Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صحف بريطانية تتعاطف مع "المحافظين" وتنتقد "العمال" بحدة

دراسة تستخلص 4 درجات إيجابية ل "المحافظين" و91 درجة سلبية لحزب "العمّال"

الصحف البريطانية منحازة للحكومة وتنشر تغطية إيجابية عنها في وقت تصلي النقد أحزاب المعارضة (أ.ف.ب.)

كشفت دراسة حديثة أن الصحافة البريطانية تقدم بأغلبيتها الساحقة أخباراً سلبية عن أحزاب المعارضة بينما تكثّف تغطيتها الإيجابية لحزب "المحافظين" الحاكم. فقد عمل أكاديميون من جامعة "لافبورو" على تحليل المدى الذي ذهبت إليه مختلف وسائل الإعلام المطبوعة في نشر مواضيع إيجابية أو سلبية عن الأحزاب السياسية في المملكة المتّحدة، وذلك في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية العامّة للسنة الجارية 2019.

وتوصل هؤلاء في بحثهم، إلى أن حزب "العمّال" كان مستهدفاً إلى حد كبير بتغطية سلبية من جانب الصحف، بينما خصّت بعض الصحف، حزب رئيس الوزراء بوريس جونسون، بمواضيع حصرية إيجابية. وأظهرت الدراسة كذلك أن التغطية الأكثر إيجابية لحزب "المحافظين" جاءت من أكثر الصحف انتشاراً، بحيث واظب صحافيون في يوميتي "ذي صن" و"دايلي ميل" على كتابة مواضيع مؤيّدة للحكومة.

وأوضح الأكاديميون في ملخص بحثهم أن "النتائج غير المؤثّرة تظهر أن حزب المحافظين وحده حظي بتغطية إيجابية أكثر منها سلبية في جميع الصحف. وفي المقابل، تبيّن في ما يتعلّق بحزب العمال، أنه كان هناك عجزٌ كبير في التكافؤ، لجهة التقارير الإخبارية الإيجابية والسلبية في الأسبوع الرسمي الأول من الحملة".

واعتبر هؤلاء أن النتائج شكّلت "سياقاً مهمّاً" لدرس الانتخابات، ففي حين كان يُعتقد أن السياسيّين "العمّاليين" حازوا بتغطية في الصحافة الوطنية أكبر من "المحافظين"، فإن التقديرات "كانت في نسبة كبيرة منها سلبية".

وقيمت دراسة الأسبوع الأول كل مادة من المواضيع الإخبارية المتعلّقة بالانتخابات، استناداً إلى ما إذا كانت تتضمّن تداعياتٍ سلبية أو إيجابية على كل حزب، بحيث حدّدت علامة 1- للسلبية منها، و1+ للإيجابية، فيما أعطت الأخبار المتوازنة علامة صفر.

وجاءت المحصّلة 4 درجات إيجابية بالنسبة إلى "المحافظين" و91 درجة سلبية لحزب "العمّال". وفي ذلك استنتاج واضح بأن التغطية الصحافية كانت غير إيجابية إلى حدّ كبير بالنسبة إلى المعارضة الرئيسية.

وسجّلت الدراسة حصول أحزاب معارضة أخرى على تغطية سلبية أقل: "الديموقراطيون الأحرار" 14 درجة سلبية، و"الحزب القومي الاسكتلندي" 8 درجات سلبية، وحزب "بريكست" درجتين سلبيتين. ورأى الباحثون أن هذه النسب "تعكس حجم الهامش المعطى لتلك الأحزاب في تغطية الصحف".

وفي تقدير لنسبة التغطية التي حظيت بها الأحزاب من حيث انتشار الصحف، سجّل "المحافظون" 29.7  درجة إيجابية، وحزب "العمّال" 70 درجة سلبية، و"الديموقراطيّون الأحرار" 10 درجات سلبية.

وكان الباحثون في الجامعة نفسها قد لاحظوا نمطاً مماثلاً في العام 2017: كان جيريمي كوربين، زعيم حزب "العمّال"، أكثر عرضة للهجوم في التقارير الإخبارية عن الانتخابات، من رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي.

وفيما تُفرض على محطّات التلفزيون قواعد حياد شديدة الصرامة أثناء الحملة الانتخابية الرسمية، فإن الصحف تظلّ حرّة في طباعة ما يحلو لها. ولم تشمل الدراسة وسائل الإعلام أو القنوات التي تبثّ على الإنترنت.

وتراجعت أهمية وسائل الإعلام المطبوعة في الأعوام الأخيرة، بحيث خسرت القدرة على بيع محتواها عبر الإنترنت. وبين العام 2010 والسنة 2019، انخفض توزيع مطبوعات "ذي صن" إلى أكثر من النصف، من 3 ملايين إلى 1.4 مليون، بينما تراجع العدد بالنسبة لـ "دايلي ميل" من 2.1 مليونين إلى 1.2 مليون.

ويدور جدل حول مدى تأثير تغطية الصحف على الرأي العام. فقد كشفت إحدى الدراسات التي أجريت أخيراً في "جامعة لندن للاقتصاد" LSE، أن مقاطعة صحيفة "ذي صن" في منطقة ميرسيسايد شمال غرب إنجلترا على أثر كارثة هيلزبورو، يبدو أنها ساهمت في تراجع مستوى المخاوف من البقاء في الاتحاد الأوروبي لدى سكّان المنطقة.

وتُعدّ المملكة المتحدة إحدى أسوأ الدول في أوروبا الغربية في ما يتعلق بحرية الصحافة. فوفقاً لمنظّمة "مراسلون بلا حدود"، حلّت بريطانيا في المرتبة الثالثة والثلاثين ما بين 180 دولةً في العالم هذه السنة 2019. وتورد المنظّمة غير الحكومية سلسلةً من بواعث القلق حيال مقاربة السلطات البريطانية للأمن القومي والمراقبة وحماية البيانات.

تشكّل وسائل التواصل الاجتماعي ساحة معركة ذات أهمية متزايدة في الانتخابات، وهي موطن لكثير من الادّعاءات المشكوك فيها التي تنشرها جميع الأطراف. وإذا لم تدقّق مواقع التواصل الاجتماعي في حقيقة الإعلان المسّبب للانقسام، فسنقوم نحن بذلك. الرجاء إرسال أي إعلان سياسي تتلقونه على Facebook إلى [email protected]، وسنقوم بجدولته والنظر فيه.

© The Independent

المزيد من دوليات