Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع عدد القتلى في غزة… وإطلاق صواريخ على إسرائيل في اليوم الثاني من التصعيد

اغتيال قائد ميداني لـ "الجهاد الإسلامي" واستهداف آخر في دمشق

رنقلت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الأربعاء 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، لإسرائيل شروطاً لهدنة في قطاع غزة بوساطة مصرية، قائلة إنه إذا لم تلب هذه الشروط فإنها ستواصل الهجمات عبر الحدود إلى ما لا نهاية.

وشملت الشروط التي حددها الأمين العام للحركة زياد النخالة وقف اغتيال النشطاء والمتظاهرين على حدود غزة واتخاذ إجراءات لرفع الحصار عن القطاع.

وقال النخالة، في مقابلة تلفزيونية، "نحن نطلب طلبات محدودة. لا عودة لاتفاقات سابقة. نحن نحل مشاكل اليوم... يوجد تفاهمات في القاهرة حول كسر الحصار عن قطاع غزة هذه التفاهمات نحن أدرجناها لتلزم إسرائيل من ضمنها عدم استخدام الرصاص الحي ضد مسيرات العودة".

وكانت حركة "الجهاد الإسلامي" أطلقت صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة، الأربعاء، في اليوم الثاني من العنف المتصاعد عبر الحدود، ما جعل الناس يهرعون إلى الملاجئ مع دوي صفارات الإنذار، على الرغم من عدم ورود أنباء عن وقوع إصابات.

في المقابل، أشارت معلومات رسمية إلى ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 23 (26 وفق وكالة الصحافة الفرنسية بناء على مصدر طبي)، بعد مقتل 12 فلسطينياً الأربعاء، بالإضافة إلى 69 جريحاً وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحكومة حركة "حماس" في غزة.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية دعا، في بيان مساء الثلاثاء، إلى تدخل دولي فوري لوقف "العدوان الإسرائيلي" المتواصل على القطاع.

وقال إن "الرئيس (عباس) والحكومة يجريان اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لمنع العدوان من التدحرج"، وشدد على أنه "لا يجب السماح للمتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني كورقة انتخابية".

ويبدو أن حركة "حماس"، التي تحكم قطاع غزة، بعيدة عن القتال حتى الآن. 

وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة "رويترز" أن مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط في طريقه إلى القاهرة لبدء وساطة لإنهاء العنف.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، الأربعاء، إنه أمام حركة "الجهاد الإسلامي" خيار واحد إما وقف الهجمات أو التعرض لمزيد من الضربات.

وأضاف في مستهل جلسة للحكومة "نواصل ضرب الجهاد الإسلامي بعدما قضينا على قائده الكبير في قطاع غزة، ولذا أمامهم خيار واحد إما الكف عن شن الهجمات أو تكبد المزيد من الضربات. هذا هو الخيار أمامهم".

وكان التصعيد الإسرائيلي باتجاه أعضاء في حركة "الجهاد الإسلامي" بدأ الثلاثاء، في حدثين موزعين بين غزة ودمشق. فمنذ ساعات الفجر الأولى، أدت غارات جوية شنتها مقاتلات إسرائيلية إلى مقتل أربعة فلسطينيين من بينهم قائد ميداني بارز وإصابة 25 آخرين في غزة، إضافة إلى مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين جراء استهداف مبنى مدني في دمشق.

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة مقتل الفلسطينيّين زكي محمد عدنان غنامة (25 سنة) وابراهيم أحمد عبد الرحيم الضابوس (26 سنة) في غارات نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، حيث قُتل فلسطيني ثالث في غارة إسرائيلية أيضاً.

وقال متحدّث عسكري إسرائيلي بدوره إن الجيش استهدف "ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي من وحدة إطلاق الصواريخ كانا يشكّلان تهديداً فورياً".

مساجد غزة نعت مسؤول "الجهاد"

وكانت مصادر طبية ومسؤول في حركة "الجهاد الإسلامي" أعلنوا مقتل أحد القادة العسكريين البارزين للحركة مع زوجته في غارة جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء، استهدفت منزله شرق مدينة غزة.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "قتل القائد الكبير بهاء أبو العطا وزوجته في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في حي الشجاعية". ونعت مساجد عدة في غزة عبر مكبرات الصوت "القائد الكبير بهاء أبو العطا (أبو سليم)".

وقالت وزارة الصحة في بيان "قتل مواطنان بينهما سيدة وأصيب ثلاثة آخرون في حي الشجاعية".

صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية

وفي بيان آخر، قالت وزارة الداخلية التابعة لـ "حماس" في غزة إنها "تتابع تداعيات استهداف الاحتلال الإسرائيلي أحد قادة المقاومة في حي الشجاعية فجر الثلاثاء، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية والشرطة التدابير اللازمة".

وحمّلت حركة حماس إسرائيل "كل التبعات والنتائج المترتبة على هذا التصعيد والاستهداف الخطير"، وتعهّدت بألا يمرّ اغتيال أبو العطا "من دون عقاب".

 

ووفق شهود عيان، أطلق مسلحون عدداً من الصواريخ من غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي، لاحقاً، أن عدداً "كبيراً" من الصواريخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل، مضيفاً أن نظام القبة الحديدية الدفاعي اعترض بعضها. وأبلغت مستشفيات إسرائيلية عن إصابة عدد من المدنيين.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس "نفّذنا الهجوم (على أبو العطا) لأنه لم يكن هناك خيار آخر... أريد أن أؤكد على أننا لا نتطلع إلى مزيد من التصعيد، إلا أننا نستعد لأيام عدة من القتال".

ودانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي بشدة "العدوان الإسرائيلي المتصاعد على أبناء شعبنا العزّل والإعدامات الميدانية في قطاع غزة منذ فجر اليوم". واستنكرت "استهداف الاحتلال لمقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ولممتلكات مدنية وشقق سكنية ومواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي والدولي الإنساني".

في المقابل، قال نتنياهو إن جولة القتال الحالية بين إسرائيل وغزة قد "تستغرق وقتاً" وتتطلب صلابة وهدوءاً.

مقتل نجل أحد قادة "الجهاد"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزامناً مع اغتيال القيادي في "سرايا القدس" الذراع العسكرية لـ "الجهاد الإسلامي" في غزة، قُتل شخصان وأُصيب ستة آخرون صباح الثلاثاء جراء استهداف بناء مدني في حي المزة غربية قرب السفارة اللبنانية بدمشق. وبحسب حركة "الجهاد الإسلامي"، فقد نجا أحد مسؤوليها أكرم العجوري من محاولة اغتيال في العاصمة السورية، أسفرت في المقابل عن مقتل نجله.

قتلى وجرحى

ونقلت وكالة "سانا" عن وزير داخلية النظام السوري محمد الرحمون قوله إنه تم "استهداف معاد لبناء في المزة غربية وهناك عدد من القتلى والجرحى". وكانت الوكالة نفسها أفادت بأن جيش النظام ضرب هدفاً معادياً في سماء بلدة داريا قرب دمشق.

وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب، وطلب الجيش من الموظفين "غير الأساسيين" في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء في منازلهم، وكذلك المقيمين في المنطقة الحدودية مع غزة، كما حظر التجمعات العامة. وهبط المؤشر الرئيسي ببورصة تل أبيب بنسبة 0،5 في المئة، وتراجع سعر الشيكل 0،2 في المئة أمام الدولار.

وأعلنت سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الإسلامي "رفع حالة الجاهزية".

أوروبا... لوقف التصعيد فوراً

في المواقف، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام" بعد اشتداد التوتر بين إسرائيل وقطاع غزة على وقع الغارات الجوية وعمليات إطلاق الصواريخ بين القطاع وتل أبيب، ولفتت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في بيان إلى أن وقف التصعيد "ضروري الآن حفاظاً على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين" مشددة على أن "إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول إطلاقاً ويجب أن يتوقف فوراً.

كذلك دانت ألمانيا قصف مدن في إسرائيل بصواريخ أطلقت من قطاع غزة، ودعت إلى نزع فتيل التوتر قائلةً إنه لا يوجد مبرّر للعنف ضدّ المدنيين الأبرياء. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "نستنكر إطلاق الصواريخ هذا بأشدّ العبارات. ندعو لضبط النفس وإنهاء العنف. نؤيد بشدة جهود مصر والأمم المتحدة للوساطة".

الأردن بدوره دان بشدّة "العدوان" الإسرائيلي ضدّ قطاع غزة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية ضيف الله الفايز في بيان إن "التصعيد الإسرائيلي ضدّ القطاع واستهداف المدنيين الأبرياء لن يؤدي إلا لزيادة التوتّر والعنف وتعميق بيئة اليأس وتعزيز الأجندات المتطرفة في المنطقة". وأضاف أن "إسرائيل تتحمّل مسؤولية التصعيد وتبعاته"، مطالباً "المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لوقف هذا التصعيد والعدوان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".

المزيد من الشرق الأوسط