Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تضع معادلة ردع جديدة لإيران... في سوريا

أمنيون إسرائيليون: "تغيير السياسات ينطوي على احتمالات اشتعال واسع"

شكّل الرد الإسرائيلي المكثف على أهداف إيرانية وسورية، في أعقاب إطلاق صواريخ من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل، نقلة نوعية في السياسة الإسرائيلية تجاه ما يسميه الإسرائيليون "تموضع إيران في سوريا"، وأعلنت الأجهزة الأمنية تغيير قواعد لعبتها تجاه سوريا، معتبرة عمليات القصف ترسيخاً لمعادلة ردع جديدة لإيران، ووصف مسؤول أمني إيران بـ"الأخطبوط الذي يجلس في طهران وأذرعه تطوّق الحدود الإسرائيلية، وكفة يده هي المرسال في لبنان (حزب الله)، وفي سوريا (فيلق القدس)"، وحذر من أن إسرائيل لم تهدد بعد "رأس الأخطبوط".

وشغل إطلاق الصواريخ على إسرائيل المؤسستين الأمنية والسياسية، وبعد اجتماع مطوّل تقرر الرد عليها بقصف مكثف، ليعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن هذا الرد "هو بداية لردنا. لن نتوقف في ضرب كل من يعتدي علينا. القصف استهدف (فيلق القدس) في سوريا، وأيضاً الجيش السوري لأنه يتحمل المسؤولية".

استهداف جبهتين

أما الناطق بلسان الجيش، أفيخاي أدرعي، فأعلن أن الجيش استهدف جبهتين، النظام السوري لكونه يستضيف الإيرانيين، وقال إن سلاح الجو الإسرائيلي نجح في ضرب بطاريات أرض جو متقدمة دخلت إلى التنفيذ في سوريا، في العقد الأخير، أما الجبهة الثانية فشملت قصف مستودعات أسلحة ومقرات قيادة ومواقع رصد تابعة لـ"فيلق القدس" وميليشياته، وتم ضرب مقرات إيرانية ومعسكرات لوجستية في منطقة دمشق، بحسب "أدرعي"، الذي أضاف في بيان "تم استهداف مقر قيادة إيرانية في مطار دمشق الدولي ومعسكر كبير للميليشيات الشيعية وأهداف لوجستية أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتهاء خطة "المعركة بين الحربين"

 فور انتهاء مشاورات أجهزة الأمن حول كيفية التعامل مع استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف من سوريا إلى إسرائيل، أُعلن عن انتهاء خطة "المعركة بين الحربين"، واتّبعت إسرائيل خلالها سياسة الرد الإسرائيلي على كل إطلاق لصاروخ أو قذيفة، واعتبر قرار إنهاء هذه الخطة توجهاً خطيراً ينذر بتصعيد على الجبهة الشمالية، وشملت مئات الهجمات ضد أهداف إيرانية وأخرى لمبعوثيها في سوريا، في محاولة لمنعهم من التمركز العسكري، وبالتالي زيادة التهديد على إسرائيل من هناك. وفي أعقاب ذلك، طُرحت في السنة الأخيرة إمكانية نقل إيران جزءاً من جهودها للتعاظم في العراق ولبنان، وحذرت شخصيات إسرائيلية رفيعة من ذلك ووعدت بالعمل على منع إيران من التموضع في سوريا.

وعلى إثر القصف الأخير، تقرر تغيير قواعد اللعبة تجاه إيران بما يضمن ردعاً إسرائيلياً. وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن "تغيير قواعد اللعبة والردع تجاه سوريا يشيران إلى أن الهجوم الإسرائيلي سيكون واسعا".

وأضاف المسؤول الأمني أنه يرى "خطاً متواصلاً بين الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل من سوريا وبين اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، في غزة الأسبوع الماضي"، وراح هذا المسؤول ينذر ويهدد قائلاً "لقد أظهرنا في اغتيال أبو العطا أن بإمكاننا الوصول إلى أي شخص، ولدينا الاستعداد لاستخدام قوة شديدة ضد إيران نفسها. ونحن مستعدون للرد على الرد".

وتوقع خبراء وأمنيون أن ينقل القصف الأخير المنطقة إلى وضع يقود إلى "واقع أمني مختلف، وتغيير السياسات هذا ينطوي على احتمالات اشتعال واسع وشديد القوة".

معادلة الردع الجديدة لإيران

وفي سياق البحث الأمني الإسرائيلي تجاه تموضع إيران في سوريا، رأى مسؤولون في أجهزة الاستخبارات العسكرية أن رد إيران الأخير يأتي في سياق سياسة جديدة تتبعها طهران تجاه إسرائيل، وأن الرد الأخير كان انتقاماً على اغتيال أبو العطا.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فهو على استعداد كامل لمواجهة أي تصعيد في أعقاب السياسة الجديدة، التي وضعتها إيران وكذلك إسرائيل. وجاء في تقرير إسرائيلي أنه على خلفية تغيير قواعد اللعبة لدى الطرفين، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل متواصل على تحريك بطاريات القبة الحديدية بين جنوب إسرائيل وشمالها.

وتبين أن التدريب المفاجئ، الذي أجراه الجيش في منطقة الشمال، مطلع الأسبوع، جاء في سياق السياسة الجديدة لفحص جهوزية القيادة الشمالية العسكرية، وشاركت في التمرين قوات من الفرقة 36 وفرقة الجليل، وإلى جانبها قوات من سلاح الجو والذراع البرية وهيئات الاستخبارات، والاتصالات والتكنولوجيا واللوجستية، وركز التدريب على السيناريوهات المتوقعة في الشمال، بمشاركة آلاف جنود الاحتياط، المتوقع مشاركتهم في مهام القيادة الشمالية في حال تصعيد أمني والإعلان عن حال الطوارئ.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط