شاركت أعداد قياسية من الناخبين بهونغ كونغ، الأحد 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، في انتخابات المجالس المحليّة، إذ تأمل الحركة المدافعة عن الديموقراطية في المدينة أن يسفر الاستحقاق عن زيادة الضغوط على الإدارة المدعومة من بكين للاستجابة إلى مطالبهم بعد أشهر من الاضطرابات.
وتشكّلت طوابير طويلة من الناخبين أمام مراكز الاقتراع في المدينة لانتخاب 18 مجلساً محلياً، مع توقّع نسبة مشاركة مرتفعة لانتخاب مرشّحي القوى الديموقراطية.
نسبة الاقتراع تتخطى الـ56 في المئة
وقالت لجنة الشؤون الانتخابية إنّ "56 في المئة من الناخبين المسجّلين، البالغ عددهم 4,13 مليون شخص، شاركوا في الاقتراع بحلول بعد ظهر الأحد"، ما يشكّل أعلى نسبة مشاركة على الإطلاق في تاريخ انتخابات المجالس المحليّة في هونغ كونغ بعد انتقال المدينة إلى سلطات الصين في العام 1997.
وفي العادة، لا يسترعي انتخاب أعضاء المجالس، البالغ عددهم 452 شخصاً والمسؤولين عن المسائل المجتمعية مثل خطوط سير الحافلات وجمع القمامة، حماسة أو انتباه المواطنين، لكنّه اكتسب أهمية جديدة بعد أشهر من الاضطرابات السياسية في المدينة.
ومنذ أشهر، تشهد هونغ كونغ تجمعات احتجاجية ومواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين المطالبين بانتخابات عامة مباشرة لحكم المدينة التي تحظى بحكم شبه ذاتي، إضافة إلى التحقيق فيما يعتبرونه وحشية الشرطة في التعامل مع الاحتجاجات.
أمل في إضعاف قبضة بكين على المدينة
ويسيطر الموالون لبكين على المجالس المحلية منذ فترة طويلة، ويأمل الناخبون في أن يساعد إضعاف قبضة بكين عليها في إعطاء حركتهم زخماً جديداً.
وقال الطالب ميشيل نغ، (19عاماً)، الذي يصوّت للمرة الأولى، لوكالة الصحافة الفرنسية "حتى لو كانت البطاقة الواحدة ستساعد قليلاً، لا يزال يراودني الأمل في أن تساعد في تغيير المجتمع وتدعم احتجاجات الشارع في شكل ما".
وتشكّل هذه الانتخابات أفضل وسيلة لمواطني هونغ كونغ للحصول على تمثيل مباشر في إدارة شؤون مدينتهم.
ويُنتخب المجلس التشريعي الأعلى في المدينة بمزيج من الاقتراع العام والمقاعد المخصّصة للمجموعات الصناعية الموالية للصين، ما يضمن سيطرة بكين على المدينة البالغ تعداد سكانها 7,3 مليون نسمة، ويعتبر المعسكر المدافع عن الديموقراطية اقتراع الأحد استفتاءً حول حاكمة المدينة كاري لام والحكومة المؤيدة لبكين، الذين قاوموا مطالب الحركة.
وقال جيمي شام، وهو مرشح مؤيد للديموقراطية وشخصية بارزة في الاحتجاجات، "نحن نصوت لإعطاء حكمنا على ما حدث. نحن أيضاً نصوّت لاختيار ما لم يأت بعد".
هدوء يرافق الانتخابات
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
والاقتراع ليس رمزيّاً بالكامل، إذ سيُختار بعض المرشحين للانتخابات التشريعية العام المقبل من أعضاء المجالس المحلية، كما ستُسهم المجالس بـ117 عضواً في المجمّع الانتخابي الذي يضم 1200 عضو، ويختار الرئيس التنفيذي للمدينة، وهو مجمّع تسيطر عليه الصين.
وخفّت وتيرة الاحتجاجات أخيراً بعدما حثّت شخصيات مؤيدة للديموقراطية المواطنين على وقف الاضطرابات لتجنّب إعطاء الحكومة ذريعة لتأجيل أو تعليق الانتخابات.
وفي هذا الصدد قالت لام بعد الإدلاء بصوتها في دائرتها الانتخابية، "يسعدني أن أقول يجب أن تكون لدينا بيئة سلمية وهادئة نسبياً لإجراء هذه الانتخابات بنجاح".
وانطلقت موجة التظاهرات في هونغ كونغ يونيو (حزيران) الماضي إثر معارضة لمشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين، قبل أن تتخلّى عنه الحكومة تحت ضغط الشارع. غير أن الاحتجاجات لم تتوقف، بل رفعت سقف مطالبها إلى الديموقراطية ومحاسبة الشرطة.
عنف يرافق الحملات الانتخابية
وتفاعل الإعلام الصيني مع الانتخابات وخصّص الإعلام الرسمي مقالات تحضّ سكان هونغ كونغ "على التصويت لإنهاء العنف، الذي تلقي بكين مسؤوليته على المشاغبين الشباب، ويتوقّع محللون أن يحرز المرشحون المؤيدون للديموقراطية مكاسب في المجالس المحلية من دون تحقيق غالبية المقاعد.
وشابت الحملات الانتخابية وقائع عنف، إذ تعرّض أحد المرشحين المدافعين عن الديموقراطية لعضة في أذنه في حين ألقي القبض على 17 مرشحاً آخرين من جميع الأطياف السياسية بسبب أنشطتهم المتعلقة بالاحتجاجات، ومنعت سلطات الانتخابات جوشوا وونغ، الناشط البارز في حركة الاحتجاج، من الترشّح في الانتخابات المحلية لدعمه حق "تقرير المصير" بالمدينة.