Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انطلاق سباق استقطاب مجموعات الدعم بين مرشحي الرئاسة الجزائرية

رصد مظاهر تشير إلى تنظيم انتخابات "كلاسيكية" من دون مفاجآت

جزائرية تمزق بطاقة التصويت الخاصة بها خلال تظاهرة سارت اليوم الثلاثاء رفضاَ لاجراء الانتخابات الرئاسية (رويترز)

 

يخصص التلفزيون الحكومي الجزائري أكثر من نصف ساعة يومياً لمسيرات متفرقة تدعم خيار إجراء الانتخابات الرئاسية ومؤسسة الجيش، في محاولة لنقل واقع مغاير لمطالب "الحراك الشعبي"، ويأتي هذا في وقت تسارعت وتيرة الولاءات والمساندة خلف كل من المرشحين الخمسة.
مجرد إعلان المجلس الدستوري رسمياً أسماء المتسابقين الخمسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة كان كافياً لأن تطلق عشرات الأحزاب والمنظمات الجماهيرية التي خفَتَ صوتها منذ بدايات الحراك الشعبي في البلاد، العنان للتوافد على مقرات المرشحين من أجل "ركوب" قوافل المنافسة الخماسية منذ البدايات.
 

السجن لمحتجين

 

في موازاة ذلك، قضت محكمة جزائرية اليوم الثلاثاء بسجن 21 محتجاً لمدة ستة أشهر بتهمة تقويض الوحدة الوطنية، وذلك قبل شهر من الانتخابات الرئاسية. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الحكم الصادر عن المحكمة الواقعة في وسط العاصمة الجزائرية شمل أيضاً أحكاماً بالسجن ستة أشهر أخرى مع وقف التنفيذ للمحتجين الذين اعتُقلوا لرفعهم علماً يمثل الأقلية الأمازيغية في البلاد. وأجلت المحكمة إصدار أحكام على 20 متظاهراً آخرين، يواجهون التهم ذاتها.
ويسعى الأمازيغ، بخاصة في منطقة القبائل شرق العاصمة، إلى الحصول على المزيد من الحقوق لنشر ثقافتهم ولغتهم لكن علمهم الملون بالأصفر والأحمر والأزرق محظور باعتباره يمثل تهديداً للوحدة الوطنية.

 

"مشاهد من الماضي"
 
وبالعودة إلى السباق الرئاسي، استعاد الجزائريون في الآونة الأخيرة، المشاهد المربكة للتهافت على إعلان المساندة والدعم للمرشحين الرئاسيين السابقة التي شارك فيها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إذ رأوا مشاهد مشابهة للأشخاص والأحزاب والتنظيمات ذاتها قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وعلى الرغم من إعلان "الصامتة الكبرى" (المؤسسة العسكرية) عدم تزكية أي من المرشحين، إلا أن الساحة السياسية ما فتئت تبحث عن تقاليد كان يُعتقد أن الحراك أنهى وجودها بحثاً عن مرشح تُشتم منه رائحة السلطة.
وشكّل "تراص" منظمات جماهيرية حول مرشح "الإجماع" في أوقات سابقة، إحدى أكثر المظاهر السياسية التي نفّرت الجزائريين من العملية الانتخابية، وترتبط غالبية تلك التنظيمات بكبرى أحزاب الموالاة السابقة، لا سيما "جبهة التحرير الوطني" (حزب بوتفليقة).
واعتمد بوتفليقة في ولايات حكمه الأربع على حملات انتخابية تقودها منظمات ذات امتداد محلي واسع، هي "اتحاد العمال الجزائريين"، "اتحاد الفلاحين"، "اتحاد النساء"، "المنظمة الوطنية للمجاهدين"، "المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء" وعدد من الزوايا وشيوخ الصوفية وغيرها.
ويقول المحلل السياسي سعيد إيرزي، بخصوص هذا "الطابور" من المساندين لـ"اندبندنت عربية"، إن "الوضع السياسي الراهن لم يترك مجالاً لتلك التنظيمات المنتفعة من الحملات الانتخابية لأن يكون لها دور كبير، لقد حجّم الحراك الشعبي حضورها وجعلها تراجع خطابها بل وأن تخفض صوتها".

 

