Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القبضة تعود إلى وسط بيروت... إنجاز ضد العنف والكراهية

تحول المجسم إلى نقطة ارتكاز يحتشد حولها المتظاهرون كرمز لقوة الشعب

عاد مجسم "الثورة" ليتربّع وسط ساحة الشهداء، في العاصمة اللبنانية بيروت، فارتفعت "القبضة" الحديدية بسواعد المنتفضين على وقع هتافات "ثورة ثورة"، بعد إحراقه من قبل مندسين تسلّلوا في ساعات الفجر الأولى من يوم الاستقلال، الجمعة في 22 نوفمبر (تشرين الثاني).

"أوتبور" و"الماسونية"

منذ أن نُصّب مجسم "قبضة الثورة" في وسط ساحة الشهداء، تحوّل إلى نقطة ارتكاز يحتشد حولها المتظاهرون كرمز لقوة الشعب وإصراره على التغيير وتصميمه على تحقيق الأهداف.

في المقابل، رأى أنصار "السلطة" في هذا المجسم "شيطاناً"، استُورد من "الحكومات العالمية الخفية" التي تسعى إلى تقويض الأنظمة ونشر الفوضى، فيشبّهونه تارة بشعار "أوتبور"، السائد في ثورة صربيا عام 2000، ويعتبرونه تارةً أخرى رمزاً من رموز الحركة الماسونية، التي تُنسب إليها روايات وأساطير المؤامرات الكونية.

خطاب الكراهية

قالت أوساط متابعة إن السلطة السياسية اللبنانية باتت مفلسة وغير مرغوب فيها من قبل شعبها، ولم تعد تملك أي حجج أو منطق للدفاع عن نفسها سوى تسويق نظرية المؤامرة والتلويح بالقمع وفبركة الملفات.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن خطاب الكراهية الذي يبثه هؤلاء يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى دفع مجموعات موتورة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين. وهذا أمر بدا واضحاً في  ساحات عدّة، ولا سيما ساحة الشهداء التي شهدت "غزوة" من أنصار حزب الله، الذين حاولوا حرق المجسم حينها.

وأكدت أن سلوك الأحزاب السلطوية هو من يأخذ الشارع باتجاه استخدام العنف وليس العكس، مضيفةً أن مشهد الاستقلال والعرض المدني الذي نظّمه المحتجون في وسط بيروت هو مشهد الاستقلال الشعبي الحقيقي الذي يعكس وجه لبنان الحضاري والمشرق، "وليس ذلك الذي أقامته السلطة بوجوهها المكفهّرة والخائفة من شعبها".

وأشارت الأوساط ذاتها إلى أن اللبنانيين يطالبون بفك "الأسر" عن استقلالهم، متهمةً السلطة الحالية بتسليم سيادة لبنان إلى إرادة إقليمية يجسدها حزب الله، إذ باتت القرارات الاستراتيجية خاضعة للمصلحة الإيرانية، بينما تخضع القرارات الاقتصادية والإنمائية لإرادة مصالح المحاصصة السياسية التي تحظى بحماية السلاح غير الشرعي.

الاستقلال الأول

الإعلامية يمنى فواز قالت من جانبها إن المحتجين يثبتون يوماً بعد يوم حضارة ورقياً في تحركاتهم، وقد استطاعوا إفشال كل مخططات أخذها إلى العنف أو اللعب على الوتر الطائفي.

ولفتت إلى أن عيد الاستقلال هذا العام كان يوماً عظيماً وفيه استعاد الشعب شرعية هذا العيد التي سُلبت منه كل هذه السنوات، قائلةً "يوم الاستقلال كان إنجازاً يضاف إلى مجموعة الإنجازات التي حققتها الثورة. فالمشهد كان استثنائياً باحتفاليته وفعالياته".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت "السلطة برؤسائها الثلاثة احتفلت بالاستقلال في مقر وزارة الدفاع، بينما كانت الساحات العامة للشعب".

وأوضحت "كنتُ أقدم العرض المدني وألاحظ شغف المشاركين وسعادتهم. كانوا فخورين بأنفسهم وبإرادتهم واستعادة قرارهم. الأفواج لم تكن عسكرية، كانت من الشعب، وكان الجميع ينتظرها وكأنه يرى نفسه. فخورون، هذه هي الكلمة التي توجّت عيد الاستقلال، نساءً ورجالاً وأطفالاً. فالشرعية عادت إلى الشعب، وكأنه دستور التعايش وبناء وطن جديد بدأ يُكتب".

عودة القبضة

وعن إحراق "القبضة"، شرحت فواز كيف استفاق المواطنون على مشهد حرق المجسم الذي يحمل كلمة ثورة، ما أغضب المحتجين، الذين أكدوا "لا يهم، ولن ينالوا منا، ستُصمم واحدة أكبر وأمتن. وقال أحدهم: أنا أتبرع بالتكاليف، فردد آخرون ونحن أيضاً. تواصلوا مع الشركة التي نفذت القبضة الأولى والتي تجاوبت بسرعة قياسية على الرغم من أنه كان يوم عطلة. وأعلن المتطوعون مساء إعادة القبضة، واحتفلوا بانتصار ضد العنف".

ولفتت إلى أنه بهذه البساطة، يدير المواطنون أمورهم، من دون مناقصات وحجج وسنوات لإنجاز أمر بسيط كجسر سليم سلام في العاصمة، الذي لم ينته العمل فيه منذ أعوام حتى اليوم.

الرئيس في مواجهة الانتفاضة

في السياق، أشارت مصادر متابعة للانتفاضة إلى أن استمرار السلطة الحالية بالعمل وفق ذهنية ما قبلها واستمرار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بتجاهل تحديد موعد للاستشارات النيابية منذ شهر حتى الآن، أمر مرفوض شعبياً ودستورياً وهو أمر غير مسبوق وخروج واضح عن روحية الميثاق الوطني.

وأكدت أن تحركاً سيبدأ بالتزامن مع إضراب عام وشامل للضغط على الرئيس للعودة إلى المسار الدستوري في تشكيل الحكومات، وإطلاق المرحلة الثانية من الانتفاضة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي