Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إجراءات الحكومة حفزت العراقيين على التظاهر لليوم الخامس

يواجه المتظاهرون قنابل الغاز المسيلة للدموع بـ "أسطول" التكتك

تتمدد حالة التضامن الشعبي في العراق مع موجة الاحتجاجات الجديدة التي دخلت يومها الخامس، فيما يؤكد النشطاء أن المشاركة تزداد يومياً.

وشاهدت "اندبندنت عربية" الجموع البشرية في بغداد وهي تزحف خلال ساعات المساء نحو ساحة التحرير وسط العاصمة، لتشارك في أنشطة مختلفة، منها الاحتكاك برجال الأمن أو الرقص على أنغام الموسيقى الغربية أو الجلوس في خيم الاعتصام أو الانخراط في فرق الدعم الطبي والغذائي، أو لتهتف بسقوط النظام السياسي ومحاسبة الفاسدين.

ساحة التحرير

مساء الأحد، سجل الحضور الأكبر في ساحة التحرير، إذ قدرت مصادر أمنية على معرفة بحساب عدد المتظاهرين وفق طريقة المربعات، أن عدد المشاركين تجاوز المئة ألف شخص، وقال آخرون إن العدد كان أكبر من ذلك، لأن المتظاهرين كانوا يتبادلون الوقوف في ساحة التحرير على شكل مجموعات.

يصف سعدون محسن ضمد، وهو إعلامي وناشط المشهد في التحرير مساء الأحد، بأن "أعداد المتظاهرين تقدر بضعف العدد الذي كان موجوداً مساء أمس (السبت)... مع حضور نسائي لافت ومميز وفاعل ومشارك في مختلف فعاليات الاحتجاج وتقديم الإسناد على الرغم من خطورة الوضع ومع شبه انعدام لحضور الأطفال".

وأضاف مكملاً رسم المشهد في الشوارع المؤدية إلى ساحة التحرير أن "شارع السعدون ما بين عنق النفق (المؤدي إلى التحرير) من جهة السعدون وعنقه من جهة الخلاني (وهي ساحة مجاورة للتحرير) ممتلئ تماماً ثم هناك حشود متفرقة تمتد إلى ساحتي النصر والخلاني، وكذلك الشارعان على جهتي حديقة الأمة (المجاورة للتحرير) فهما يغصان بالشباب حرفياً. لكن المميز أن جانب البتاوين (وهي منطقة سكنية بجوار التحرير) من الشارع مفرغ تقريباً لمراكز توزيع الأطعمة. كما أن فيه ممراً مخصصاً لعجلات التكتك التي تنقل المصابين بالاختناق من دون توقف، على خلاف ما هو عليه الأمر بالجانب الآخر، وهذه عملية تنظيمية غاية بالأهمية".

وتابع، "المحتجون متمركزون (وسط ساحة التحرير) على غير ما هو مألوف في الاحتجاجات السابقة حيث كانوا يأتون للهتاف ثم العودة، بل تراهم هذين اليومين منتشرين ومستقرين"، مشيراً إلى "زيادة في عدد خيم الاعتصام، حيث لاحظت إضافة ثلاث جديدة، واحدة منها للخدمات الطبية".

ومضى ضمد قائلاً، إن "تنظيم المتظاهرين يزداد والتخصص يتركز، ففرق توزيع الماء والطعام متفرغة لهذه المهمة ولا تمارس غيرها، وهنا لا بد من الإشادة بأصحاب المواكب والهيئات الحسينية التي قدمت خبرتها بهذا الموضوع"، مضيفاً أن "أسطول التكتك لا يزال يقدم خدمة عظيمة للمحتجين ولولاه لخسرنا بسبب حالات الاختناق أعداداً هائلة من الشباب"، في حين أن "الفرق الطبية المتخصصة بتقديم الإسعافات متمركزة بمناطق قريبة من الساحة وهي أيضاً متفرغة لهذه المهمة".

المواجهة مع القوات الأمنية

بعض المتظاهرين كانت مهمته الرئيسية مشاغلة القوات الأمنية المتمركزة على طول جسر الجمهورية الواصل بين الرصافة والكرخ، حيث تقع المنطقة الخضراء، التي باتت هدفاً للكثير من المحتجين.

قال محتجون إن القوات الأمنية حاولت تفريقهم مراراً باستخدام المياه الساخنة وقنابل الغاز المسيلة للدموع وأحياناً بالرصاص الحي الذي يطلق في الهواء، فيما جمع آخرون بعض فوارغ قنابل الغاز وعرضوها على الصحافيين القليلين الموجودين في الساحة، ليؤكدوا لهم أنها منتهية الصلاحية منذ أعوام.

استمرت المشاغلة حتى حلول صباح الاثنين، حيث انسحب ما يوصف بأنه "خط الاحتجاج الأول" من رأس جسر الجمهورية في الرصافة، فاسحاً المجال لتدفق موجات جديدة إلى ساحة التحرير.

على الضفة الأخرى من دجلة، تشكل حشد كبير في ساحة النسور، المطلة على الجزء الجنوبي الغربي من المنطقة الخضراء، حيث وصل طلاب جامعات ومدارس قريبة للمشاركة في الاحتجاج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توقع كثيرون أن تحد التهديدات التي أطلقتها وزارتا التربية والتعليم للمدارس والجامعات طيلة نهار الأحد من مشاركة الطلاب في التظاهرات، لكن ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين أثبتت العكس، إذ خرج طلاب المدارس والجامعات في العديد من مناطق بغداد إلى الشوارع، لتنظيم وقفات أو مسيرات أو التوجه إلى ساحتي التحرير والنسور.

وفي وقت لاحق من صباح الاثنين جاءت معلومات وصور من محافظات البصرة وميسان والمثنى والنجف وكربلاء تؤكد خروج طلاب المدارس والجامعات إلى ساحات الاحتجاج.

يعتقد مراقبون أن الإجراءات الحكومية الموصوفة بالقمعية أسهمت على نحو كبير في اتساع حركة الاحتجاج، لا سيما ما يتعلق بنشر قوات مكافحة الإرهاب في الشوارع الرئيسية وتهديد الموظفين المتظاهرين بإجراءات عقابية والتلويح بالفصل للطلاب المعتصمين.

ويبدو أن إستراتيجية الحكومة في الإعلان عن عدد الضحايا الذين يسقطون في التظاهرات لترهيب السكان من المشاركة فيها، جاء بنتائج عكسية، إذ يقول مدونون إن هذه الإعلانات تحولت إلى مادة محفزة للجمهور، فيما لاحظت "اندبندنت عربية" تجاهل المحتجين أعداد الضحايا في صفوفهم، واستعداد كثيرين لمواجهة القمع الحكومي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي