Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يضع خريطة طريق اقتصادية للانتخابات الأميركية المقبلة

خطابه في "نادي نيويورك" يركز على إنجازاته في خفض الضرائب وإشعال الأسهم وبطالة الأدنى بـ50 عاما

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة في النادي الاقتصادي في نيويورك (رويترز)

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيركز على الخطاب الاقتصادي في حملته الانتخابية الرئاسية لسنة 2020. هذا ما بدا اليوم من خلال كلمته في نادي نيويورك الاقتصادي، حيث كرر غير مرة القوة الاقتصادية لأميركا بعد أن خفضت إدارته الضرائب على الشركات في العام الماضي من نسبة 35 في المئة إلى نسبة 21 في المئة، ما أدى إلى اشتعال البورصات الأميركية ووصولها لمستويات قياسية.

كما ركز ترمب في كلمته على فرص العمل التي وفرها الاقتصاد الأميركي، حيث هبط معدل البطالة لأدنى مستوى في 50 عاماً. وبنفس الوقت، حاول ترمب أن يرمي مسؤولية النمو البطيء للاقتصاد الأميركي على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، الذي قال إنه يضعف القدرة التنافسية للاقتصاد الأميركي مقارنة مع الدول الأخرى بسبب قوة الدولار.

ضغوط على المركزي

وحاول الرئيس ترمب أكثر من مرة أن يضغط على البنك المركزي الأميركي لخفض أسعار الفائدة، إلا أن استقلالية "المركزي الأميركي" دفعته إلى النظر لمؤشرات أكثر أهمية، مثل الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، التي دفعت واشنطن إلى رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية بنسب وصلت إلى 25 في المئة، وردت بكين بالمثل.

وعلى الرغم من انتظار المستثمرين والمتابعين للشأن الاقتصادي إشارات الرئيس الأميركي بخصوص اتفاق شامل ينهي هذه الحرب التجارية التي أدت إلى تباطؤ إضافي في الاقتصاد، فإنه لم يحدد موعدا لإبرام هذا الاتفاق، حيث قال إن الصين تكاد "تموت" لعقد صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، وأن الخطوة الأولى من اتفاق أوسع على وشك الانتهاء. وأضاف "نحن قريبون - يمكن أن تحدث مرحلة مهمة من الصفقة الأولى، يمكن أن تحدث قريباً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مفاوض صعب

وكالعادة، مدح ترمب نفسه وأداءه في التفاوض الصعد، قائلاً إنه "لا يتمتع بشعبية في بعض البلدان لأنه مفاوض صعب بشأن التجارة"، مضيفا "أنه يراهن على الوقت للفوز بهذه المعركة".

وكانت بيانات حكومية أظهرت الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأميركي نما بمعدل 1.9 في المئة في الربع الثالث والبطالة قريبة من أدنى مستوياتها في نصف قرن ومازال إنفاق المستهلكين مرتفعا. لكن في الوقت نفسه، تضررت الصناعات التحويلية بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وبحسب مؤشر "بلومبيرغ" الاقتصادي فإن "فرص حدوث ركود في عام الانتخابات تبلغ 26 في المئة فقط".

لكن ترمب يركز دائماً على الجانب المشرق في سياساته الاقتصادية، وعبر عن ذلك بقوله "لقد وفينا بوعودنا وتجاوزنا توقعاتنا بهامش واسع للغاية".

مواجهة انتخابية شرسة

ويواجه ترمب معركة انتخابية شرسة في السنة المقبلة، في ظل تحقيقات يقودها الحزب الديمقراطي في الكونغرس لعزله بعد الكشف عن مكالمة هاتفية حاول ترمب فيها استغلال نفوذه الرئاسي للضغط على الرئيس الأوكراني لفتح تحقيق فساد يخص ابن المرشح الديمقراطي جو بايدن مقابل مساعدات أميركية لأوكرانيا. وسيبدأ مجلس النواب جلسات استماع علنية يوم الأربعاء للتحقيق في مدى إجبار ترمب الحكومة الأوكرانية على التحقيق مع خصومه السياسيين.

كما واجه في العامين الماضيين تحقيقات بخصوص تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي ساعدت بوصوله الى البيت الأبيض.

وبسبب التسهيلات التي منحها ترمب للشركات في خفض الضرائب، وعدائيته للمهاجرين، يتخذ منافسون ديمقراطيون للرئاسة الأميركية من هذه الإجراءات ذريعة لضرب سياسة ترمب، حيث هناك مرشحون يتبنون خطابا أشبه بالاشتراكي، حيث يطالبون بفرض ضرائب عالية على الأغنياء والشركات الكبيرة، ويطالبون بالتعليم شبه المجاني على طريقة النموذج الأوروبي، إضافة إلى فتح الأبواب للمهاجرين لعدم القضاء على مفهوم "الحلم الأميركي".

الديمقراطيون "مجانين"

ووصف ترمب هؤلاء الديمقراطيون في خطابه بـ"المتطرفين" و"الراديكاليين"، قائلاً، "إن سياساتهم ستفلس الأمة وتؤذي الطبقة الوسطى". وانتقد مقترحات حزب المعارضة بشأن الطاقة وتغير المناخ.

وأضاف أنه "ليس لديك خيار لأن الأشخاص الذين نواجههم هم مجانين".

ولم يسلم الاتحاد الأوروبي من انتقادات ترمب، حيث قال إن السياسات التجارية للاتحاد الأوروبي "فظيعة. لقد أقام الاتحاد حواجز "فظيعة" مجحفة بالمنتجين الأميركيين".

وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي: صعب جداً، جداً"، وأن "الحواجز التي أقاموها فظيعة. وهي في جوانب كثيرة أسوأ من الصين".

استقرار البورصات

وكانت تصريحات ترمب السبت الماضي بخصوص الاتفاق التجاري مع الصين أربكت حسابات المستثمرين الذين رأوا أنها لا تعكس حالة التفاؤل التي لمّحت لها الإدارة الأميركية في الأسبوعين الأخيرين بقرب إبرام اتفاق تجاري مع الصين. ودفع ذلك التحول في خطاب ترمب إلى تراجع البورصات الأميركية أمس الاثنين من مستوياتها التاريخية التي سجلتها في الأسبوع الماضي. لكن مؤشر "ستاندرد آند بورز500" تجاوز ذلك اليوم الثلاثاء عقب خطاب ترمب، وارتفع بشكل طفيف.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول بلا تغير يذكر عند 27691.93 نقطة، بينما ارتفع المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً 4.83 نقطة، أو 0.16 في المئة، ليغلق عند 3091.84 نقطة.

وأغلق المؤشر ناسداك المجمع مرتفعاً 21.81 نقطة، أو 0.26 في المئة، إلى 8486.09 نقطة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد