Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاكاديمية الفرنسية "تعاتب" الرئيس ايمانويل ماكرون... لاستخدامه مفردات وتعابير انجليزية

اللغة العربية تعاني اجتياحا خطيرا... وظاهرة "العربيزي" تتفاقم

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأكاديمية الفرنسية (يوتيوب)

ليست اللغة العربية وحدها التي تعاني ما يسمى اجتياح المفردات والجمل الإنجليزية، لا سيما لدى الأجيال الشابة والفتية، فاللغة الفرنسية وسواها من لغات عالمية تتعرض أيضا لهذا الاجتياح، وقد قامت مرة مؤسسات فرنسية عدة تُعنى باللغة، بحملة شهيرة تحت عنوان "علينا ان ننقّي لغتنا"، وأجرت إحصاء بالمفردات والتعابير الإنجليزية التي يستخدمها الفرنسيون في حياتهم اليومية والعملية، إضافة الى طلاب المدارس والجامعات ووسائل الاعلام. وانكبت مؤسسات لغوية علمية على "فرنسة" ما أمكنها من مفردات وتعابير إنكليزية في هدف الحفاظ على لغة موليير. لكن الإنجليزية لم تغب تماماً عن معترك اللغة ما دفع عدداً من الباحثين إلى اشتقاق كلمة  "فرانغلي" franglaisلوصف الظاهرة، جامعين بين الفرنسية والإنجليزية في مفردة واحدة. طبعاً درجت هذه الكلمة إعلامياً وشعبياً وباتت مادة للتندر أمام زحف الإنجليزية. حتى بعض الباحثين العرب أوجدوا أيضاً كلمة "عربيزي" لوصف الحالة نفسها، وباتت تستخدم في المؤتمرات المتعلقة بواقع اللغة العربية والتحديات التي تواجهها وفي الصحافة والاعلام.

وأخيراً وجهت الأكاديمية الفرنسية، حصن اللغة والآداب في فرنسا نوعاً من العتب إلى رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، بسبب استخدامه منذ توليه الرئاسة، بل إصراره على استخدام عبارات مأخوذة من الانجليزية وخصوصا في حقل المشاريع مثل عبارة   start – up nation التي تعني "أمة الشركات الناشئة". وذكرت الاكاديمية في بيان لها أن الرئيس ألقى في أكتوبر (تشرين الأول)2018 خطاباً "مرصعاً" بمفردات وجمل إنجليزية أو "فرانغلية" وتحديداً قبل أن ينضم إلى القمة السابعة عشرة للفرنكوفونية. هذه العبارات لم تمر مرور الكرام ذاك أن مستقبل اللغة الفرنسية كان أحد المواضيع المهمة المطروحة على طاولة القمة.

هكذا بدا البيان الذي وجهته الأكاديمية الفرنسية غير موجه فقط إلى رئيس الجمهورية بل إلى مجموع المرجعيات العامة. واعتبرت الأكاديمية التي تعدّ نفسها مشغولة بشدة بقضية انتشار ظاهرة "الفرانغلي"، أن الاعتداءات المتكررة على قانون "توبون" الذي رسخ قواعد استخدام الفرنسية في الحقل العام، تشوه اللغة الفرنسية سواء عبر اجتياح المفردات الانغلو – ساكسونية لها أم عبر تدمير بنياتها النحوية". أما قانون "توبون" الذي أقر العام 1994 فيهدف الى إثراء اللغة الفرنسية، ويفرض على الأشخاص الذين ينتمون إلى أفق الحق العام والإدارات العامة استخدام التعابير الفرنسية.

وورد في البيان أيضاً: "هكذا تنبه الاكاديمية جدياً السلطات العامة وتدعوها أولاً إلى أن تحترم هي نفسها، هذا القانون". وختم البيان:" إذا لم تستجب السلطات العامة حقاً الى هذه القضية، وإذا لم يول الرأي العام اهتماماً بالخطر الذي يتهدده، فاللغة الفرنسية ستكفّ عن أن تكون اللغة الحية والشعبية التي نحبها".

أما في شأن اللغة العربية التي تواجه تحديات كثيرة ومنها تحدي اجتياح الإنجليزية الذي يتفاقم سنة تلو سنة من دون أن يلقى اهتماما يذكر، فهي تحتاج فعلاً إلى أكاديمية تشبه الاكاديمية الفرنسية  تنفتح على تحولات العصر، وتبذل جهوداً دائمة لمواجهة الأخطار التي تحدق بالعربية. ولا شك في أن مبادرة "اليوم العالمي للغة العربية" الذي أطلقته المندوبية السعودية وبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز في منظمة الأونيسكو في باريس من أهم المبادرات التي تسعى إلى مواجهة هذه الأخطار والتحديات أكاديمياً وعلمياً، ناهيك عن مبادرات أخرى مهمة مثل مبادرة معهد العالم العربي في باريس و"ميثاق اللغة العربية" في أبو ظبي و"تحدي القراءة العربي " في دبي  ومبادرات أخرى في مصر والمغرب ولبنان... وهذه المؤسسات تحاول ملء الفراغ الذي تتركه مجامع اللغة العربية التي تحتاج إلى التجديد والتحديث والعصرنة، فمعظمها ما زال يعتمد المناهج القديمة والتقليدية غير منتبه إلى الأزمات العصرية التي تحدق باللغة العربية.

المزيد من ثقافة