Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سر انتشار حلقات مطاطية في جزيرة بجنوب غربي انجلترا؟

تستطيع النوارس العيش ربع قرن وصار غذاؤها النفايات المرمية في المحيطات

طيور بيضاء جميلة منازلها المسطحات المائية وغذاؤها... النفايات؟ (مارين بيردز.نت)  

أُصيب الخبراء بالذهول عندما تحوّلت اختفت أرض جزيرة غير مأهولة تحت آلاف العصابات المطاطية البنيّة والصفراء والخضراء.

ونظراً إلى أنّ جزيرة موليون، التابعة لمقاطعة كورنويل الواقعة في جنوب غربي انجلترا، نائية جداً فإن زيارتها تتطلب الحصول على إذن.

ولكن، حلّ خبراء الطيور اللغز واستنتجوا بأنّ الحلقات المطاطية تأتي من حقول ومزارع  كورنوال حيث تُستخدم لربط باقات الأزهار المقطوفة. ويبدو أن الطيور البحرية  التقطتها عن طريق الخطأ ظناً منها بأنّها ديدان.

ويُعتقد بأنّ النورس الأسود الظهر الكبير والنورس الفضي اللون يخلطان بين الأربطة والطعام الذي يبحثان عنه في البرّ، فيلتقطان العصابات المطاطية التي سرعان ما يتخلصان منها حين يعرفان أنها عديمة الفائدة ويرميانها على الجزيرة النائية حيث يعشّش الطيور. وقد عُثر على هذه الحلقات المطاطية في بقايا طعام تقيأتها الطيور.

في السياق نفسه، وُجدت أيضاً حزم صغيرة من شباك صيدٍ خضراء اللون وخيوط مجدولة  كانت في البحر، في بقايا طعام لفظتها النوارس التي تناولتها ظناً منها أنها كانت وجبة لذيذة ثم لم تلبث أن تقيّأتها حين لم تستطع هضمها. وعُثر على نورس نافق بعد أن علق في صنّارة صيد سمك طولها 10 سنتيمتراً.

كذلك أورد مارك غرانثام ، وهو ناشط من "مجموعة Group West Cornwall Ringing المعنية بحماية الطيور في المقاطعة والذي اكتشف العصابات المطاطية‘  "رصدنا وجودها أولاً خلال زيارة استطلاعية أثناء موسم التكاثر وذهلنا لوجودها بكثرة وتساءلنا كيف وصلت إلى هناك. وبهدف تجنب إزعاج الطيور وهي تبني أعشاشها، ذهبنا في رحلة خاصة في فصل الخريف لتنظيف النفايات. وفي غضون ساعة جمعنا آلاف العصابات المطاطية وبقايا العشرات من شباك الصيد.. كان موسم تكاثر النورس مخيباً للآمال عام 2019 وهذه الضغوط البشرية غير الواضحة للعيان لا تساعد طيورنا البحرية على الحياة."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجدر الإشارة إلى أنّ جزيرة موليون هي عبارة عن موقع صخري صغير قبالة شبه جزيرة ليزارد، ترعاه عليها "مؤسسة التراث القومي" National Trust وهي تؤمّن ملاذاً لطيور البحر المعشعشة بما فيها النورس والغاق والغاقة الأوروبية.

وفي هذا الإطار، تراجعت أعداد النوارس الكبيرة السوداء الظهر بحوالي الثلث خلال السنوات الأخيرة في حين أنّ النورس الفضي اللون، وهو الصنف المعروف باختطاف الطعام من السيّاح، قد أدرج على القائمة الحمراء للمملكة المتحدة والتي تضمّ الطيور التي المهددة بالانقراض.

وقالت "مؤسسة التراث القومي" إنّه من المحزن أن تسقط الطيور البحرية ضحية النشاط البشري، ودعت الشركات إلى النظر في كيفية التخلّص من البلاستيك والمطاط والمواد الأخرى التي قد تلحق الضرر بالحياة البحرية.

وقال مارك أفيري، وهو عالم طيور ومدير سابق لـ "الجمعيَّة الملكيَّة للحفاظ على الطيور"  لصحيفة "اندبندنت" إنّ ذلك يشكّل مثالاً آخر على أن لتلويث البشر للمحيطات تداعيات على الطيور والثدييات في السلسلة الغذائية. وأضاف "سيؤدّي ابتلاع الحلقات المطاطية إلى تضاؤل المساحة في معدة الطير لاستقبال الطعام والغذاء المناسبين.. نعلم أنّ أجزاء من البلاستيك تبقى عالقة في أمعاء الطيور وهي تنقسم شيئاً فشيئاً. لن تكون الحلقات المطاطية جيدة بالنسبة إلى هذه الطيور، لابل قد تكون سيئة للغاية.. يمكن للنورس أن يعيش 25 عاماً ،أي ما يزيد على عقدين من الزمن، على النفايات التي نرميها في المحيطات".

© The Independent

المزيد من علوم