تنطلق في السعودية غداً (الثلاثاء) الدورة الثالثة من مبادرة "مستقبل الاستثمار" التي يروّج فيها صندوق الاستثمارات السعودي للفرص الواعدة في البلاد، ويعقد الصفقات الجديدة على هامش التجمع الذي تقرر حتى الآن أن تحضره 49 شركة عالمية مهتمة بفرص المنتدى، إلى جانب سياسيين تردد أن بينهم صهر الرئيس الأميركي غارد كوشنر ورئيسي وزراء الهند وباكستان، فضلاً عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تنظم بلاده التظاهرة.
وأعلن الصندوق الذي يعد واحداً من أكبر الصناديق السيادية في العالم، أن المؤتمر الذي سيقام في الرياض خلال 29 – 31 من هذا الشهر، سيشهد قرابة 300 متحدث من الشخصيات العالمية المرموقة، من صناع القرار ومستثمرين وخبراء يمثلون أكثر من 30 دولة.
تمثيل أميركي كبير
وتعكس خلفيات الحضور وفق الجهة المنظمة السمة العالمية للمؤتمر، إذ تبلغ نسبة ممثلي قارة أميركا الشمالية 39%، بينما يأتي 20% من حضور المؤتمر من أوروبا، وتحوز آسيا على نسبة 19% من المتحدثين، فيما تشكل نسبة دول منطقة الشرق الأوسط قرابة 15%. فيما قام أكثر من 6 آلاف شخص بالتسجيل للمشاركة في المؤتمر.
واعتاد سياسيون وشخصيات نافذة في الشرق الأوسط والغرب على حضور المؤتمر في دورتيه السابقتين، حتى مع استجابة بعض الشخصيات العام الماضي للضغوط الاعلامية، وتخلفوا عن حضور المؤتمر على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، لكن مصادر مطلعة ذكرت لـ"اندبندنت عربية" أن عدداً ممن لم يحضروا الدورة السابقة هم من بين الباحثين عن الفرص الاستثمارية في هذه الدورة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اهتمام بالذكاء الاصطناعي والمعرفة
ويقول الصندوق إن مجموعة شركائه في مبادرة مستقبل الاستثمار 2019 انقسمت إلى ثلاث فئات، هي:
• 16 شريكاً استراتيجياً، سيسهمون في رسم إطار الحدث بشكل عام، منهم: شركة داو كيميكال، وإتش إس بي سي، وسامسونج، ومجموعة اللولو العالمية، وشركة ريلاينس للصناعات المحدودة، وموانئ دبي العالمية، وبنك الرياض، وسابك، والخطوط الجوية العربية السعودية، وشركة البحر الأحمر للتطوير، ومعادن.
• 12 شريكاً للمعرفة من ضمن الشركات العالمية الرائدة في مجال الخدمات الاستشارية تم التعاون معهم لتنظيم وإدارة 12 جلسة حوارية تتعلق بقطاعات المبادرة بهدف استكشاف الأعمال التجارية الناشئة والاتجاهات الاستثمارية، بالإضافة إلى تحديد فرص النمو في المراحل المبكرة، وتضم هذه القائمة ديلويت، وإي واي، وكيه بي إم جي، وباليديوم، وبي دبليو سي و Strategy&، سيا بارتنرز، وشركة World Ocean Council.
• 21 شريكاً تكنولوجياً عالمياً، ممن سيتناولون موضوعات عن أحدث وأبرز التقنيات في عالم التكنولوجيا، كما سيعرضون أحدث الابتكارات من مختلف الميادين امتداداً من الذكاء الاصطناعي وتقنية الواقع المعزز ووصولاً إلى عالم الروبوتات والاتصال وغيرها. وتتضمن هذه القائمة: جرافيتي إكستريم إي، وجرين إمباكت، وهايف، وهواوي، وماركبل Markable،Ping An Good Doctor، وبيور هارفست، وريفا إنرجي سوليوشنز، وسينس تايم، وشركة فيرجن هايبرلوب ون.
ومع أن الهدف الاستراتيجي للمؤتمر هو "تشجيع الحوار وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية حول بعض الموضوعات التي تواجه العالم اليوم - بما في ذلك الاستدامة والتكنولوجيا ومستقبل المجتمعات" كما يقول المنظمون، إلا أن الصندوق والقنوات الاستثمارية في السعودية، بدأت تنشط في جهود حثيثة لتنويع مصادر الدخل في البلاد، في عصر ما بعد الاعتماد على النفط، وتحاول توظيف المنتدى وثقلها الاقتصادي في جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
صناع القرار السياسي حاضرون أيضاً
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنير سيترأسان وفد الولايات المتحدة المشارك في المنتدى، نقلاً عن مصادر إعلام أميركية، بينها "نيويورك تايمز" التي ذكرت عن مصادر لم تسمها أن كوشنير وهو صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيحضر إلى جانب المندوب الخاص لوزارة الخارجية المسؤول عن السياسة بشأن إيران برايان هوك.
وتخطط كذلك شركات عالمية بينها "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان تشيز" و"سيتي غروب" لإرسال كبار المسؤولين التنفيذيين لاجتماع العام الحالي، وفقما أفادت "واشنطن بوست" في وقت سابق.
ويتوقع كذلك أن يحضر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني عمران خان، وفقما ذكرت تقارير إعلامية في بلديهما الأسبوع الماضي.
وألمح الأمين العام لصندوق الاستثمارات ياسر الرميان إلى أن المناسبة لن تقتصر على المستثمرين فقط، ولكن أيضاً ستضم "نُخبةً من صناع القرار، والمستثمرين الرواد والخبراء الدوليين لاستشراف التوجهات والفرص الاقتصادية المستقبلية، وتسليط الضوء على آفاق مختلف القطاعات، وتناول كيف يمكن أن يُساهم الاستثمار في دفع عجلة التنمية والرخاء في العالم".
ولفت إلى أن المنتدى في نسخته الثالثة سيتبنى بشكل رئيس موضوع "ما هو مستقبل عالم الأعمال؟"، بتركيز الفعالية على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في: مستقبل مستدام، والتقنية لمصلحة الجميع، ومجتمع متقدم.
إصدار 5 رخص استثمار أجنبي يومياً
وتقول هيئة الاستثمار في البلاد المعنية بتنظيم الاستثمار الأجنبي في السعودية، إن 7 أسباب تجعل الفرص التي تسوقها على الأجانب جديرة بالاقتناص.
وقالت في مناسبة إطلاقها منصة "استثمر في السعودية"، التي سوقت لها في دول عدة تزامناً مع المنتدى، إن "سبعة أسباب رئيسة تحفز على الاستثمار في السعودية، هي: رحلة التنويع والإصلاح، واستثنائية الفرص، وبنى تحتية متكاملة، وحلول عقارية جاذبة، وقوى عاملة شابة وماهرة، وتعزيز جودة الحياة، وقطاع مالي رائد"، في إشارة منها إلى عدد من الإصلاحات التي تعاونت أجهزة الدولة مجتمعة على تنفيذها وفق برامج ما عرف برؤية السعودية 2030.
وقالت الهيئة إنها أصدرت 291 رخصة استثمار أجنبي خلال الربع الثاني من 2019، بما يعادل أكثر من الضعف مقارنة بنفس الفترة من عام 2018، وبزيادة نسبتها 103% مقارنة مع الربع الأول من عام 2019، بمعدل 5 رخص استثمار أجنبي تصدر يومياً.
واعتبرت النمو في مجال الرخص مؤشراً على "اهتمام المستثمرين من كافة أنحاء العالم بالسوق السعودية، إذ تميز هذا الربع بترخيص عدد من الشركات البريطانية والأميركية والفرنسية، إضافة إلى شركات أخرى من مصر والصين والهند وغيرها من الدول التي تنوعت مجالات اهتمامها".
وذكرت أن قطاع البناء شهد إصدار 61 رخصة، إضافة إلى القطاعات الأخرى مثل قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بصدور 51 رخصة، وقطاع التصنيع الذي كان نصيبه 45 رخصة، فيما تنامى عدد التراخيص في القطاعات الأخرى، حسب قول الهيئة.