Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يبتعد الحريري عن السياسة؟ ولماذا فرنسا والفاتيكان مع الإنتفاضة؟

الأمم المتحدة تدعو إلى سرعة تشكيل حكومة في لبنان تستجيب لتطلعات المحتجين

دعت ​الأمم المتحدة​ إلى "سرعة تشكيل ​حكومة​ في ​لبنان​ تستجيب لتطلعات ​المحتجين​" وحضت ​قوات الأمن​ على "حماية المتظاهرين السلميين".

وعلى خط الحراك والمواقف، ينقل بعض مَن التقاهم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري عنه نيته اتخاذ خيارات جذرية، منها الابتعاد عن الممارسة السياسية في هذه المرحلة والاتجاه نحو ورشة داخلية في تياره.
قرار الحريري تفرضه المراوحة المستمرة في الأزمة الحكومية العالقة في مربع الانقسام على شكل الحكومة، بينه وبين حزب الله وحلفائه. فالحريري، الذي لم يتمكن من إقناع الحزب والتيار الوطني الحر بتشكيل حكومة تكنوقراط غير سياسية، يدرك أيضاً أن الوضعين الاقتصادي والمالي دخلا مرحلة الانهيار، ولا يمكن تنفيذ مهمة الإنقاذ إلا بفريق متخصص يستعيد ثقة المنتفضين، وكذلك الدول العربية والغربية المانحة في مؤتمر "سيدر"، خصوصاً أن التعويل على دور فرنسي لدى إيران، وعبرها حزب الله، سقط.

الموفد الفرنسي

ذلك أن موفد الرئيس الفرنسي، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، الذي زار بيروت الأسبوع الماضي والتقى وفداً من الحزب إضافة إلى الرؤساء الثلاثة، وصف وفق ما علم موقع "اندبندنت عربية" في تقريره الوضع في لبنان بـ"السيء". واعتبر أن الحل لن يكون إلا بحكومة تكنوقراط تضم وزراء مستقلين غير سياسيين، قادرة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة، رابطاً كما غيره من المسؤولين الغربيين المساعدات بشكل الحكومة العتيدة.
وفي انتظار ما قد يحدث من تغيير في جدار الأزمة في لبنان، فشل أهل السلطة لا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر في رهانهم على تعب الناس أو ترهيبهم أو حتى الالتفاف عليهم من خلال المرجعيات الروحية، وتخويفها من خطر الفراغ المؤسساتي، ومنها بكركي لما لها من تأثير على طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس الذين دعموا الساحات بصرخاتهم الواعية والصادقة والهادفة.

موقف بكركي

وحاول رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، في زيارته إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي منذ يومين، إقناعه بصوابية قرار رئيس الجمهورية ميشال عون (كما حزب الله) الداعي إلى تشكيل حكومة تكنو- سياسية، ودفعه إلى مطالبة بكركي بأن تتبنى مطلب عون بإخلاء الساحات وترك المعالجة للسلطة السياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن البطريرك الماروني الذي تطور موقفه من موفق بين السلطة والمحتجين، في البدايات، إلى داعم ومنتقد للسياسيين كما ظهر في عظة يوم الأحد الماضي، تلقى في المقابل وفق ما كشفت مصادر دبلوماسية لـ "اندبندنت عربية"، رسائل من الفاتيكان عبر سفيرها في لبنان جوزيف سبيتاري عكست وقوف الفاتيكان إلى جانب انتفاضة لبنان، وضرورة الاستماع إلى مطالب الناس، خصوصاً أن البابا فرنسيس دعا الجميع إلى "البحث عن حلول صحيحة عبر الحوار".
وتكشف المصادر أن الموقف البابوي من أي ملف خارجي لا يتخذ إلا بناءً على تقارير مفصلة تضعها لجان متخصصة في الفاتيكان. وقد استند موقف البابا من الأزمة اللبنانية إلى تقرير دقيق عن الوضع الراهن وبناء على توصيات من لجنة حقوق الإنسان. وهو ما دفعه إلى الإيعاز للكنيسة في لبنان بدعم المتظاهرين والاستماع إلى مطالبهم والوقوف إلى جانبهم، علماً أن البطريرك الماروني تلقى أيضاً نصائح داخلية مماثلة دعته إلى دعم الانتفاضة حتى لا تتحول انتفاضة ضد الكنيسة.
لا يملك الفاتيكان أي تأثير مباشر على سياسيي لبنان، والعلاقة مع رئيس الجمهورية هي علاقة احترام لموقع الرئاسة، بينما العلاقة مع باسيل، الذي يرأس الكتلة النيابية المسيحية الكبرى، ليست جيدة، لا سيما بعد إصراره على تعيين سفير لديها ينتمي إلى محافل الماسونية. وقد كان للقرار الأثر البالغ على العلاقة، لكن للبابا دور يمكن أن يقوم به لدى الدول الفاعلة على الساحة اللبنانية وتحديداً فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولا تستبعد المصادر الدبلوماسية أن يكون الفاتيكان قد بادر عبر قنواته الدبلوماسية في هذا الاتجاه.

موجة عدم تيقن

على الصعيد النقدي، قال رئيس جمعية مصارف لبنان إن البنوك تملك سيولة وفيرة لكنها تعمل في ظل "موجة عدم تيقن" عاتية، واصفاً القيود المؤقته التي فُرضت هذا الأسبوع بأنها "حاجز لحماية النظام" إلى أن تعود الأوضاع لطبيعتها، واستبعد صفير خفض قيمة الودائع المصرفية، وهو ما اقترحه بعض المراقبين في القطاع المالي، باعتباره ضرباً من "الجنون"، وقال لوكالة "رويترز" إن ذلك سيلحق ضرراً شديداً بمستقبل الاستقرار في بلد يعتمد على تدفقات الأموال.

أضاف أن طلب مصرف لبنان المركزي من البنوك زيادة رأس المال حوالى 10 بالمئة بنهاية العام غير واقعي أيضاً ما لم تتشكل حكومة جديدة ويظهر مناخ أكثر إيجابية. وقال "إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فلن يكون واقعيا"، وتابع صفير ان "الجانب الإيجابي لتلك القيود أنها ستحفز السياسيين لاتخاذ قرار حكيم والتوصل إلى تسوية سياسية تُرضي (الناس في) الشارع، وستخفف أيضاً الضغوط المتعلقة بسحب الودائع ووضعها في المنازل".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي