Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر وتونس تنهيان ترتيبات زيارة قيس سعيد وتتفقان على تعاونهما "الاستراتيجي"

استقبل رئيس الدولة الجزائرية عبد القادر بن صالح رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد

أعلن رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، أن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى الجزائر ستجري "في الأسابيع القليلة المقبلة"، من دون أن يوضح إن كانت ستتم قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية التي تتجهز لها الجزائر في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وعلمت "اندبندنت عربية" أن الجزائر كانت تفضل أن يكون اللقاء مع الرئيس المنتخب الجديد لكن الزيارة قد تتم قبل ذلك.

واستقبل رئيس الدولة الجزائرية عبد القادر بن صالح، الخميس، الشاهد الذي زار الجزائر ليوم واحد. وجرى اللقاء بحضور كل من الوزير الأول نور الدين بدوي ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم،  إلى جانب وزير الخارجية التونسي بالنيابة صبري بشطبجي والمستشار لدى الرئاسة التونسية عبد الرؤوف بالطيب.

تحضيرات لزيارة سعيد

في سباقه نحو الانتخابات الرئاسية التي فاز بها في تونس، كشف الرئيس سعيد أن زيارته الخارجية الأولى ستكون للجارة الغربية، الجزائر. إذ قال إن "الجزائر الشقيقة ستكون أول وجهة خارجية في حال الفوز بمنصب الرئاسة، فتونس ليست في معزل عن العالم ومصيرها مرتبط بدول الجوار".

ويعتقد أن سعيد "يستعجل" تأدية الزيارة في انتظار ضبط "أجندة" رئاسة الجمهورية في البلدين، على الرغم من تفضيل الطرف الجزائري أن يلتقي سعيد بالرئيس المنتخب شرعياً بعد الانتخابات، ليكون أول نشاط دولي للرئيسين في البلدين.

وعلم أن ترتيبات الزيارة قد أنهيت وتم التوافق عليها في انتظار إعلان مشترك من البلدين حول توقيتها. كما علم أن الجزائر وتونس ستعلنان خلال زيارة سعيد عن "اتفاقات استراتيجية" هي الأولى في تاريخ الدولتين، تضاف إلى العلاقات المتميزة تاريخياً.

وأعلن الشاهد في مؤتمر صحافي، أن الرئيس التونسي سيقوم بزيارة إلى الجزائر "في الأسابيع القليلة المقبلة"، مشيراً إلى أنه قدم لرئيس الدولة "رسالة من رئيس الجمهورية التونسية يؤكد فيها أهمية العلاقات التونسية _ الجزائرية الاستراتيجية والراسخة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقل بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، أن سعيد  "عبر في رسالته عن تهانيه الخالصة بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الـ 65 لاندلاع ثورتها التحريرية المجيدة، وعن استعداده للارتقاء بالعلاقات الثنائية الأخوية إلى مستوى استراتيجي يعكس تاريخهما المشترك لتحقيق مزيد من الاندماج والتكامل خدمة للتنمية والاستقرار والأمن، مجدداً نيته في زيارة الجزائر في أقرب الآجال".

وأورد البيان أن بن صالح رد على طلب سعيد، قائلاً "الجزائر تهنئ الشقيقة تونس بنجاح الاستحقاق الرئاسي الأخير الذي توج بانتخاب السيد قيس سعيد"، معتبراً هذا الإنجاز "مكسباً تاريخياً من شأنه تعزيز وتعميق علاقات التعاون والشراكة الثنائية المتميزة في مختلف المجالات، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين".

التعاون الأمني يومي

ووصف الشاهد اللقاء الذي جمعه مع رئيس الدولة الجزائرية بـ"الهام جداً، خصوصاً في الفترة التي يعيشها البلدان"، مضيفاً أن هذا اللقاء سمح بالتأكيد على "ضرورة مواصلة العمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه البلدين".

وأشار الشاهد إلى أن البلدين يتعاونان ضد "التحديات الأمنية في المنطقة والتنسيق بينهما مستمر بصفة شبه يومية". كما تطرق إلى "التنسيق في الجانب الاقتصادي بهدف الارتقاء بالعلاقات الإقتصادية وكذا الثقافية بين البلدين إلى آفاق أخرى"، معرباً عن "تفاؤله" بتطور العلاقات في المستقبل.

 

 

قمة برلين

لم تعلن الجزائر أي موقف رسمي واضح بعد إقصائها رفقة تونس من الاستعدادات لعقد "قمة برلين حول ليبيا"، واكتفت بموقف عام عن بن صالح، لما دان "إقصاء الليبيين ودول الجوار من المبادرات الدولية الرامية لحل النزاع في ليبيا". ومما نقل عن بن صالح في الكلمة أنه من الضروري "الانخراط في الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي شامل يترجم على أرض الواقع... حفاظاً على سيادة ليبيا واستقلالها ووحدة شعبها واحترام مؤسساتها".

ويقول الكاتب الصحافي المتابع للشأن المغاربي رضا شنوف لـ"اندبندنت عربية" إن "الشاهد ومضيفيه في الجزائر سيتحدثون حتماً عن الملف الليبي الذي يعد أحد الملفات ذات الأهمية القصوى، الذي يفرض تنسيقاً عالي المستوى بين الجارتين". وأضاف شنوف "اللافت أن البلدين غير مدعوين لقمة برلين، وهنا تطرح عدة أسئلة حول هذا التغييب، لكني أستبعد أن تكون قمة برلين في صلب المحادثات أو أن يتم التطرق إليها أصلاً. فالجزائر وتونس غير ملزمتين بتطبيق مخارجها ما داما لم يشاركا فيها".

ويقول شنوف إن "الجزائر وتونس  تجمعهما علاقات إستراتيجية وتعاون عالي المستوى في غالبية المجالات وزيارة الشاهد تدخل في هذا الإطار"، مشيراً إلى أنه "حتماً هناك ملفات استدعت انتقال الشاهد إلى الجزائر، مع العلم أن حركة النهضة الفائزة بالانتخابات التشريعية تجري مشاورات موسعة مع الأحزاب والشخصيات السياسية في تونس لتشكيل الحكومة المقبلة. ما يعني أن أيام الشاهد معدودة على رأس الحكومة، ما يعكس صبغة الاستعجال وراء هذه الزيارة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي