم المحافظين- المتحالفة مع أسوأ القوى "الترمبية" وأكثرها شراً وظلماً- تتخطى قدرة الناس أو الكوكب على التحمّل.

وتبني الحركات زخماّ لا يمكن إيقافه ولا قهره. وتسمح لنا أن نحلم بعالم أفضل يعمّه التعاطف مع الآخرين والمساواة والإزدهار العالمي. عندما نقف معاً ونسير معاً ونحتل معاً وننشد معاً، في هذه اللحظات وبغض النظر عن بيئتنا أو خلفيتنا، يصبح هدفنا واحداً موحداً.

لكن إذا لم يسع روح وحدتنا عن وقف تقدم نكران تغيّر المناخ على الأقل، أو تسجيل نصرٍ للخطة المناخية الشاملة في صناديق الإقتراع، عندها سنكون قد فشلنا. قدّم لنا يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) فرصة ربما تكون الأخيرة لتغيير مسار تاريخ بلادنا.

نحن بحاجة لزيادة جديدة في عدد الناخبين المسجّلين قبل انقضاء مهلة 26 نوفمبر. لم تمرّ في تاريخنا قطّ انتخابات أهم من هذه، ولم تتضح قط هوية القوى الرأسمالية المدمّرة مثلما اتّضحت الآن، ولم يكن الرهان يوماً أعلى مما هو عليه الآن.  

كلّنا نعلم ما الذي يترتب على "اتفاق" بريكست الكارثي الذي ينادي به جونسون- فهو انتصار لأقطاب النفط والغاز وتكتّلات شركات الأدوية الجشعة ونخبة الصناديق الإستثمارية، فيما يحدق الخطر في المقابل بالأمن الوظيفي والحماية البيئية وحقوق العمال ناهيك عن التضحية بهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

لكن الظلم الأكبر سيلحق بالأجيال المستقبلية وكل من سيرث بلدنا وكوكبنا. مع تواصل ارتفاع مستويات البحار أصبحت الفيضانات القاتلة أمراّ طبيعياً وها هي مناطقنا الساحلية تختفي أمام أعيننا.

نواصل التزامنا بهستيريا الكربون من خلال التنقيب الغبي في البحار والتصديع المائي غير المسؤول [في عملية استخراج النفط الصخري] فيصبح هواؤنا الملوّث أكثر تلوّثاً وغير صالح للتنفس. لذلك فإخراج جونسون من منصبه وإخراج المحافظين من الحكومة ليس الفعل الصائب فحسب. بل هو ضرورة وجودية لكل البشرية، على غرار هزيمة ترمب في انتخابات العام 2020.

إذا استمرّت وتيرة تسجيل الناخبين مثل ما حدث يوم الجمعة الفائت، على امتداد الأيام الثلاثة المقبلة، نستطيع أن نوقف تقدّم الشر وأن نعيد كتابة مستقبل بلادنا بطريقة جذرية.  

لا شكّ أن هذا العمل سيحمل معه التعب والإحباط لكن علينا أن نفهم أنّ التصويت التكتيكي لإخراج المحافظين في هذه الإنتخابات هو أهم خطوة يمكن لنا اتخاذها كأمّة من أجل العدالة المناخية.

فالفظائع التي ستترتّب على خمولنا من دون أدنى شك عظيمة ولا يمكن السماح بها، أمّا الجائزة المرجوة في المقابل فعظيمة أيضاً ولا يمكننا التخلي عنها. ونستطيع إخراج المحافظين من الحكومة ووضع حد للتقشف وحماية بيئتنا وإصلاح نظامنا الديمقراطي والظفر بحقّ البقاء في الإتحاد الأوروبي من خلال التصويت الشعبي. فيما تتحيّز له الصحافة التابعة لأصحاب المليارات والطبقة الحاكمة الفاحشة الثراء وبعض المؤسسات ومعاهد الأبحاث، فلنكن في غاية الوضوح- خسارة جونسون لأغلبية المقاعد هي بمثابة ضربة قاضية بالنسبة لمسيرته السياسية وانتصاراً عارماً بالنسبة لنا جميعاً.

سجّلوا أسماءكم كي تنتخبوا وتعطوا رأيكم ولا سيما نيابة عن كلّ من تؤثر عليهم هذه الإنتخابات كثيراً ولا يملكون حق الإنتخاب الديمقراطي أنفسهم. إذا كان في حياتكم شابة أو شاباً كرّس قلبه وروحه ووقت دراسته الثمين من أجل الكفاح في سبيل العمل المناخي الملحّ، فصوّتوا وأنتم تأخذون مصلحتهم في عين الإعتبار. عبّرنا جميعاً عن دعمنا لتحرّك الطلاب من أجل المناخ وانضمّ الكثير منا إلى الإحتجاجات- لكن يوم 12 ديسمبر، نستطيع أن نقدم أكبر مساهمة للقضية على الإطلاق عبر منع المحافظين من الحصول على أغلبية المقاعد. 

(مجيد مجيد عضو في البرلمان الأوروبي عن منطقة يوركشاير وهمبر)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء