Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تعد تقنية الفيديو بريكست كرة القدم وتعزز السلوك الطفولي بعد جدل جديد؟

تم احتساب تسلل على روبرتو فيرمينو بسبب تقدمه على المدافع بالإبط في فوز ليفربول على أستون فيلا

المقر الرئيس لتقنية الفيديو في الدوري الإنجليزي الممتاز  (الموقع الرسمي للدوري)

التحكيم بمساعدة تقنية الفيديو "VAR" هو بريكست كرة القدم، حيث أراده معظم الناس، لكنهم فشلوا في فهم كيف يمكن أن يؤثر على اللعبة أو كيف سيتم تنفيذه، ثم أدركوا أنه غير عملي، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد الآن.

التكنولوجيا لن تحل أبداً مشكلات اللعبة، لكنها غيّرت طبيعة الخلاف حول قرارات التحكيم، حيث يوجد حل لقضايا كرة القدم القديمة، ولكن القليل من الرياضيين يرغبون في الاعتراف بذلك، والجواب الذي ينمو لدى المدربين واللاعبين والجماهير هو أن هذا لن يحدث أبداً، حيث إن الحكام ومساعديهم أبعد ما يكونون عن الكمال وهم أهداف سهلة.

وبعد نوبة أخرى من كوميديا تقنية الفيديو خلال فوز ليفربول 2-1 على أستون فيلا، كرر يورغن كلوب العبارات المجازية القديمة أن القرارات التحكيمية السيئة قد تكلف بعض المدربين وظائفهم، وهو كلام فارغ، حيث إن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى إقالة المدربين، ولا يمكن تصور أن يؤدي خطأ مباشر من الحكم لإقالة مدير فني على الفور، إلا أن كلوب كان يردد كليشيهات تُعادل "هؤلاء الأجانب يأتون إلى هنا ويأخذون جميع وظائفنا".

وطرح التحكيم بقتنية "VAR" أسئلة حقيقية، بين أوجه التشابه مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عجالة، حيث لم ينظر أي شخص إلى تأثير القرار على الحدود الأيرلندية، وما إذا كان سيؤدي ذلك إلى تفكك المملكة المتحدة، وكشفت تقنية الفيديو العيوب في قانون التسلل على وجه الخصوص، ويجب على كلوب وباقي زملائه الاستعلام عن القواعد في هذا المجال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأُلغي هدف روبرتو فيرمينو لأن الحكم المساعد رأى أنه كان في موضع تسلل ولم تنقض تقنية الفيديو قرار الحكم، وهذا منطقي حيث كان من الممكن أن يسير القرار في كلا الاتجاهين.

وبطبيعة الحال، كان تفسير الدوري الإنجليزي الممتاز قادراً على جعل الأمور أسوأ، حيث نشر رسماً يوضح أن إبط فيرمينو كان متقدماً على آخر لاعب مدافع من الفريق المنافس، وكان ذلك هو أكثر ما يمكن تبريره، فهل لهذا احتُسبت تسلل؟

وكان قانون التسلل قد تم إطلاقه للحد من وقوف اللاعبين أمام مرمى المنافسين، واكتسب ميزة من خلال التعمق في نصف ملعب الخصم، ولم يكن القصد منه مطلقاً أن يتطور إلى نظام يتم فيه تجميد صفوف اللاعبين للتحقق مما إذا كان المهاجم يسبق المنافس ببعض ميلليمترات، مما يعني أننا قد فقدنا تماماً أي معنى لما كان من المفترض أن يكون عليه التسلل.

لكن على الأقل يقدم التسلل سيناريو موضوعيا إلى حد ما لـتقنية "VAR" للتعامل معه، وبينما لا توفر هذه التقنية تحديد اللحظة الدقيقة التي تخرج فيها التمريرة وعلاقتها بموقع اللاعب المقصود، إلا أنه مع تقدم التقنية وضمان أن يكون كل قرار تسلل صحيحاً تماماً، لتصبح الأحكام لا يمكن النزاع حولها.

ومن بين تلك الأقوال المبتذلة التي تتكرر دائماً "نريد فقط الاتساق".

فهل يمكن أن نكون جميعاً أمناء؟ الاتساق الوحيد الذي يريده المشجعون واللاعبون والمديرون الفنيون هو اتخاذ القرارات لصالحهم باستمرار، إنه شعور بالاستحقاق وتوهم جنون العظمة، حيث يعتقد كل نادٍ أن الجميع ضده وأنه معقل الأخلاق.

ادعاء السقوط والغوص مثالاً كلاسيكيا على ذلك، حيث ألمح بيب غوارديولا، بلهجة تافهة أن ساديو ماني غواص بعد فوز مانشستر سيتي 2-1 على ساوثامبتون، وللحق يجب أن يكون هناك في اللغة الكتالونية ما يشرح عبارة الحجارة والبيوت الزجاجية، لكن قاعدة سيتي الجماهيرية اتفقت بشغف شديد مع مدربها بينما سارع نظراؤهم في ليفربول لنشر أمثلة على وسائل التواصل الاجتماعي لفريق غوارديولا يفعل ذات الأشياء أمام منافسيه، بينما هى حالات أكثر صعوبة في التقييم عند إعادة تشغيلها بحركة بطيئة للغاية لتحديد ما إذا كانت العقوبة مطلوبة أم لا، إلا أنه في النهاية يظهر أن إذا كان القرار ضدك فهو مؤامرة.

إذا تمكنت تقنية "VAR" من التخلص من لعبة النفاق، فسيكون ذلك أكبر إبداع في تاريخ كرة القدم، لكن كل مؤشر حتى الآن يعزز السلوك الطفولي، وما زالت الأخطاء تحدث.

التلفزيون لم يكن جيداً للحكام، حيث تكشف الصور المتلاحقة للكاميرات من زوايا مختلفة عن عيوبها ونادراً ما تبرز تأثيرها الإيجابي، ومن الصعب إدارة مباريات كرة القدم من مدرجات الدرجة الأولى، فإن سرعة اللعبة مذهلة، ومن السهل تفويت الأحداث والمواقف المهمة، حيث إن الكرة واللاعبين يتجولون في الملعب، واتخاذ قرار صحيح في لحظة أمر صعب، بينما يمكن لأي شخص أن يتخذ القرارات الصحيحة مع الوقت، ويصبح كل شخص لم يضع صافرة في شفاه من قبل محلل تحكيمي ويقدم آراءه بثقة في النفس.

الفوضى التي نراها الآن هي نتيجة طبيعية لمدربي العصر التلفزيوني وهم يتحدثون عن سمعة الحكام ويلومونهم على علل هذه الرياضة، مثلما يسعى المتعصبون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" إلى تقويض الإيمان بمؤسسات الدولة كالبرلمان والخدمة المدنية والمحاكم، وقد اختلطت أسماء الأشهر في كرة القدم البريطانية بسمعة من هم في السلطة على أرض الملعب.

كان السير أليكس فيرغسون وأرسين فينجر غاضبين دائماً من الحكام وارتفع جوزيه مورينيو بالأمور إلى مستوى مختلف عندما ساعد في إجبار أندرس فريسك على الاعتزال منذ 14 عاماً، لذا فلا عجب أن الجمهور فقد الثقة في الحكام، والعنصر الرئيس الآخر هو أن النتاج التحكيمي هو الأسوأ في التاريخ، ويتم قبول هذا بشكل شائع على الرغم من أن الحكام لديهم برامج تدريب أفضل من أي وقت مضى وهم أكثر خبرة وتجربة بشكل كبير من سابقيهم، بينما الذكريات العظيمة للرجال أصحاب الملابس السوداء من الماضي تُرى من خلال التركيز الناعم للذاكرة وليس الوهج القاسي لكاميرات التلفزيون.

إن تقنية الفيديو هي محاولة يائسة ومضللة لاستعادة الإيمان بالتحكيم، لكنها جاءت بنتائج عكسية وأضيفت فقط إلى خانة عدم الثقة، ومن المحتمل حل أزمة بريكست قبل فترة طويلة من تنفيذ "VAR" بشكل يرضي الجميع.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة