Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كلية إيتون... تحجز لخرّيجها مقعدًا في السياسة البريطانية

بوريس جونسون هو رئيس الوزراء البريطاني العشرين الذي يتعلم في إيتون

تلاميذ مدرسة إيتون (غيتي)

تقع  كلية إيتون في مدينة تاريخية قريبة من قلعة ويندزور، وتشبه مدينة صغيرة أكثر من مدرسة ثانوية. فهي تحتضن مئات المباني والمتاحف، بالإضافة إلى سمعة طيبة في تكوين النخبة البريطانية.

فالعديد من رؤساء الوزراء، والمشرّعين، والقضاة الحاليين والسابقين، وعدد لا يحصى ممن يشكلون الطبقة الحاكمة في بريطانيا، قد تخطوا أبوابها، ومن هؤلاء رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون الذي يحمل الرقم 20 بين أقرانه المتخرجين من إيتون.ومن ضمن خريجيها عدة سياسيين وأفراد الأسرة المالكة، مثل الأمير ويليام واللأمير هاري و ديفيد كاميرون وأرثور بالفور، بالإضافة إلى ممثلين مشهورين، منهم هيو لوري وتوم هيدلستون. وبالتخرج من هذه المدرسة، أو أي مؤسسة تعليمية خاصة ذات الرسوم المرتفعة، يحصل الطالب على ضمان العضوية الدائمة بالثروة والقوة والسلطة في العقود التالية.

تعرف كلية إيتون بأنها المدرسة التي يتعلم فيها أطفال النخبة البريطانية بدلا من الدراسة المنزلية الخاصة أو في مدارس الأديرد. وكان مؤسس الكلية هو ملك إنجلترا، هنري السادس، الذي أقامها في قرية صغيرة تحمل الاسم نفسهو وهي ليست بعيدة عن نهر التايمز، وكانت تتسع في يداياتها ل70 طالب، ينتقلون لاحقا إلى كلية كينجز في كامبريدج، التي تأسست عام 1441. واهتم الملك هنري اهتمامًا كبيرًا بالمدرسة، ربما لأنها كانت على بعد رمية حجر من المقر الملكي في قلعة وندزور.

ومنذ بداية تأسيسها أصبحت المدرسة على علاقة بالمؤسسة الملكية البريطانية، وهذا ما يفسر السبب في أن طبقة النبلاء التي ينتمي إليها معظم رؤساء الوزراء حتى القرن العشرين تخرّجت من إيتون.

ولطالما كانت إمكانية الوصول إلى مدارس مثل إيتون مسألة مثيرة للقلق، ليس أقلها هيمنة خريجي المدارس الخاصة على الوظائف العليا. ففي عصر كان فيه الحراك الاجتماعي في حالة ركود في بريطانيا، بدأ الكثيرون يتساءلون عما إذا كان التعليم الخاص يمثل جزءًا من الحل أو جزءًا من المشكلة، خصوصا مع احتدام مشاعر الشرائح الشعبية بسبب عدم المساواة. وتصاعدت في بريطانيا الناقشات حول ما إذ كان ينبغي إلغاء المدارس الخاصة، لكن هل سيساعد ذلك على رؤية نهاية النفق الذي تمسك به أقلية في المجتمع بالمؤسسات الوطنية البريطانية؟

وقد تعهد حزب العمال البريطاني بإنهاء مكانة المدارس الخاصة. وفي مؤتمره السنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي، تعهد الحزب بالإشراف على الإلغاء التدريجي للمدارس الخاصة، وهو التزام ينوي تنفيذه مباشرة في حال فوزه في الانتخابات العامة القادمة. وإذا تم انتخابه، فإن حزب العمال سوف يجرد المدارس الخاصة من المكانة التي تمنحها إعفاءات ضريبية كبيرة ويفرض عددا للطلاب الذين يمكن أن تقبلهم الجامعات من المدارس الخاصة. لكن حزب العمال ليس وحده في انتقاداته لنظام التعليم الحالي في البلاد. فقد قال مايكل غوف، وزير التعليم السابق الذي أصبح الآن عضوًا في حكومة جونسون، والذي تلقى تعليمه في المدارس الحكومية والخاصة، إنه يود أن يرى نهاية للتعليم الخاص تمامًا. ولكن مدير مدرسة إيتون رد على خطط حزب العمال لإلغاء المدارس الخاصة، قائلاً إنها "لا معنى لها ولن تفيد الأطفال الذين تركهم نظام التعليم".

يخطط حزب العمال لإنهاء مكانة المدارس الخاصة في حال فوزه بالانتخابات

وفي مقابلة مع صحيفة "ذا غارديان"، اعترف سيمون هندرسون، الذي أصبح رئيسًا للمدرسة الخاصة المشهورة عالميًا منذ أربعة أعوام، بأن المزاج العام قد تغير وأن المعركة ما زالت تنتظر مستقبل التعليم الخاص.

وأضاف إن كلية إيتون ستتمسك من أجل البقاء في نظام التعليم.

ووافق هندرسون على انعدام مساواة في النظام التعليمي، ودعم طموحات حزب العمال لتحسين حياة الأطفال في جميع أنحاء البلاد، لكنه قال إن "إلغاء التميّز" لن يحقق تلك الأهداف.

ووفقا للاحصاءات، تغيرت المدارس الخاصة البريطانية الحديثة بشكل كبير عن سابقاتها، فهي لم تعد مجانية: في المتوسط​​، يكلف تعليم طفل بمدرسة خاصة لمدة عام ما يصل إلى 15 ألف جنيه إسترليني (حوالي 18 ألف دولار)، و 33 ألف جنيه إسترليني (40 ألف دولار) للمدرسة الداخلية. على الرغم من أن هذه المدارس تتلقى دعما وتبرعات بملايين الجنيهات سنويا، ولكن ليس على أساس حاجتها إذ أن معظم التلاميذ يأتون من أسر تستطيع دفع الرسوم الدراسية.

وهذا الوضع ليس خاصا بمدرسة إيتون فحسب، إذ خلصت لجنة التطور الاجتماعي التابعة للحكومة البريطانية في تقريرها عن حالة التعليم هذا العام إلى أن "كونك طالبا في مدرسة خاصة في بريطانيا يعني أنه من المرجح أن تظل متميزًا... لكن كل من يذهب الى المدارس الحكومية، سيتعين عليه التغلب على سلسلة من الحواجز الاجتماعية".

المزيد من دوليات