Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتقال زعيم ميليشيا عراقية... انتقاد النفوذ الإيراني ممنوع!

أوس الخفاجي مؤسّس فصيل أبو الفضل العباس توقع أن "يقف الشعب العراقي مع القوات الأميركية بسبب الفساد الحكومي والسياسي"

الخفاجي لمّح إلى أن أطرافاً مرتبطة بالحشد الشعبي تورطت في تصفية الأديب علاء مشذوب في كربلاء (تويتر: مديرية الإعلام - هيئة الحشد الشعبي)

أثار اعتقال قوات الحشد الشعبي في بغداد زعيم ميليشيا عراقية جدلاً واسعاً، فيما رأى مدوّنون في وسائل التواصل الاجتماعي أن العملية نفذت "بسبب تصريحات مسيئة إلى إيران".

وفي وقت متأخر من يوم الخميس، قامت قوة من الحشد الشعبي، باعتقال أوس الخفاجي، زعيم ميليشيا أبو الفضل العباس، بعدما دهمت مقره وسط بغداد وأغلقته.

واشتهرت ميليشيا أبو الفضل العباس بقتالها في سوريا، إلى جانب النظام السوري، طيلة سنوات، خلال الأعوام القليلة الماضية، فيما قال متابعون إن الأسباب تعود إلى هيمنة النفوذ الإيراني على الجماعات العراقية المسلحة، التي تقاتل في سوريا.

وقال بيان إن "قوة من أمن الحشد الشعبي"، قامت مساء الخميس، بـ "إغلاق أربعة مقرات وهمية تنتحل صفة الحشد الشعبي في منطقة الكرادة" وسط العاصمة بغداد.

أضاف البيان أن "من بين هذه المقرات (...) مقر تابع لما يسمى (لواء أبو الفضل العباس) ويديره الشيخ أوس الخفاجي ويقع وسط المنطقة السكنية في الكرادة"، موضحاً أن "القوة الأمنية حاولت إغلاق المقر غير القانوني لكن الموجودين هناك امتنعوا عن ذلك، فتمّ اتخاذ الإجراءات الانضباطية بحقهم".

ولاحقاً، سرّبت وسائل إعلام تابعة للحشد الشعبي، ما قالت إنه "أمر قضائي" باعتقال الخفاجي، من دون تحديد ما إذا كان هذا "الأمر" صادراً عن القضاء العراقي أم عن سلطة قضائية خاصة بالحشد الشعبي.

وكان الخفاجي أثار لغطاً واسعاً بعد تلميحه إلى أن أطرافاً مرتبطة بالحشد الشعبي، تورّطت في تصفية الأديب العراقي علاء مشذوب في مدينة كربلاء، وعرف بتوجيه انتقادات حادة إلى النفوذ الإيراني في العراق.

وقال الخفاجي في حديث تلفزيوني إن "ابن عمي (الأديب) علاء مشذوب، كتب مقالاً ضد إيران، فجاء بعضهم وقتله حباً بإيران"، داعياً إلى الاعتراض على النفوذ الإيراني في العراق، على غرار الاعتراض على الوجود الأميركي.

وقتل مشذوب في ظروف غامضة مطلع الشهر، إذ أطلق عليه مجهولون 13 رصاصة، عندما كان متوجهاً إلى منزله في مدينة كربلاء، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى متطرفين موالين لإيران.

وخلال ظهوره التلفزيوني توقّع أوس الخفاجي أن "يقف الشعب العراقي مع القوات الأميركية، بسبب الفساد الحكومي والسياسي في البلد".

وشغلت عملية اعتقال الخفاجي المدوّنين العراقيين في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أحدهم، إن "الخفاجي لن يجد نصيراً في أي طرف، فهو من جهة زعيم ميليشيا لا يحبه العراقيون، ومن جهة أخرى هو خصم لإيران، لن يجرؤ أحد في الحكومة على مساعدته".

وسأل آخر، "إذا كان الخفاجي، وهو زعيم ميليشيا قوية، يتعرّض لمثل هذا الوضع، فكيف بالمعلقين المستقلين؟".

لكن آخرين وجدوا في اعتقاله بسبب تصريح صحافي، مؤشراً خطراً، إلى مستوى النفوذ الإيراني في العراق، فيما اعتبر صحافيون أن هذه الحادثة "رسالة واضحة، إلى كل من يجرؤ على توجيه انتقادات علنية إلى إيران وحلفائها في العراق".

وطالبت قبيلة خفاجة، التي ينتمي إليها أوس الخفاجي، بإطلاق سراحه، مندّدة باعتقاله من قبل جهة "غادرة وجبانة".

وقالت مصادر في هيئة الحشد الشعبي، إن "لواء أبو الفضل العباس، الذي يقوده الخفاجي، لم يسجّل في أي مؤسسة رسمية، وهو ليس جزءاً من الحشد الشعبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضافت، أن "الهيئة حذّرت الخفاجي مراراً من الظهور بصفة قيادي في الحشد الشعبي، عبر وسائل الإعلام، لكنه تجاهل هذه التحذيرات، وحافظ على ظهور إعلامي ثابت، حرص على أن يرتدي خلاله الزيّ العسكري".

وتشكّلت هيئة الحشد الشعبي، إثر فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني، بالتطوّع لقتال تنظيم داعش، عندما اجتاح مناطق واسعة من العراق صيف العام 2014. ولاحقاً، أثمرت جهود قادها زعماء فصائل عراقية مسلحة، قريبة من إيران، عن تشريع قانون برلماني، ينظّم عمل الحشد الشعبي.

ويقول زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وهي جزء من قوات الحشد الشعبي، إن "أطرافاً تستخدم بعض الخروق التي يرتكبها أفرادٌ في الحشد، لتشويه سمعة مؤسسة كاملة"، في إشارة إلى تورط عناصر في الحشد، في عمليات انتهاك في بغداد ومحافظات جنوبية.

لكن خصوم الحشد الشعبي، يقولون إنه تحوّل إلى "دولة داخل الدولة"، فيما يُتّهم بعض عناصره، باستخدام نفوذهم وسلاحهم لفرض أتاوات على دوائر حكومية.

المزيد من الشرق الأوسط