Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردنيات في صفوف "داعش"... "عاشقات" يحملن قنابل موقوتة

المنضويات تحت لواء التنظيم في سوريا يزدنّ عن 100 امرأة

متظاهرون يرفعون صور الملك الأردني بعد هجوم "داعش" الإرهابي على قلعة الكرك عام 2016 (خليل مزرعاوي)

أعاد الأردن حساباته الأمنية حيال تهديدات تنظيم "داعش" بعد حادثتين شهدتهما البلاد مؤخراً وأثارت مخاوف من تجدد ظاهرة "الذئاب المنفردة" أو الخلايا النائمة للتنظيم للقيام بعمليات انتقامية، خصوصاً بعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في غارة أميركية في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ومن بين تلك المخاوف الأمنية التي تؤرق الجهات الأمنية الأردنية ما يعرف بـ "المهاجرات"، وهنّ أردنيات غرر بهنّ عبر أحلام "داعش" فانضممن إلى التنظيم أو زوجات مقاتلين فيه داخل سوريا فتحولن إلى قنبلة موقوتة.

"مهاجرات" بالمئات

تقول تقديرات أمنية إن عدد الأردنيات المنضويات تحت لواء "داعش" في سوريا يزيد عن 100 امرأة، ويقدر الباحث في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية أن 15 في المئة من المقاتلين الأردنيين في صفوف التنظيم ذهبوا إلى سوريا مع زوجاتهم وأبنائهم، بينما يتحدث الباحث محمد أبو رمّان عن مئات الأردنيات المتأثرات بفكر تنظيم "داعش" داخل الأردن وخارجه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين يطرح محامي الجماعات الإسلامية عبد القادر الخطيب فكرة أن بعض هؤلاء الأردنيات يقمن بطبيعة الحال بمهام أمنية لكشف معلومات عن التنظيم ولا يعرف ما هو مصيرهنّ، ويضيف "تمت محاكمة 10 أردنيات بتهم الترويج للتنظيم أو محاولة الالتحاق به"، والرابط بين هؤلاء جميعاً وجود قرابة أو صلة بمقاتلين في"داعش".

الجهادية النسوية تتمدد

وعلى ما يبدو، فإن الأمر تعدى كونه مجرد ظاهرة، وهو ما دفع الباحثين أبو هنية وأبو رمّان لإصدار كتاب مشترك بعنوان "عاشقات الشهادة" والذي يبحث بعمق في ما يسمى الجهادية النسوية، بدءاً من تنظيم القاعدة وصولاً الى "داعش" ما أحدث طفرة نوعية برأي أبو رمّان في رؤية الحركات الجهادية لدور المرأة ما بين القيام بعمليات انتحارية أو القيام بدور إعلامي، وهو الجانب الذي أعتمد عليه التنظيم كثيراً في سنواته الأولى.

وسجلت السنوات الأولى من عمر الثورة السورية قيام مئات الأردنيات ومن مختلف المناطق والمحافظات الأردنية بعبور الحدود للالتحاق بصفوف "داعش"، إذ ما زالت ذاكرة الأردنيين حية حيال قصة فتاة عشرينية من محافظة الكرك جنوب الأردن تم جلبها من تركيا بعد أن غُرر بها للالتحاق بصفوف التنظيم قبل أن تبدي ندمها وتراجعها في اللحظات الأخيرة.

ويتوقع كتاب "عاشقات الشهادة" تمدد وتوسع ظاهرة الجهاد النسوي في الأردن إذا لم يتم القضاء نهائياً على "داعش".

وقد تكون ساجدة الريشاوي، وهي امرأة عراقية جندها زوجها للقيام بعملية انتحارية ضمن ثلاثة تفجيرات متزامنة في عمّان عام 2005، أولى من جسّدت ظاهرة الجهادية النسوية في التنظيمات المتطرفة، الريشاوي التي أعدمت عام 2015 هي شقيقة أحد مساعدي أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم "داعش"، الذي حاول عقد صفقة تبادل أسرى مع الحكومة الأردنية لإطلاق سراحها مهدداً بقتل الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة.

استقطاب عبر التواصل الاجتماعي

يقول مراقبون إن وسائل تنظيم "داعش" لاستقطاب الأردنيات معظمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال خطاب عاطفي تعبوي، ويؤكد الباحث أبو هنية أن غالبية الحالات تكون عبر بحث الفتيات بأنفسهنّ عن كل ما يتعلق بالتنظيم على الشبكة العنكبوتية ظناً منهنّ أن التنظيم يهدف بحق إلى رفع الظلم عن السوريين من قبل النظام السوري، بينما ينفي الباحث أبو رمان فرضية الظروف الاقتصادية التي قد تدفع البعض للانضمام إلى التنظيم بناء على حالات حقيقية تمت دراستها، بدليل انضمام فتيات متعلمات ويحملن شهادات عليا وميسورات الحال إلى التنظيم.

ولا تبدي السلطات الأردنية رغبتها في استعادة المقاتلين الأردنيين وعائلاتهم، وهو بمثابة ملف مسكوت عنه، بينما يطرح مراقبون ضرورة أن تحتضن الدولة الأردنية هؤلاء العائدين وتعيد تأهيلهم بعد محاكمتهم وفق القوانين، ويقترح آخرون دمجهم في برامج مناصحة على غرار ما حصل في السعودية خلال السنوات الأخيرة.

ولا يعرف عدد المقاتلين الأردنيين في صفوف تنظيم "داعش" على وجه التحديد، إذ تقول تقديرات أمنية إنه ما بين 2000 و2500 مقاتل، في حين يقول مقربون من التيار السلفي الجهادي في الأردني إن العدد يزيد عن 3000، بينما أظهر إحصاء لقناة (سي إن إن) الأميركية أن المقاتلين الأردنيين في التنظيمات الجهادية في سوريا يحتلون المرتبة الثالثة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات