Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب: النظام الإيراني يعتقد أن العالم لن يكتشف جرائمه وبومبيو: سنعاقب مرتكبي "الانتهاكات"

"لقد أصبحت طهران غير مستقرة إلى درجة أن السلطات أغلقت شبكة الإنترنت لديهم بالكامل"

حضّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المحتجين الإيرانيين على إبلاغ الولايات المتّحدة بأي صور ومعلومات أخرى تُوثق "عمليات قمع" الاحتجاجات من جانب النظام الإيراني، متعهدًا بمعاقبة مرتكبي "الانتهاكات". وكتب بومبيو تغريدة على تويتر بالفارسية ثم بالإنكليزيّة جاء فيها "طلبتُ من المحتجين الإيرانيين أن يُرسلوا لنا أشرطة الفيديو والصور والمعلومات التي توثق حملة النظام على المتظاهرين". وأضاف أن "الولايات المتّحدة ستنشر هذه الانتهاكات وتُعاقب" مرتكبيها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهم الحكومة الإيرانية بقطع الإنترنت للتستر على ما يجري من "موت ومأساة" وسط موجة من الاحتجاجات التي طالبت نحو مئة مدينة إيرانية خلال الأيام الماضية وأوقعت قتلى.
وكتب ترمب على تويتر "لقد أصبحت إيران غير مستقرة إلى درجة أن النظام أغلق شبكة الإنترنت لديهم بالكامل حتى لا يتمكن الشعب الإيراني العظيم من الحديث عن العنف الهائل الذي يحدث داخل البلاد. إنهم لا يريدون أي قدر من الشفافية، معتقدين أن العالم لن يكتشف الموت والمأساة التي يسببها النظام الإيراني!".

وتتعرض طهران لخسائر فادحة بسبب قطع الانترنت، وأفاد مرصد نتبلوكس لمراقبة الإنترنت أن البلاد من دون انترنت منذ أكثر من 100 ساعة، وتخسر 370 مليون دولار يومياً، فيما أوضحت شركة اوراكل ان اغلاق الانترنت هو الاكبر على الاطلاق، اذ احتاج النظام 24 ساعة فقط لفرض تعتيم رقمي شامل، متسبباً بشلل وتوقف الخدمات البنكية، فيما أشارت وكالة ايلنا الى أن قطع الانترنت أدى الى تراجع مؤشرات البورصة، ويهدد 80 ألف عمل تجاري. ويرى محللون ان إيران خصصت مبالغ ضخمة لقطع خدمة الانترنت، فيما يطالب ناشطون تويتر بحجب حسابات رموز النظام

 

في المقابل، أعلنت نقابة الطلبة الإيرانيين أن عناصر الأمن اقتحموا مساء الأربعاء حرم جامعة طهران كبرى الجامعات الإيرانية واعتقلوا عددا من الطلبة المحتجين. وذكرت النقابة أن عناصر الأمن كانوا يرتدون أزياء مدنية واستخدموا سيارات إسعاف خلال الهجوم واقتادوا عددا من الطلبة المحتجين إلى أماكن مجهولة. وتمنع القوانين الإيرانية دخول عناصر الشرطة والأمن الى الجامعات لكن الكثير منها شهدت مواجهات بين منتسبي الأمن والطلبة.

انتشاء الحرس الثوري بقمع الانتفاضة

وفي سياق متصل، أشاد الحرس الثوري الإيراني الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، بتحرك القوات المسلحة "السريع" للتصدي لـ"مثيري الشغب"، في وقت يعود الهدوء على ما يبدو إلى إيران بعد أيام من التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف أوقعت قتلى وجرحى احتجاجاً على زيادة مفاجئة في أسعار الوقود.

عودة تدريجية للانترنت

من جهة ثانية، أفادت وكالة أنباء "فارس" اليوم الخميس، بعودة الإنترنت تدريجياً في إيران في محافظات هرمزكان وكرمانشاه وأراك ومشهد وقم وتبريز وهمدان وبوشهر وبعض مناطق طهران، فيما أصدر مجلس الأمن القومي تفويضا لاستئناف خدمة الإنترنت في بعضالمناطق. وأوردت شبكة "نتبلوكس" لمراقبة الإنترنت إن معدلات الوصول إاليه في إيران لا تتعدى 8 في المئة.

توقيف "القادة الرئيسيين"

وأفاد الحرس الثوري في بيان بوقوع "حوادث بعضها كبير وبعضها الآخر صغير، نتيجة زيادة أسعار البنزين يوم الجمعة 15 نوفمبر، في حوالى 100 مدينة إيرانية". وجاء في البيان الذي نشره موقع "سيبا نيوز"، الصفحة الرسمية للحرس الثوري، أن "هذه الأحداث توقفت في أقل من 24 ساعة، وفي بعض المدن خلال 72 ساعة".

وتابع "هذه نتيجة تيقّظ القوات المسلحة وقوات حفظ النظام وتحركهما السريع"، مشيراً إلى أن "توقيف قادة الاحتجاجات ساهم إلى حد بعيد في تهدئة الاضطرابات". وأوضح الحرس الثوري أن "القادة الرئيسيين" أوقفوا في محافظتي طهران والبرز المحاذية وفي مدينة شيراز في وسط جنوب البلاد.

تقبل التبعات

وكان رئيس الدائرة العقائدية في القوات المسلحة الإيرانية علي سعيدي قال إن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي تعهد بقبول تبعات رفع أسعار البنزين.

ووصف سعيدي في اجتماع حكومي الاحتجاجات القائمة بالفتنة مضيفا: "آية الله خامنئي تعهد بتحمل جميع تكاليف قرار رفع أسعار البنزين".
واندلعت التظاهرات في إيران مساء الجمعة الماضي بعد ساعات من الإعلان عن إصلاح في طريقة الدعم على الوقود، ورفع كبير لأسعار البنزين، في ظل أزمة اقتصادية حادة تعاني منها البلاد. وبدأت التظاهرات بقطع طرقات رئيسية في طهران وخارجها، لكنها امتدت سريعاً إلى غالبية المحافظات وأحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة وتعرضت متاجر للتخريب.
وأكدت السلطات مقتل خمسة أشخاص لكن منظمة العفو الدولية أشارت الثلاثاء إلى أن عدد القتلى تجاوز المائة. وقال مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي إنه تم "دحر العدو" بعد أيام من التظاهرات الاحتجاجية.
وأضاف خامنئي في خطاب بثه التلفزيون مساء الثلاثاء "فرضنا التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والأمنية". ولم يحدد المرشد الأعلى من هو هذا "العدو" لكنه يربط غالبا القلاقل الأمنية في البلاد إلى مؤامرات أعداء الجمهورية الإيرانية.
من جهته قال الرئيس الايراني حسن روحاني الأربعاء إن ايران خرجت "منتصرة بوجه المخططات".

دعم المتظاهرين

وأعربت الولايات المتحدة التي تتهم إيران بأنها خلف الأزمات في الشرق الأوسط وتفرض عليها عقوبات اقتصادية مشددة، عن دعمها للمتظاهرين.
وتأتي هذه الاضطرابات فيما تمر إيران، البلد النفطي والعضو في منظمة أوبك، بانكماش اقتصادي خطير عززه الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني وإعادتها فرض عقوبات مشددة على طهران.
وطالت الاحتجاجات عشرات المدن الإيرانية الكبرى وكذلك البلدات الأصغر التي يبلغ عدد سكانها عشرات الآلاف.
وعرض التلفزيون الحكومي الذي نادرا ما يورد إشارات إلى معارضة في إيران، لقطات لشبان ملثمين يشتبكون مع قوات الأمن. وإيران منقطعة عن العالم منذ مساء السبت بعد قطع الانترنت الذي حذرت الحكومة أنه لن يعود قبل عودة الهدوء. وبسبب هذا التعتيم، من الصعب تقييم الوضع عامة في كافة أنحاء البلاد.

المزيد من دوليات