"أحزاب عين البنيان" خلف بن فليس
        

وأعلنت ستة أحزاب شاركت في ما يُسمى "أرضية عين البنيان"، عن مساندتها للمرشح علي بن فليس والوقوف إلى جانبه في الحملة الانتخابية، بما في ذلك تنظيم لقاءات شعبية للترويج لبرنامجه، و"أرضية عين البنيان" كانت أول لقاء للحوار السياسي في تاريخ السادس من يوليو (تموز) الماضي بقيادة الوزير والدبلوماسي السابق، عبد العزيز رحابي. وحظي بن فليس بالتالي، بدعم رئيس حزب "الفجر الجديد" الطاهر بن بعيبش، والأمين العام لـ"حركة النهضة" (حزب إسلامي) يزيد بن عائشة، ورئيس "جبهة النضال الوطني" عبدالله حداد، كما دعمه رئيس "الجبهة الوطنية للحريات" محمد زروقي ورئيس "جبهة الجزائر الجديدة" جمال بن عبد السلام، إضافة إلى رئيس "اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية" نور الدين بحبوح، والأمين العام الأسبق لـ"حركة الإصلاح الوطني" جهيد يونسي.
وقال عبدالله حداد، رئيس "جبهة النضال الوطني" لـ"اندبندنت عربية"، إن خيار دعم بن فليس "ليس مرحلياً ولا موسمياً لأننا اخترنا أكثر المرشحين خصومةً للعصابة التي حكمت البلاد. الرجل ظل ثابتاً على مواقفه في المعارضة منذ 16 عاماً إثر خلافاته مع طريقة تسيير المنظومة السابقة".

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ازدحام في مقر تبون

 

 

على الجهة المقابلة، تزدحم طلبات المساندة في المقر الانتخابي للمرشح عبد المجيد تبون، وتحديداً من تنظيمات جماهيرية تُتهم بإعلان الولاء عادةً للجهة التي يُشتم منها رائحة السلطة. وينفي تبون جملةً وتفصيلاً أن يكون مدعوماً من أي جهة في الداخل أو الخارج، كما ينكر وجود أي صلة بينه وبين المؤسسة العسكرية، في ما عدا "توافقنا في الخطاب حول الثوابت الوطنية ومناهضة كل تدخل في الشأن السيادي الجزائري".
وكان فيلالي غويني، رئيس "حركة الإصلاح الوطني" أول حزب "إسلامي" يعلن دعم تبون. وكان الأخير ضمن الفريق الداعم لمشروع الولاية الخامسة لبوتفليقة.
وأعلنت "زاوية الأشراف" (مركز ديني) عن مساندتها لتبون في بيان جاء فيه، "ها هو التسابق انطلق لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، رجل يستحق هذا الاستحقاق، لذلك قررنا أن نساند السيد المحترم الوزير الأول سابقاً عبد المجيد تبون، وفقه الله لجادة الصواب".
وتوالت بيانات المساندة لتبون أيضاً من "المنظمة الوطنية لقدماء مقاومي الإرهاب"، التي أعلنت "دعم ومساندة الأخ الفاضل السيد عبد المجيد تبون، باسم المنظمة وإطاراتها ورؤساء المكاتب الولائية والبلدية ومختلف فئة المقاومين عبر التراب الوطني". وتمثل هذه الفئة آلاف الأشخاص الذين عملوا في صفوف "المقاومين"، وهم مدنيون تطوعوا في فترة التسعينات لمحاربة الإرهاب إلى جانب الجيش الجزائري والأجهزة الأمنية.

 
الإسلاميون والمرأة والشباب
 

على الجانب الآخر، يعمل المرشحون الثلاثة الآخرون، على استمالة أصوات التيار الإسلامي، المرأة والشباب، لكن انتماء المرشح عبد القادر بن قرينة، نظرياً، إلى التيار الإسلامي لم يعطه أفضلية بعد في الحصول على أصوات هذه الشريحة مقارنةً بالمرشحين الآخرين، إذ أعلن زعيما أكبر حزبين إسلاميين، "حركة مجتمع السلم" و"جبهة العدالة والتنمية"، مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بينما دعمت "حركة النهضة" المرشح بن فليس، فيما اختارت "حركة الإصلاح الوطني" تبون.
ويَعِد بن قرينة بإصلاحات تمسّ شريحة النساء، إذ تعددت وعوده بالنسبة إلى عُطل المرأة المرضعة، وملفات الزواج والعنوسة، علماً أن النساء عادةً ما يمثلن أكبر شريحة ناخبة، بينما يحاول كل من ميهوبي وعبد العزيز بلعيد، استمالة أصوات الشباب، وكلاهما من جيل الاستقلال (1962). ويُعتبر بلعيد أصغر المرشحين سناً، وأكثرهم نشاطاً داخل تنظيمات شبابية طلابية في فترة انتمائه للحزب الحاكم سابقاً.

 
مسيرات معاكسة

ومع تعدد المشاهد في سياق التحالفات السياسية والحزبية، تتعاظم ظاهرة المسيرات الداعمة للانتخابات في محافظات عدة، تحت شعارات داعمة للمؤسسة العسكرية ومنددة بنوايا رافضي إجراء الانتخابات الرئاسية. وتحظى تلك المسيرات على الرغم من العدد القليل للذين يشاركون فيها، بتغطية واسعة من قبل الإعلام الحكومي، بشكل يراد منه إعطاء انطباع أن الشارع يضم أيضاً من هم في فلك المسار الانتخابي. ويُتوقع أن يتوسع حضور هذه المسيرات، مع انطلاق الحملة الانتخابية رسمياً الأحد المقبل.

المزيد من العالم العربي