Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محللون يكشفون أسباب تغير شكل الاكتتابات بالشرق الأوسط مع طرح "أرامكو"

القانون يسمح للمستثمر الأجنبي بالمشاركة عبر الصناديق الاستثمارية

إعلان عن اكتتاب أرامكو في العاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

قال خبراء ومحللون اقتصاديون، إن اكتتاب "أرامكو" سوف يغير شكل الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا أنه يعد الأكبر في المنطقة سواء من حيث القيمة أو من حيث الشركة التي يتم الاكتتاب بها.

وأمس، حددت أرامكو السعودية نطاقا سعريا لإدراجها بما يقدر تقييم شركة النفط العملاقة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية طارق الرفاعي، إن اكتتاب "أرامكو" غيّر شكل الاكتتابات في المنطقة العربية من التركيز على المستثمر المحلي والعالمي إلى التركيز على المستثمر المحلي والمستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار إلى أنه لا يوجد ما يمنع بعض أكبر الشركات الأميركية من الاستثمار في اكتتاب "أرامكو"، خصوصا الشركات التي لديها فروع في دول أخرى خارج الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع الرفاعي، "هذا بالإضافة إلى قيام الحكومة السعودية بخفض نسبة الاكتتاب من 5% إلى 3% ثم إلى ما بين 0.5 و 1%. وأعتقد أنه سيتم طرح 1% فقط، وهناك توقعات بأن يستوعب الاكتتاب في أرامكو المستثمرين السعوديين والمستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي، أما المستثمر الأجنبي فسوف يسمح له بالمشاركة في هذا الاكتتاب عن طريق الصناديق الاستثمارية".

وأشار إلى أن هذه الفكرة هدفها الأساسي أن يستفيد المستثمر السعودي، خصوصا مع وضع شروط واضحة تحدد استفادة المستثمرين في اكتتاب "أرامكو"، حيث وضعوا بعض الشروط التي تحافظ على أرباح الشركة واستفادة المساهمين، مثلما تم بخصوص توزيعات الأرباح في 2020 عند حد أدنى 75 مليار دولار لضمان جودة الاستثمار وتحقيق المستثمر السعودي مكاسب جيدة.

ولفت إلى أن الشركة تحقق أرباحاً قوية وهو ما تم خلال العام الماضي حيث بلغت أرباح "أرامكو" خلال العام الماضي نحو 111 مليار دولار رغم انخفاض أسعار النفط، متوقعاً تغطية الاكتتاب بالكامل وربما تغطيته مرتين.

وقال "الرفاعي" إن المستثمر السعودي سوف يستفيد من هذه المرحلة، لكن حسب خطة السعودية فإنه سيتم خلال العام المقبل طرح ثانوي لجذب المستثمر الأجنبي. وأضاف، "أعتقد أننا سوف نشهد خلال العام المقبل اكتتابا موجها فقط للمستثمرين الأجانب".

متى ظهرت شركة "أرامكو"؟

اكتشف منقبون من شركة "ستاندرد أويل" التابعة لعائلة "روكفلر" النفط في السعودية في عام 1938. وأُطلق اسم شركة الزيت العربية الأميركية على الشركة التي ستتولى استخراجه وبلغ إنتاج النفط الخام 500 ألف برميل يوميا في عام 1949.

وبحلول عام 1980 كانت الحكومة السعودية اشترت جميع الأسهم من كل المساهمين الأصليين وأصبحت تملك الشركة بنسبة 100%. وبعد ثماني سنوات تأسست رسميا شركة "أرامكو" السعودية.

وغذت أرامكو ازدهارا اقتصاديا في السعودية لعشرات السنين. والسعودية هي أبرز الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ولها دور في رسم تحركات أسعار النفط في الأسواق العالمية.

ويسعى الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتنويع موارد الاقتصاد السعودي بحيث لا يعتمد على النفط. وقال الأمير في 2016 وهو يعلن خطط الطرح الأولي لأسهم أرامكو إن على السعودية أن تنهي "إدمان النفط" لكي تضمن ألا تكون تحت رحمة التقلبات السعرية.

