سالفيني وشركاؤه المتطرفون يهزمون  اليسار الايطالي في عقر داره  

أحكم اليمين المتطرف في إيطاليا قبضته السياسية على منطقة كانت معقلاً لليسار  لنصف قرن من الزمن.

فقد  تمكن تحالف لحزبي "رابطة الشمال" بقيادة ماتيو سالفيني، و "فورزا إيطاليا" بزعامة سيلفيو بيرلسكوني، مع حزب ما بعد الفاشية "إخوان إيطاليا" من الفوز منصب حاكم أومبريا وذلك بنسبة 57 % من الأصوات.

وكانت مرشحة الأحزاب اليمينية المتطرفة  المشتركة دوناتيلا تيسي، في موقع متقدم بفارق جيد عن أقرب منافس لها هو فينتشينزو بيانكوني، الذي دعمه يسار الوسط في البلاد وحركة "خمس نجوم" الشعبوية.

وتتماشى نتائج الانتخابات المحلية مع استطلاعات الرأي التي تبين أن وضع "رابطة الشمال" وحلفائها جيد في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أنهم طردوا من الحكومة في شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقال سالفيني، وزير الداخلية السابق في مقابلة أجرها معه  "راديو 24 " الإيطالي إن "النتائج التي شهدناها في أومبريا، نراها حالياً في جميع أنحاء البلاد.. هذه ليست حكومة تمثل الشعب الإيطالي". وكرر مطالبته بإجراء انتخابات وطنية جديدة، قائلاً إنه لا يعتقد أن الوضع الحالي "يمكن أن يستمر لفترة أطول".

وكان الزعيم اليميني المتطرف قد أعلن انهيار حكومته الائتلافية مع حركة "خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات في أغسطس على أمل أن يؤدي ذلك إلى إجراء  انتخابات برلمانية جديدة والاستفادة من تقدم  حزبه في استطلاعات الرأي.

لكن مناورته تلك تمخضت عن نتائج عكسية بعدما وحد شركاؤه السابقون في الائتلاف صفوفهم مع يسار الوسط وشكلوا حكومة جديدة دون الحاجة إلى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع.

يشار إلى أن أومبريا هي جزء مما يسمى "الحزام الأحمر" الذي يمر عبر وسط إيطاليا، حيث كان الشيوعيون والأحزاب التي خلفتهم يتمتعون بدعم شعبي منذ فترة طويلة بعد الحرب العالمية الثانية.

وستشهد منطقة إميليا رومانيا، أكبر منطقة في الحزام، انتخابات محلية في 26 يناير (كانون الثاني) المقبل، وتأمل "رابطة الشمال"  أن تكرر  نجاحها هناك.