Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضغوط على إيران في وقت تواصل البلدان الغربية تطوير صواريخها

وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ قد تقوّض حملة إلزام إيران تقليص برنامجها

معرض للصناعات الصاروخية الإيرانية في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية (أ.ب)

في اليوم نفسه الذي وصف به دونالد ترمب إيران في خطاب حال الاتحاد بالهدف البارز لإدارته، أجرت طهران تجربة إطلاق صاروخ يحمل قمراً صناعياً، وتحدّت التحذيرات الأميركية من مغبة الإقدام على ذلك. وأوحت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها الخميس شركة ديجيتل غلوب Digitalglobe، بأن إيران ترمي إلى إطلاق قمر صناعي في المدار الثلثاء في سياق برنامجها الفضائي. ونجاح عملية الإطلاق غير مؤكدة، على الرغم من ترجيح خبراء منع الانتشار النووي إخفاقه بسبب عدم رصد المراقبين الهواة له وعدم ظهوره على السجل الأميركي للأشياء الفضائية.

وزادت القوى الغربية، أخيراً، الضغط على إيران فيما يخص برنامجها الصاروخي، على الرغم من أن الدول هذه تخلّت عن اتفاقات طويلة الأمد تنظّم تجربة الأسلحة الطويلة المدىوتطويرها. وعلى الرغم من أن الغاية منها تبدو مدنية، يُقلق مثل عمليات الإطلاق هذه، القوى الغربية، لأن التكنولوجيا الصاروخية نفسها المستخدمة في إطلاق أجهزة إلى الفضاء الخارجي، قد تُستخدم في إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وقلصت إيران برنامجها النووي بعد اتفاق العام 2015 مع القوى الغربية، وهو اتفاق انسحبت منه الولايات المتحدة في وقت لاحق. وتظهر صور من قاعدة الإمام الخميني الفضائية ما يبدو أنه آثار اشتعال على منصة إطلاق رُصد عليها، في وقت سابق، صاروخ. وبدا أن عملية الإطلاق هذه هي الثانية من نوعها التي يقدم عليها الإيرانيون في أقل من شهر لإطلاق قمر صناعي.

في مطلع هذا الأسبوع، أطلقت إيران بنجاح صاروخ أرض- أرض طويل الأمد يصل مداه إلى 1350 كلم. وقالت الولايات المتحدة،إن إطلاق إيران الصواريخ ينتهك قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، التي تدعو طهران إلى الامتناع عن تطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية القادرة بعدتعديلها على حملالرؤوس النووية. وقال الأوروبيون إن سعي إيران إلى توسيع برنامجها الصاروخي يفاقم التوتر الإقليمي. "وعمليات إطلاق الصواريخ استفزازية من غير شك"، قال ديبلوماسي غربي. وأضاف "العمليات هذه، هي طريقة لضبط الضغوط المحلية والدولية الناجمة عن الاتفاق النووي الذي لم يعد بفائدة على الاقتصاد الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن إيران، وهي كانت تخشى من هجمات صدام حسين الصاروخية على مدنها في الحرب مع العراق في الثمانينات، تقول إن لغة مجلس الأمن لا تحظّر عليها عمليات الإطلاق، وإن العمليات هذه غير مرتبطة ببرنامجها النووي. وتقول طهران إن برنامجها الصاروخي هو جزء حيوي من دفاعاتها في منطقة عدائية. وهي تعهدت مواصلة برنامجها بغض النظر عن الشكاوى الغربية. وقد يعيق انفراط عقد معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، وهو أبرز اتفاق أميركي - روسي في 1987 يتناول أخطار تكنولوجيا الصواريخ النووية، مساعي إقناع إيران بتقليص برنامجها الصاروخي. "انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وبرنامج المملكة العربية السعودية الصاروخي هما عوائق أكبر. والانسحاب من الاتفاقات يسيء إلى سمعة أميركا"، يقول جيفري لويس، الباحث في مركز جايمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي. "الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى يخلّف انطباعاً بألّا فائدة ترتجى من التفاوض معنا".

وقد تثني عمليات الإطلاق الأخيرة للصواريخ في أصقاع المعمورة إيران عن تقييد برنامجها. وأجرت فرنسا والولايات المتحدة وروسيا اختبارات صواريخ قابلة لحمل رؤوس نووية الثلثاء. وفي اليوم نفسه، أطلقت القوة الإقليمية المنافسة لإيران، المملكة العربية السعودية، قمراً صناعياً للمراقبة والاتصالات إلى الفضاء على متن صاروخ فرنسي من مكان في جنوب أميركا.

وحدد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، مدى ألفَي كلم للصواريخ الذي يُسمح للعسكر الإيراني بتطويرها. وبدأ مسؤولون أوروبيون، على رأسهم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكاموغيريني، سلسلة مفاوضات مع ديبلوماسيين إيران حول البرنامج الصاروخي. ونُقل الخميس عن الجنرال أمير علي حاجي زاده، وهو قائد فرقة سلاح الجو الفضائي في الحرس الثوري، قوله إن بلاده لن تفاوض أبداً على صواريخها، بغض النظر عن المفاوضات الجارية. وقال إن "مفتاح البرنامج الصاروخي ليس بيد الحكومة"، في إشارة إلى حكومة الرئيس حسن روحاني. و"هذه القوة الوقائية والاستباقية موجودة في البلاد ولا نفاوض عليها مع أيّ كان. فالتجارب الصاروخية ليست بعهدة الحكومة".

وتحتفل إيران بالذكرى الأربعين لثورتها في العام 1979 في 11 فبراير (شباط) المقبل، وهو عيد وطني بارز في الجمهورية الإسلامية. والأيام السابقة على هذه الذكرى، غالباً ما تكون حافلة بتصريحات عن أسلحة جديدة وإنجازات علمية. وأعلن الجيش الإيراني الخميس عن ناقلة دبابات جديدة، وعن وحدات جوّالة لمراقبة الحدود ووسائل اتصالات، وصفها ضابط إيراني بأنها مُصنّعة من قطع "مئة في المئة محلية". وفي شريط دراماتيكي على التلفزيون الحكومي، أماط الحرس الثوري اللثام عما وُصف بمنشأة سرية تُصنّع صواريخ باليستية دقيقة أرض- أرض،يصل مداها إلى ألف كلم. ويقول جيفري لويس،إن توقّع صدوع إيران وغيرها من الدول بقيود على برامجها الصاروخية يبدو أكثر فأكثر غير واقعي، في وقت تواصل القوى العظمى تطوير تكنولوجياتها الصاروخية. وأضاف "الدول الكبرى تملك مثل هذه القدرات وترى أنها مفيدة. ومن العسير إبلاغ الإيرانيين والبرازيليين والكوريين الجنوبين بالامتناع عن هذه القدرات. ولا حجة مقنعة يمكن الاستناد إليها في القول، لا يسعكم الحصول على هذه التكنولوجيا، بينما نحن يسعنا ذلك. ولا سبيل إلى ذلك غير الإكراه".

© The Independent

المزيد من اقتصاد