Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بمشاركة نسائية... "فورمولا إي" تطلق نسختها الثانية من الدرعية السعودية

ارتبطت سباقات السيارات بالرجال لتصبح في عُرف المجتمعات حكراً على الذكور وفق المعتقدات الاجتماعية

نساء استطعن تغيير ميادين أصعب الرياضات ليضفين على المشهد صورة أكثر إشراقاً (ريم الجفالي)

على مضمار مدينة الدرعية التاريخية بالرياض، تنطلق خلال هذا الشهر النسخة الثانية من بطولة سباقات السيارات (فورمولا إي الدرعية 2019)، التي تعدُّ أول سباقات الموسم السادس من بطولة الجائزة الكبرى للفورمولا إي، وهي رياضة السيارات الكهربائية الرائدة في العالم، التي تُسهم بشكلٍ كبيرٍ في تطوير التقنيات الحديثة والطاقات المتجددة.

وتأتي فعاليات هذه الرياضة العالمية لتعكس خطوات السعودية ضمن استراتيجيات 2030، وتقام للسنة الثانية على التوالي كجزء من الشراكة الممتدة عشرة أعوام بين الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدرجات النارية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للسيارات.

وتنطلق فعاليات سباقات (فورمولا إي الدرعية 2019) يومي الـ22 والـ23 من الشهر الحالي بمشاركة 12 فريقاً يتنافسون جميعهم بالسعودية، ثم يقام 12 سباقاً في 10 دول حول العالم (تشيلي، والمكسيك، وهونغ كونغ، والصين، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، لتختتم في المملكة المتحدة).

وشهدت الرياض سباق الدرعية العام الماضي، الذي اُستخدمت فيه سيارات الجيل الثاني للمرة الأولى في تاريخ بطولات الفورمولا إي، كما فعلت خاصية Attack Mode، التي ستتيح للسائقين في هذا الموسم الاستفادة من إضافة 10 كيلووات لتصبح 235 كيلومتراً، وسيقام السباق على مضمار يبلغ طوله 1.76 ميل، بمقدار 283 كيلومتراً.

يشار إلى أن منطقة الدرعية التاريخية التي يعود تاريخها إلى عام 1774 مدرجة ضمن المواقع التراثية لدى اليونسكو.

 لكل قاعدة استثناءات
ولسنوات طويلة ارتبطت سباقات السيارات والرياضات الميكانيكية بالرجال، الذين أسهموا في تطوير أساليبها وقواعدها عبر عقود، لتصبح في عُرف مجتمعات العالم حكراً على الذكور وفق المعتقدات الاجتماعية التي حالت دون مشاركة النساء، فانحصرت أدوارهن على تشجيع المتسابقين من الرجال.

غير أن لكل قاعدة استثناءاتها، فهناك من النساء من استطعن تغيير ميادين هذه الرياضات، ليضفين على المشهد صورةً أكثر إشراقاً، لنساء قَبِلّن خوض غمار التحدي مع الرجال، بهدف القضاء على الفوارق بين الجنسين في مختلف أنواع السباقات.

وتستعد حالياً السعودية ريما الجفالي، 27 عاماً، لخوض السباق الدولي لسباقات السيارات الكهربائية على مضمار مدينة الدرعية التاريخية بمشاركاتها في سباقات للسيارات الكهربائية لبطولة جاغوار الحماسية، ويستعرض المتسابقون خلال هذا السباق مهارات القيادة المختلفة، إلى جانب قياسات السرعة المعروفة، وستنافس سائقين يزيد أعمارهم على أربعين عاماً، كما تزيد خبرتهم عليها بواقع فارق السن.

وتعد ريما أول سعودية تحصل على رخصة قيادة مخصصة لسباقات السيارات الكهربائية، وكانت خاضت أول بطولة لها في "فورمولا 4" في بريطانيا، ثم شاركت في كثيرٍ من السباقات ليشتهر اسمها كانتصار تاريخي يغير نمط النساء السعوديات في مضمار سباقات السيارات، ثم توّجت بالمركز الثاني في بطولة كأس "تي آر دي 86"، التي أقيمت في أبو ظبي، كما شاركت في سباقات التحدي الدولية "إم أر إف" للسيارات بالهند.

 

وعبرت ريما الجفالي، خلال لقاء "اندبندنت عربية" معها، عن "فرحتها وفخرها بخوض مغامرة السباق على أرض بلادها، وأن حبها لهذه الرياضة توّج بمشاركتها الدولية في مدينة الدرعية التاريخية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابعت "تم اختياري لهذه المشاركة في صيف 2019 بمهرجان بإنجلترا لسيارات جاغوار".

وعن المهارات التي تحتاجها المرأة لممارسة هذه الرياضة، تؤكد الجفالي أن "لا فرق بين المرأة والرجل، فكلاهما في حاجة إلى الذكاء والبنية الجسدية"، مشددة في الوقت نفسه على أن "النساء بوسعهن تحقيق النتائج نفسها التي يحققها الرجال في هذا المجال، والفرق الوحيد بينهن والرجال، يكمن في كيفية مواجهة كل طرف للصعوبات التي قد تعترض طريقه".

وترى "أن نجاح المرأة يرتبط بسقف طموحاتها، فكلما كان مرتفعاً ازدادت إنجازاته".

ورغم أن الجفالي أول سعودية تخوض غمار هذا النوع من السباقات، فإن نظيرتها السعودية أسيل الحمد كانت أول من قادت سيارات (فورمولا 1) من بين النساء الأوائل على مستوى العالم اللواتي اقتحمن غمار رياضات السيارات والدراجات النارية، وشاركن في سباقات الراليات الدولية الكبرى في يونيو (حزيران) 2018 بالتزامن مع تفعيل قرار السماح للسيدات بقيادة السيارات في السعودية.

وانطلقت الحمد في حلبة سباقات "فورمولا 1" بفرنسا، وحظيت بشهرة كونها أول سيدة تنال عضوية الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، كما أنها عضو في اللجنة النسائية لرياضة السيارات التي أنشأها الاتحاد الدولي للسيارات.

 

وتهدف سباقات (فورمولا إي الدرعية 2019) إلى تمهيد السبيل أمام النساء اللواتي أصبحن قادرات على تقديم نماذج يحتفى بها، بعد تألقهن في سباقات عربية ودولية تتمكن السائقات المتميزات من دخول المنافسة، وربما يصلن إلى المراكز الأولى لتحطيم الحدود والحواجز الذكورية لرياضة السيارات ليؤكدن بالإصرار والعزيمة التي لا تقهر والمران المتواصل إضافة إلى الموهبة الفطرية رغبتهن الجامحة في تحقيق كثيرٍ من الإنجازات على المستويين المحلي والدولي، وكسر الاحتكار الرجولي لهذا المجال الرياضي. 

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات