Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرشحو الانتخابات الرئاسية الجزائرية في مرمى المتظاهرين

بسبب إصرارهم على دخول المعركة على الرغم من تحفظ جزء من المواطنين عليها وبصفتهم امتداداً لمنظومة الحكم السابقة

ما زال المحتجون في الجزائر يرفضون الانتخابات الرئاسية في ظل حكم نظام عبد العزيز بوتفليقة (أ. ب)

بإفراج السلطة الوطنية للانتخابات عن قائمة أسماء المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية المقبلة، تكون هتافات الحراك قد مالت في اتجاه الشخصيات الخمس لاعتبارين اثنين، إصرارها على دخول الانتخابات على الرغم من تحفظ جزء من الجزائريين عليها، وبصفتهم على نطاق واسع امتداداً لمنظومة الحكم السابقة.

وزكت سلطة الانتخابات أسماء كل من الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، وزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، ورئيس "جبهة المستقبل" عبد العزيز بلعيد.

ولم ترض نتائج السلطة الوطنية للانتخابات، خمسة راغبين في الترشح للانتخابات على الأقل، ما دفعهم إلى التقدم بطعون أمام المجلس الدستوري قبل انتهاء المواعيد القانونية منتصف ليل الاثنين، وهم فارس مسدور ومراد عروج وخرشي النوي وبلقاسم ساحلي وعبد الحكيم حمادي.

"ملامح في مسيرة الطلبة"

خرج طلبة جزائريون في مسيرتهم الـ37 الثلثاء في وسط العاصمة، مع انطلاق اعتصامهم من ساحة الشهداء قبل أن يسيروا في اتجاه مبنى البرلمان الذي كان يفتتح جلسة علنية لمناقشة قانون المحروقات الذي أثار غضب الحراك في وقت سابق، وبقدر ما تجددت هتافات مناهضة للانتخابات المقبلة ولاستمرار "رموز النظام" دخلت شعارات جديدة تنتقد المرشحين الخمسة.

ومن شأن هذا المستجد أن يحدث حالة استقطاب في مرحلة الحملة الانتخابية الرسمية بداية من 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أي يضطر المرشحون إلى الإلتزام بجدول تجمعات شعبية عبر عدد كبير من المحافظات وعقد تجمعات شعبية مباشرة أمام جمهور غير معروف أو مهيأ مسبقاً.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، عبد الرزاق صاغور، أن "الجزائر مقبلة على استقطاب ثنائي واضح بغض النظر عن العامل العددي، سيكون المرشحون في قلب استقطاب بين أنصار هذا الموعد الدستوري وخصومه".

ويرى الأستاذ الجامعي رضوان بوهيدل، أن سيناريو آخر قد يكون سيداً في الحملة الانتخابية لأن "الأمر قد يختلف في كثير من المحافظات الداخلية، بما أن معظم المرشحين يملكون قاعدة حزبية مهيكلة أو أنصاراً في كبرى الجمعيات، بالتالي فإن تنقلهم عبر المحافظات سيمر سلساً وسيمكن على الأرجح من إبراز حجم أنصار الرئاسيات على حقيقته".

"معاناة مرشحين"

سبق وتعرض المرشح علي بن فليس، رئيس حزب "طلائع الحريات"، لموقف "حرج" أمام أحد شوارع العاصمة حين "طرده" مواطنون، واتهم الفريق المحيط ببن فليس "دوائر بافتعال الحادثة لضرب صدقية الرجل وصورته" من دون أن يحدد هذه الدوائر وانتماءها.

ويغذي تولي المرشحين الخمسة مناصب رسمية في فترات سابقة، شعوراً بالرفض تجاههم بين عدد من الجزائريين، لذلك يحمل كل منهم من دون استثناء خطاباً أو قصة "خصومة ما مع النظام السابق"، أو مع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفوق اعتبارها عفوية أو مفتعلة، فإن ذلك المشهد بات يوحي بمواجهة مباشرة بين الحراك وهؤلاء الخمسة، إذ يشير الكاتب الإعلامي سعيد مقدم لـ"اندبندت عربية" إلى أنه "من خلال متابعتي المشهد، أعتقد أن المرشحين الخمسة في وضع لا يحسدون عليه، كونهم يدخلون حملة انتخابية من دون مال فاسد للمرة الأولى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يواجهون مواطناً أصبح لا يؤمن سوى بشعارات تبناها الحراك منذ جولته الأولى في 22 فبراير (شباط) الماضي".

تابع مقدم "عندما نقف على حجم الاحتقان الذي يميز الجبهة الاجتماعية على المستويات والقطاعات كلها، ندرك أن الحملة الانتخابية ستكون نظرياً فقط، أما على مستوى الميدان فالمواطن الجزائري، لم يعد يؤمن سوى بحملة الحراك، ولكن ليس معنى ذلك أننا نمضي نحو إلغاء أو تجميد الانتخابات، بالتالي تمديد عمر الوضع الراهن، ذلك أن كل الدلائل تشير إلى أن الانتخابات ستجرى في موعدها، ومهما كانت نسبة المشاركة، ستسفر عن رئيس جديد، يبدأ مرحلة صعبة للغاية".

"غالبية من أنصار الانتخابات"

يقول رؤوف معمري مسؤول الإعلام في "جبهة المستقبل" التي يرأسها المرشح عبد العزيز بلعيد لـ"اندبندت عربية"، إن "هدف بلعيد هو إقناع هذه الفئة بالذهاب إلى صناديق الاقتراع لأن لا سبيل للخروج من هذه الأزمة إلا بالانتخابات".

ورداً على سؤال إذا ما كانت جولات بلعيد في المحافظات قد مكنه من تقدير حجم الموافقين على الرئاسيات مقارنة بالمتحفظين عليها، قال معمري "نعم، لقد قمنا بكثير من التجمعات الشعبية في كثير من الولايات ولمسنا أن الغالبية تقف في صف الانتخابات لأسباب عدة، أن كثيرين بدأوا يشعرون بالخطر سياسياً واقتصادياً أمام واقع صعب تمر به المؤسسات الاقتصادية، العمومية والخاصة، لا سيما عمليات تسريح العمال أو التأخير في رواتبهم".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي