Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وثيقة سرية إسرائيلية: السعودية غير موافقة على "صفقة القرن"

موقف العاهل السعودي الملك سلمان هو "نحن مع الشرعية الدولية وتطبيق مبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء، وليس من الياء إلى الألف"

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مستقبلا الرئيس فلسطيني محمود عباس (غيتي)

في تقويم يتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة بشأن التطبيع مع الدول العربية، ذكرت وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن "السعودية غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو الموافقة على صفقة القرن من دون أن تقدّم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين".
نشرت الوثيقة القناة 13 الإسرائيلية. وكشف التقرير الذي أعده مراسل القناة للشؤون الدبلوماسية باراك رافيد عن أن الرياض أبلغت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارته الرياض بعد أسابيع قليلة من تسريب الوثيقة، أنها لن تدعم خطة الرئيس الاميركي دونالد ترمب للسلام إذا لم تتضمن خطوات تستجيب المطالب الفلسطينية بخاصة في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وذكر التقرير أنه على الرغم من السريّة فقد سُرِّبت الوثيقة ووصلت إلى عدد محدود من السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم.
وبشكل مستمر، يصرح نتنياهو منذ أشهر أن إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية قد تؤدي إلى تسوية مع الفلسطينيين، مشيراً إلى أن "ما يحدث في الوقت الحالي هو أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي من دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين".
ويزعم نتنياهو أن "العالم العربي يحتاج إلى التكنولوجيا والابتكار"، وأن "هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي".

تمسك بالمبادرة العربية في قمة بيروت

في الإطار ذاته، قال السفير الفلسطيني في السعودية بسام الآغا لـ"اندبندنت عربية" إن الموقف السعودي تجاه فلسطين ثابت وراسخ منذ عهد الملك المؤسس وأن القضية الفلسطينية في صلب السياسة السعودية الخارجية والداخلية.
ونقل الآغا عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قوله خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "السعودية كانت مع الاشقاء الفلسطينيين، وما زالت وستستمر في ذلك. نقبل ما تقبلونه ونرفض ما ترفضونه... نحن مع الشرعية الدولية وتطبيق مبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء وليس من الياء إلى الألف".
وتنص المبادرة التي تبنتها القمة العربية في بيروت في العام 2002 على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، على أن يتبع ذلك اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
ونقل الآغا عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه أبلغ إلى الرئيس عباس أن السعودية مقتنعة بضرورة تحقيق السلام بحسب مبادرة السلام العربية واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
وأشار السفير الفلسطيني لدى الرياض إلى أن الملك سلمان عندما أعلن في القمة العربية الاخيرة في الظهران تسمية القمة قمة القدس وتبرَّع بـ150 مليون دولار لدعم المدينة المحتلة، كان يرد على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفاً أنه عندما تبرع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بـ50 مليون دولار، كان يقول إن "قضية اللاجئين على طاولة المفاوضات"، رداً على المحاولات الاميركية شطب حق العودة.
وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ"اندبندنت عربية": "لا شك في موقف السعودية الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني"، نافياً "وجود نية سعودية لإقامة علاقات مع إسرائيل والتطبيع معها، على الرغم من محاولات نتنياهو الترويج لذلك، وجهود كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر التي لم تتوقف لحظة واحدة".
وشدد مجدلاني على أن لدى القيادة السعودية التزاماً عميقاً تجاه فلسطين، وهي تتمسك بمبادرة السلام العربية، مضيفاً أن "الموقف السعودي تجاه ذلك لن يتغير ولن يهتز".
وأعلن مجدلاني أن الرئيس الفلسطيني عباس سيزور السعودية قريباً بغية تأكيد استمرار التنسيق بين القيادتين السعودية والفلسطينية.

السعودية تدعم حل الدولتين

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير أكد خلال مقابلة مع "رويترز"، الجمعة 6 فبراير (شباط)، أن "السعودية تدعم حل الدولتين وفق حدود العام 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين"، مشدداً على أن الرياض تدعم كل قرارات الشرعية الدولية.
ونقلت "رويترز" عن مسؤولَين أميركيَين رفيعي المستوى أن كوشنر ومبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات سيزوران سلطنة عُمان والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في جولتهما التي ستستغرق أسبوعاً، وقد تشمل دولاً أخرى.
ومن المقرر أن يشارك كوشنر في مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط المقرر في منتصف الشهر الحالي لعرض خطة السلام و"جهود الإدارة لدفع عملية السلام وسيجيب عن أسئلة يوجهها الحضور".
وكانت "رويترز" ذكرت في يوليو (تموز) عام 2018 أن السعودية طمأنت حلفاءها العرب بأنها لن توافق على أي خطة للسلام في الشرق الأوسط لا تعالج وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة.

المزيد من الشرق الأوسط