في أحدث مسح أجرتُه "رويترز" ظهر أن أسعار النفط من المرجَّح أن تواجه ضغطاً في العامَين الحالي والمقبل، إذ مِنْ المتوقَّع أن يطغى تأثير تراجع الطلب الناجم عن تباطؤ النمو العالمي وزيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي على الدعم من تخفيضات الإنتاج التي تطبقها منظمة البلدان المصدرة البترول (أوبك) ومخاطر الإمداد في الشرق الأوسط.
وكشف استطلاعٌ لآراء 51 من خبراء الاقتصاد والمحللين أنه من المتوقَّع أن يسجِّل خام برنت 64.16 دولار للبرميل خلال العام الحالي و62.38 دولار في العام المقبل، مقارنةً مع 65.19 دولار للبرميل في 2019 و64.23 دولار للبرميل في 2020 في توقعات الشهر السابق، وبلوغ متوسط سعر النفط حتى الآن هذا العام 64.23 دولار للبرميل.
وتراجعت توقعات 2019 لخام غرب تكساس الوسيط على نحو طفيف إلى 57.18 دولار للبرميل مقارنةً مع 57.96 دولار للبرميل في توقعات الشهر السابق، بينما سجَّلت توقعات 2020 لخام غرب تكساس الوسيط 56.98 دولار للبرميل، مقابل 58.02 دولار للبرميل في سبتمبر (أيلول). وبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط في العام الحالي 56.78 دولار للبرميل.
مخاوف على الإمداد والطلب
من جانبه قال سايروس دي لا روبيا كبير خبراء الاقتصاد في بنك هامبورغ التجاري، "يستمرُّ الصراعُ بين مخاوف الإمداد ومخاوف الطلب في الوقت الراهن، تغلُب المخاوف على صعيد الطلب على المشهد رغم الهجمات على منشآت نفط سعوديَّة والهجمات على ناقلات نفط".
وسجَّل برنت أعلى ارتفاع يومي له في ثلاثين عاماً في الـ16 من سبتمبر (أيلول) بعد الهجوم الإرهابي على منشأتي نفط سعوديتين، لكنه تراجع منذ ذلك الحين بأكثر من 15 بالمئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف روبيا، "زادت علاوة المخاطر على الأسعار، لكن الخوف المتنامي من احتمال تباطؤ الاقتصاد العالمي على نحو أكبر عن المتوقع من قبل طغى على ذلك بشكل ما".
وحذَّر صندوق النقد الدولي من أن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة قد يؤدي إلى "تراجع النمو العالمي في العام الحالي إلى أبطأ وتيرة منذ الأزمة الماليَّة في 2008".
في الوقت نفسه ذكرت وكالة الطاقة الدوليَّة أن زيادة الإمداد من الولايات المتحدة والبرازيل والنرويج قد "تخفض الطلب على خام أوبك إلى 29 مليون برميل يومياً في 2020".
تخفيضات أوبك حتى مارس 2020
ومنذ يناير (كانون الثاني) تخفِّض أوبك وحلفاءها الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، واتفقوا على القيام بذلك حتى مارس (آذار) 2020.
وقال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى (أواندا)، "سيواصل الخام الصخري الأميركي النمو في أعلى خانة الآحاد في العام المقبل، ويتعين أن ننظر إلى الإنتاج بالولايات المتحدة على أنه السبب الرئيس الذي سيكبح مكاسب النفط عند حدوث أي انتعاشٍ كبيرٍ للنمو العالمي".
المخزونات الأميركيَّة في مستوى قياسي
ومِنْ المتوقَّع أن يسجِّل الإنتاج الأميركي مستوى قياسياً عند 12.26 مليون برميل يومياً في 2019.
وعلى الجانب الآخر، قال بعض المحللين إن الطلب على الخام قد يلقى دعماً خلال الشهور القليلة المقبلة مع تحوّل بعض شركات الشحن إلى مصادر وقود للسفن أقل تلويثاً للبيئة بموجب قواعد المنظمة البحريَّة الدوليَّة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركيَّة، أمس الأربعاء، إن مخزونات الخام الأميركيَّة زادت 5.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة مع توقعات محللين بزيادتها 494 ألف برميل.
روسيا تخفِّض الإنتاج مع اتفاق (أوبك +)
على صعيد متصل ذكرت وكالة إنترفاكس الروسيَّة للأنباء اليوم الخميس، نقلاً عن مصدر أن روسيا خفَّضت إنتاجها النفطي إلى 11.23 مليون برميل يومياً منذ بدايّة أكتوبر (تشرين الأول)، ما يمثل التزاماً نسبته 73 بالمئة بالاتفاق المبرم بين أوبك والمنتجين من خارجها بشأن الإمدادات. وبلغ إنتاج روسيا النفطي 11.25 مليون برميل يومياً في سبتمبر (أيلول).