يسمي مؤيدو حركة الاحتجاج اللبناني ثورة، فيما تحرص القوى السياسية في السلطة على تسميتها "حراكاً"، والقصد من ذلك التقليل من شأنها ومن عدد المشاركين فيها مقارنة بعدد الشعب اللبناني. والقصد أيضاً أنها ستتقلص وتنتهي بلا نتائج مثل حراكات سابقة أبرزها حراك الاعتراض على أزمة النفايات في يونيو (تموز) 2015.
في الأثناء، تواصل تلك الحركة غير المسبوقة في لبنان نشاطها وتمددها، على الرغم من الضغوط والتشويه والاتهامات بالتبعية للخارج. ويصر المحتجون على رفع شعارات مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترداد المال المنهوب، إضافة إلى "إسقاط النظام". وكثيرون يعتبرون أن هذه الانتفاضة تشكل محطة في تجاوز المذهبية.
في 18 أكتوبر، أغلقت المدارس والجامعات والمصارف والمؤسسات العامة أبوابها. وفي بيروت، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم كما أوقفت العشرات.
وفي 19 أكتوبر، تظاهر عشرات الآلاف في البلاد من العاصمة إلى طرابلس شمالاً وصور جنوباً وفي أقصى الشمال في عكار، وفي بعلبك شرق لبنان، كما قطع المتظاهرون طرقاً رئيسية.
في 20 أكتوبر، بلغ الحراك الشعبي ذروته مع تظاهر مئات الآلاف في المدن اللبنانية مجتمعةً.
في 27 أكتوبر، شكّل عشرات آلاف اللبنانيين سلسلة بشرية على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب بطول 170 كلم.
في 29 أكتوبر، هاجم العشرات خيم المعتصمين في وسط العاصمة.
وأعلن الحريري استقالة حكومته في خطوة تلقفها المتظاهرون بالابتهاج. ويتولى وحكومته تصريف الأعمال إلى حين تكليف رئيس جديد تشكيل حكومة.
في 31 أكتوبر، استأنفت المدارس والجامعات الدروس، لكن مئات المحتجين نفذوا اعتصامات عند طرق رئيسية في البلاد، مكررين مطالبتهم بتجديد الطبقة السياسية الحاكمة كاملة.
في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، امتلأت شوارع بيروت ومدن كبرى أخرى بآلاف المتظاهرين، بعد ساعات من تجمع حاشد لمؤيدين لرئيس الجمهورية ميشال عون.
في 6 نوفمبر، نفذ مئات الطلاب من المدارس والجامعات مسيرات وتظاهرات في أنحاء البلاد. ونظم متظاهرون اعتصامات أمام مؤسسات عامة.
في 9 نوفمبر، أغلقت العديد من محطات المحروقات أبوابها، فيما هرع اللبنانيون إلى المتاجر لشراء حاجيات، خشيةً من ارتفاع جديد في الأسعار ونفاذ المخزونات.
في 12 نوفمبر، اقترح رئيس الجمهورية تشكيل حكومة من اختصاصيين وسياسيين فيما يطالب المتظاهرون بحكومة مستقلين واختصاصيين. وقال في مقابلة تلفزيونية "إذا لم يجدوا (المتظاهرون) أي شخص صالح في هذه الدولة، فليهاجروا". وأثارت تلك المقابلة غضب المتظاهرين الذين قاموا بإحراق إطارات ومكبات نفايات، قاطعين معظم الطرق الرئيسية في البلاد ومطالبين برحيل الرئيس.
وقتل رجل بالرصاص في منطقة خلدة جنوب بيروت برصاص عسكري، وهو ثاني شخص يقتل منذ بدء الاحتجاجات.
في 13 نوفمبر، توجه مئات المتظاهرين إلى القصر الرئاسي للتظاهر لكن الجيش أقفل الطرقات المؤدية إليه بالعوائق الحديدية والسياج الشائك.