احتياطيات نفطية ضخمة

وكانت الاحتياطيات النفطية لدى شركة "أرامكو" تبلغ 260.2 مليار برميل من المكافئ النفطي خلال عام 2017، أي أنها أكبر من الاحتياطيات المجمعة لدى شركات إكسون موبيل وشيفرون ورويال داتش شل وبي.بي وتوتال. ويقدر العمر الاحتياطي لهذه الاحتياطيات بواقع 54 عاما.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن "أرامكو" أنتجت نحو 10.3 مليون برميل من النفط الخام يومياً خلال العام الماضي مستفيدة من أرخص تكلفة للإنتاج في العالم إذ تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد 2.80 دولار حسبما أوضحت وثائق الشركة. وأنتجت الشركة أيضا 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا.

على صعيد صادرات النفط، فقد تم شحن حوالي ثلاثة أرباع صادرات أرامكو من النفط الخام، أي حوالي 5.2 مليون برميل يوميا، إلى زبائن في آسيا العام الماضي حيث تعتقد الشركة أن الطلب سينمو في القارة الآسيوية بوتيرة أسرع منها في أي مكان آخر بالعالم. ومن الدول التي تشتري النفط من أرامكو في آسيا الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

وتجاوز حجم شحنات الشركة من النفط الخام إلى أميركا الشمالية مليون برميل يومياً خلال العام الماضي وبلغت شحناتها إلى أوروبا نحو 864 ألف برميل يوميا.

34 مليون طن سنوياً بحلول 2030

لتنويع أنشطتها النفطية عمدت شركة "أرامكو" إلى التوسع في عمليات التكرير وصناعة البتروكيماويات بهدف زيادة إنتاجها من الكيماويات إلى ثلاثة أمثاله تقريبا ليصل إلى 34 مليون طن سنويا بحلول 2030 وزيادة قدرتها التكريرية على مستوى العالم إلى ما بين 8 و10 ملايين برميل في اليوم من قدرة تزيد على 5 ملايين برميل يوميا.

وتنتج الشركة النفط الخام وتقوم بتكريره وتصديره من السعودية غير أن لها أنشطة تكريرية في مختلف أنحاء العالم.

وتملك شركة موتيفا إنتربرايزس، وهي وحدة التكرير التابعة لأرامكو في الولايات المتحدة، مصفاة بورت آرثر بولاية تكساس والتي تبلغ طاقتها التكريرية 607 آلاف برميل يوميا، وهي أكبر مصافي التكرير في الولايات المتحدة. وقد أعلنت الشركة في 2017 خططا لاستثمارات تبلغ 18 مليار دولار في عملياتها في الأميركتين على مدار خمس سنوات.

وتعمل أرامكو أيضا على توسعة قدرتها في التكرير وفي أنشطة المصب لاسيما في الدول سريعة النمو مثل الصين والهند. وفي 2018 كانت أرامكو تملك قدرة تكريرية صافية تبلغ 3.1 مليون برميل يوميا.

نطاق عمل ودور الشركة

أرامكو المملوكة للدولة هي أكبر منتج للنفط في العالم وتضخ نحو 10% من الإمدادات العالمية، كما أنها أكثر شركات العالم ربحية، وارتفع صافي ربح الشركة في النصف الأول من العام الحالي بنسبة 12% إلى 46.9 مليار دولار.

وخلال العام الماضي حققت شركة "أرامكو" أرباحا صافية سنوية قدرها 111 مليار دولار أي ما يزيد بمقدار الثلث على صافي الأرباح المجمعة لشركات النفط الخمس الكبرى هي "إكسون موبيل" و "رويال داتش شل" و "بي.بي" و "شيفرون" وشركة "توتال".

وبلغ عدد العاملين في شركة أرامكو نحو 76 ألف موظف خلال العام 2018، ولها عمليات في صناعة الطاقة ومنشآت بحثية ومكاتب منتشرة في مختلف أنحاء العالم في آسيا وأوروبا والأميركتين. وللشركة مكاتب في بكين ونيودلهي وسنغافورة ونيويورك ولندن وهيوستون وغيرها.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد