Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نجم يسافر عبر الكون بسرعة فائقة بعدما قذف به ثقب أسود

يقول علماء إنّ الجسم الفلكيّ "زائر من أرض غريبة"

كوكب الأرض كما بدا من الفضاء (عن ناسا) 

شوهد نجم يُبحر مسرعاً عبر الكون بعدما غادر ثقباً أسود ضخماً. وقال العلماء إنّ هذا الجسم الفلكيّ يسير بسرعة قياسيّة بحيث سيُغادر في النهاية مجرة درب التبانة التي تنتمي إليها الشمس والأرض وبقية المجموعة الشمسيّة، ولن يعود إليها أبداً.

قذف بالنجم ثقب أسود يقع وسط مجرّتنا يُعرف بـ"ساجيتيريوس أي*" (أو "الرامي أ*"). وعلى هذا النحو، وصفه العلماء بأنّه "زائر من أرض غريبة"، إذ يقترب نسبياً منّا آتياً من منتصف درب التبانة.

شاهد باحثون من جامعة "كارنيغي ميلون" الأميركيّة البحثيّة النجم في كوكبة "غروس"، أو "الكركي" إحدى كويكبات سماء جنوب الكرة الأرضيّة. وكان الجسم يتحرّك 10 مرات أسرع من معظم النجوم في مجرتنا، حسب وصف الباحثين الذين تطلعوا إلى دراسته لمعرفة المزيد من المعلومات عنه.

وقال دوغلاس بوبيرت من جامعة "أوكسفورد" البريطانيّة وهو باحث مشارك في الدراسة إنّ "سرعة النجم المُكتشف عالية جداً لدرجة أنّه سيترك حتماً المجرة ولن يعود ثانية"، بمعنى أنّه سيبقى مبحراً بمفرده في الفضاء بين المجرات الأخرى.

وقد اكتشف علماء نجوماً فائقة السرعة من هذا النوع قبل زهاء 20 عاماً، ولكنها بقيت غامضة بالنسبة إليهم. والنجم الذي عثروا عليه أخيراً فريد من نوعه، إذ لم يحدث أن اكتشف علماء الفلك قبل الآن مطلقاً نجماً غامضاً يمرّ بهذه السرعة العالية وقريباً منّا إلى هذه الدرجة.

مرّ الجسم على بعد 29 ألف سنة ضوئيّة عن مجموعتنا الشمسيّة. وتمكّن علماء الفلك من تتبّع رحلته من البداية، انطلاقاً من مركز "درب التبانة"، حيث يمكن العثور على الثقب الأسود الضخم "الرامي أ*".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحدّث في هذا الشأن كوبوسوف الباحث الرئيس في الدراسة والعضو في "مركز ماكويليامز لعلم الكونيات" في جامعة "كارنيغي ميلون"، وقال إنّ "الاكتشاف الأخير مثير جداً، إذ كانت لدينا شكوك منذ فترة طويلة في أنّ الثقوب السوداء يمكنها إطلاق النجوم بسرعات فائقة. ومع ذلك، لم يتوفّر لدينا يوماً أيّ ارتباط واضح بين نجم سريع كهذا وبين المركز المجريّ... نعتقد أنّ الثقب الأسود أخرج النجم بسرعة آلاف الكيلومترات في الثانية قبل حوالي خمسة ملايين عام. أي أنّ عملية الطرد تلك حدثت في وقت كان أسلافنا ما زالوا يتعلّمون المشي على القدمين."

كان ذلك النجم جزءاً مما يُعرف بـ"نظام ثنائيّ" (كان ونجم آخر يرافقه قريبين بعضهما إلى بعض لدرجة أنّ مجاليهما الجذبيين تداخلا ليدورا حول مركز ثقل مشترك.) غير أنّ النجمين انجرفا على مقربة من النطاق القاسي في "الرامي أ*". وعندما سقطا في بيئة الجاذبية الشديدة حول الثقب الأسود، ابتلع الأخير النجم المصاحب، فيما ألقى بالنجم المكتشف حديثاً بسرعة مذهلة عبر عملية تُعرف باسم "آلية هيلز".

تينغ لي من مرصد "كارنيغي" وجامعة "برينستون" الأميركيّة ورئيسة "أس 5 كولابوريشين" قالت إنّنا "إزاء أوّل إثبات واضح لـ"آلية هيلز. في الحقيقة، رؤية هذا النجم مذهلة حقاً نظراً إلى أننا نعرف أنه قد تشكّل حتماً في مركز المجرة، وهو مكان مختلف تماماً عن بيئتنا المحلية. إنّه فعلاً زائر من أرض غريبة"، حسب وصفها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة