Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مستقبل الاستثمار"... صناع القرار الاقتصادي والسياسي يبحثون مصير الثروات في عالم مضطرب

حضور مكثف للمنتدى من رؤساء دول ووزراء ومسؤولين بعد فشل محاولات إجهاضه سياسياً في الدورة السابقة

بحث رؤساء ومسؤولون سياسيون واقتصاديون في المنطقة العربية والعالم، مصير الثروات بعد عقد من الآن، في ظل التغيرات المتنامية التي تشهدها اقتصادات الدول الصناعية الكبرى، والأسواق العالمية.

وأعلن المتحدثون الرئيسيون في جلسات اليوم الأول من "مبادرة مستقبل الاستثمار"، التي ينظمها صندوق الاستثمارات السعودي على مدى 3 أيام، تفاؤلهم المشوب بالحذر لصعود أنماط اقتصاد وقوى جديدة، مثل الهند التي أكد أحد كبار التنفيذيين فيها أنها ماضية بعزم لتصبح ثالث أكبر الاقتصادات الكبرى في المعمورة.

واعتبر محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر الرميان "القرارات الداعمة وصناعتها من أهم محفزات الاستثمار وضخ الأموال"، وتساءل عما إذا كنا قادرين على استغلال التغييرات بما يحسن القطاع الاستثماري، وخصوصاً "مجالات الحياة الرئيسة كالصحة والطاقة المتجددة والتقنية".

تحدي الصراعات الاجتماعية

في حين نظر المؤسس والرئيس المشارك ومدير الاستثمار المشارك في شركة بريدج ووتر أسوشيتس بالولايات المتحدة الأميركية، راي داليو، إلى خطر التغيرات الاجتماعية وأثرها في الاقتصاد بالقول "سنواجه خلال السنوات المقبلة تحديات في الصراعات الاجتماعية والفكرية، وصعوبة في الوصول إلى الفرص، بالإضافة إلى الفروق الشاسعة في الثروات. كل هذه التحديات، ستلمسها تغييرات العالم الجديد".

بينما تناول مواطنه الرئيس ومدير العمليات في مجموعة غولدمان ساكس، جون والدرون "تباين القوى والثروات بين الشعوب وتغير موازين الموارد، ولكن لطالما كان الطاقات الشابة هي أساس ازدهار الأمم! فنحن نرى حماساً وشغفا يؤججان الإبداع في سبيل تصميم مستقبل لعالم متواصل وفعّال".

أما رئيس مجلس الغدارة والعضو المنتدب في شركة ريليانس إندستريز المحدودة، الهندي موكيش أمباني، فقلل من التهديد الذي اعتاد المسؤولون أن يطرحوه إزاء خطر التقنية على الوظائف والعنصر البشري، مؤكداً أن "التقنية تزيد من الكفاءة وفرص العمل، وأعتقد أنها لا تشكل خطرا على الوظائف، وبالنسبة إلينا، فالتحدي هو تحسين قدرات الشباب، وفهم القوة التي قادت الهند للوصول إلى موقعها الاقتصادي الحالي".

ومثلما هو متوقع انحاز الرئيس التنفيذي في الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، كيريل ديميترييف، لدور الصناديق السيادية في خلق التوازن وتعزيز الثقة بين الدول، مضيفاً "نحن ندرك قوة صناديق الثروة السيادية وأثرها على الأعمال، كما أن الشراكات على مستوى الصناديق في العالم تخلق فرصاً عظيمة، وتلعب دوراً مهماً في بناء الثقة بين الدول، وتبعث على الاستقرار الاقتصادي".

توقيع اتفاقات وصفقات عدة

كان هذا نموذجاً من نقاشات وسجالات عدة لم تنقطع أبداً في قاعات وردهات المنتدى، الذي شهد حشوداً هائلة، استدعت انتظار العشرات خارج القاعة الرئيسة التي لم تتسع لكل الراغبين في الحضور المباشر لرؤى أهم رجالات الفكر الاقتصادي والسياسي من عدد من دول العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يأتي ذلك في وقت أُعلن فيه وصول عدد من زعماء العالم الرياض للمشاركة في المنتدى الذي تشارك فيه 30 دولة، إذ حضر جلسات المؤتمر رئيس الاتحاد السويسري الذي حيّا السعودية على رؤيتها 2030، وأبدى سعادته بالحوار الذي شهده بين حلقات المؤتمر.

لكن الحوار لم يكن وحده ما جاء السياسيون ورجال المال والأعمال لسماعه، إذ شهدت القاعات الخاصة للمؤتمر توقيع اتفاقات وصفقات عدة، وتدور الأخبار همساً عن البعض الآخر الذي ينتظر الحسم في اليومين المقبلين، إذ أعلنت الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، إتمام توقيع صفقات بقيمة 15 مليار دولار، كما وقعت شركة أرامكو السعودية قبل اختتام اليوم الأول اتفاقيتين مع شركة "إيه.بي.كيو" وشركة "داسو سيستيمز" بقيمة إجمالية بلغت 800 مليون دولار، وتهدف إلى التعاون في مجالات متنوعة، بما في ذلك تحليل البيانات وإدارة المشاريع والمدن الذكية، بالإضافة إلى توقيع 7 مذكرات تفاهم مع شركات من فرنسا والنرويج ونيوزلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة.

رؤساء عرب وأفارقة يتحدثون

وشهد المؤتمر الثلاثاء عددا من جلسات النقاش المفتوحة مع قادة العالم وصناع السياسات، إذ ناقش رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي "مستقبل الأعمال في الهند"، مع راي داليو، المؤسس والرئيس المشارك ومدير الاستثمار المشارك في شركة بريدج ووتر أسوشيتس، بينما قالت الجهة المنظمة إن غدا الأربعاء سيشهد نقاشاً مع رئيس البرازيل جايير بولسونارو، حول الكيفية التي يمكن بها للتوجهات الاستثمارية الجديدة أن تعيد البرازيل إلى المشهد الاقتصادي العالمي بقوة.

كما يشهد ثاني أيام المؤتمر جلسة عامة تجمع بين الرئيس النيجيري محمدو بخاري، ونظيره النيجري الرئيس محمدو إيسوفو، ورئيس كينيا أوهورو كينياتا، ورئيس جمهورية الكونغو، دينيه ساسو نغيسو، لمناقشة "مستقبل الأعمال في أفريقيا".

هذا ويشمل البرنامج مشاركة 300 متحدث من صناع السياسات ومستثمرين وخبراء من أكثر من 30 دولة، مما يعكس التوجه العالمي للمؤتمر، إذ تبلغ نسبة ممثلي قارة أميركا الشمالية 39%، بينما يأتي 20% من حضور المؤتمر من أوروبا، وتحوز آسيا نسبة 19% من المتحدثين، بينما كانت نسبتهم من دول منطقة الشرق الأوسط قرابة 15%. بينما أكد أكثر من 6000 شخص حضورهم مبادرة مستقبل الاستثمار.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة مستقبل الاستثمار أطلقت بهدف تشجيع الحوار وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية حول أبرز ما يواجه العالم من تحديات اليوم، ومنها قضايا الاستدامة، والتكنولوجيا، ومستقبل المجتمعات. وتلتزم مبادرة مستقبل الاستثمار بتوفير منصة شاملة تشجع التواصل الحر والإبداعي بين رواد الأعمال وصناع السياسات والمستثمرين والمبتكرين وقادة العالم.

المنتدى سينعكس على حجم الاستثمارات الأجنبية

وعن الفرص الاستثمارية التي يقدمها المنتدى، قال  الرئيس التنفيذي  السابق  للهيئة العامة للاستثمارات المصرية، محسن عادل، لـ"اندبندنت عربية"، إن "السعودية قامت بإصلاحات اقتصادية ضخمة خلال الفترة الماضية، وهذا سيؤثر على مناخ الاستثمار إيجابا في البلاد خصوصاً، وفي المنطقة العربية بشكل عام".

وأضاف "تحسين سوق بحجم السوق السعودية التي تعد ثاني أكبر الأسواق العربية بعد السوق المصرية وإيجاد تسهيلات بحجم الاستثمارات سينعكس بشكل جيد، كما سيسهم في مساحة الحرية التجارية في المنطقة والتبادل التجاري العربي- العربي، وكذلك العربي- الدولي خلال الفترة الحالية".

وفيما يتعلق بالملفات المطروحة في منتدى الاستثمار، أكد محسن عادل أنها في غاية الأهمية، قائلاً "جزء أساسي منها متعلق بتحسين معيشة المواطن ومكافحة الفقر، إضافة إلى عمليات الرقمنة والأتممة والتحول الرقمي التي تتطلبها المرحلة الحالية"، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة تحسنا كبيرا في عمليات الرقمنة خصوصاً في مجالات الاقتصاد والأعمال الحكومية، مما سيسهم في تحسين ترتيب المنطقة في مؤشرات التنافسية وزيادة في مساحة الاستثمارات الأجنبية.

وتقول المبادرة إنها في عامها الثالث تسعى إلى بناء شبكة فعّالة تضم أهم الأطراف المؤثرة في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستعمل على رسم مشهد الاستثمار الدولي وتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود القليلة المقبلة.

وخلال جلسة مسائية حملت عنوان "ما هو مستقبل الأعمال في الهند؟"، تحدث دولة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي عن الاستراتيجيات المطلوبة لتحويل تحديات الديمغرافيا والبيئة وسلاسل الإمداد، إلى فرص تحقق النمو الشامل والرخاء للجميع. ونوه رئيس الوزراء الهندي إلى حقيقة أن الهند أصبحت، وللعام الثالث على التوالي، من بين أكثر الدول تحقيقاً للتحسن في مناخ الأعمال، وفق تقرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال.
 
وعن العلاقات بين السعودية و الهند، قال مودي: "يجمع بيننا شعور بالانتماء الوطني المتبادل"، وأعرب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على الدعوة التي تلقاها للحضور إلى المملكة والمشاركة في فعاليات المبادرة.
 
وشهد حضور المبادرة في يومها الأول كلمة خاصة ألقاها الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، قال فيها أنه "هنا في المملكة العربية السعودية، ستجدون جيلاً من الشباب المتحمس للعمل والقيام بدوره، تحفزه قيادة تتحدث لغته".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد