Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عبير شمس الدين... "لست ضد الجرأة لكنني ضد الوقاحة في تقديمها"

بعض المخرجين يفضلون التعامل مع الممثل الجاهز وتقديمه في أدوار محددة

عبير شمس الدين (اندبندنت عربية)

مع بدء التحضيرات للموسم الرمضاني 2020، باشرت الممثلة السورية عبير شمس الدين تحت إدارة المخرج جمال الظاهر، تصوير مسلسل "الجوكر" إلى جانب وائل رمضان ووائل زيدان وطارق مرعشلي وسليم صبري وجهاد الزغبي وتولاي هارون وغيرهم، إضافةً إلى تصوير أفلام تلفزيونية تعليمية وثائقية قصيرة، هدفها التوعية على نتائج الحرب وتأثيرها في الأطفال.
في هذا الإطار، تؤكد شمس الدين أن الفنان قدوة ومؤثِّر في المشاهدين،  مضيفةً "يتأثر المشاهدون بالفنان ويقلدونه في كل شيء. وعند طرح فكرة، الهدف منها توعية المجتمع، يُصار إلى الاستعانة بالفنانين والوجوه المعروفة، لترسخ في عقل المشاهدين".
 

أزمة توزيع

تشير شمس الدين إلى أنّ الفنان السوري يجد نفسه مجبراً على المشاركة في أكثر من عمل سنوياً، موضحةً السبب بقولها "شهدت الدراما السورية في الفترة الماضية، كمّاً كبيراً من الإنتاجات، ولكن الرهان على عرض أي عمل في الموسم الرمضاني أو عبر محطة جيدة أو تحقيق نسبة مشاهدة عالية لم يعد مضموناً، ولذلك يفكر الفنان بينه وبين نفسه، أنه من الأفضل أن يشارك في أكثر من عمل ليضمن وجوده على الشاشة من خلال عرض واحد منها. الدراما السورية تعرضت لأزمة توزيع  خلال الفترة الماضية، وأنا شاركت في عدد كبير من الأعمال المهمة، ولكنها لم تُبع ولم تُعرض حتى الآن ولم تنل حقها، وهذا الأمر يجعلني أحزن كفنانة على تعبي ووقتي، ويدفعني إلى المشاركة في أكثر من عمل، لسبب معنوي أو مادي".
ومن أعمالها التي لم تُعرض، تحدثت شمس الدين عن مسلسل "فرصة أخيرة"، قائلةً "عُرض على يوتيوب، ولكن لم يشاهده الجمهور على الشاشات لينال حقه، ولم يُسَوَّق له كما يستحق، مع أنه عمل مهم ويضم نجوماً لامعين، وهذا أمرٌ محزن. المسلسل مؤلف من 60 حلقة ونحن تعبنا كثيراً في تصويره الذي استغرق نحو 5 أو 6 أشهر".
شمس الدين التي دخلت مجال التمثيل من بوابة عرض الأزياء وحققت استمراريتها فيه، كيف تنظر إلى الهجوم الذي تتعرض له بعض الممثلات اللواتي يأتين إلى المهنة من مجالات جمالية مختلفة؟
تجيب "دخلت المجال صدفة، ولم أخطط  للعمل في التمثيل أو عروض الأزياء أو الإعلانات. كنت أخطط لأن أكون مطربة ومقتنعة بأنني أملك صوتاً جميلاً، لكنني تلقيت عرضاً للمشاركة في عروض للأزياء عندما رأوني في مكان عام، فوافقت ومن بعدها دخلت مجال الإعلانات وقدمتها على مستوى الوطن العربي كله، ومن ثم تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال درامية، لكنني رفضتها مع أنها كانت أدوار بطولة وليست أدواراً ثانوية، لأنني لم أرغب في دخول المجال بخلفية باهتة، بل كان يجب أن أتمكنّ من التمثيل وأتلقّى الدروس على أيدي المخرجين، وهذا ما حصل فعلاً".
وتضيف "شاركت  في أول عمل درامي، وحظيت تجربتي بالقبول والترحيب، وتساءل الناس كيف أنني تمكنت من النجاح مع أنني أتيت من مجالَيْ الإعلانات وعروض الأزياء. لا أنكر أن البعض غامر باسمي، لأن بداياتي الفنية كانت من خلال أعمال مهمة  كـ"مرايا" و"حمام القيشاني" وهما من أهم الأعمال في تلك الفترة. ووجدت أنه بإمكاني الاستمرار في المجال، إذا اشتغلت على نفسي أكثر فنياً، وابتعدت عن الأدوار المتشابهة، أو تلك التي تعتمد على الشكل وحسب، وحرصت على تقديم الأدوار الصعبة والمركبة. أنا تحديتُ نفسي وتمكنتُ من تحقيق ذاتي في هذا الزمن الصعب".


الزمن الصعب

وعن سبب وصفها لهذا الزمن بـ "الصعب"، توضح شمس الدين أن "الناس ينسون بسرعة، والحضور ضروري بالنسبة إلى الممثل، في حين أن الأعمال الجيدة ليست متوفرة دائماً، لذا يُضطر الممثل لتقديم أعمال لا يكون مقتنعاً بها، لأن التمثيل مهنته ومورد رزقه الوحيد. يعتاد الممثل على مستوى معيشي معين، كما أنه مطالب من الناس بأن يكون كذلك وهذا الأمر لا يمكن إنكاره. الفنان لديه التزامات ويجب أن يكون في عيون الناس الأفضل في الدنيا".
وعمّا إذا كان هذا الأمر يتعبها كفنانة، خصوصاً أن بعض الفنانين يحيطون أنفسهم بالمرافقين الشخصيين والخدم والحشم، تقول "ليس إلى هذا الحد وأنا لست كهؤلاء. من الطبيعي أن يكون لديّ سائق وعاملة منزل، لأنني أم ولدي أطفال يذهبون إلى المدارس، وأنا أُضطر لترك البيت من أجل التصوير. نحن أناس عاديون، ومهما كان وضعنا المادي جيداً، لكن يجب أن نعيش بمستوى وسطي لأننا قريبون من الناس، ونصّدر وجعهم ونعبّر عنهم. ربما يظن البعض أننا نعيش في أبراج عاجية ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً على الإطلاق. أنا قريبة جداً من الناس، ويمكن أن أكون موجودة في الأماكن الشعبية، كما أزور الجمعيات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من ناحية أخرى، تحدثت شمس الدين عن سبب إقلاعها عن تحقيق حلمها الأساسي في الغناء، "أكتفي  بالغناء في المسلسلات. التمثيل سرقني، وخلال السنوات العشر الأولى من مشواري الفني، كنت أشارك في 5 أو 6 أعمال سنوياً كما كنت أسافر كثيراً. إضافةً إلى ذلك، أنا لست مطربة بل مؤدية جيدة، وهذا الأداء يمكن أن أوظفه في التمثيل وليس في الحفلات وإصدار الألبومات".
وعن سبب ابتعادها في السنوات الأخيرة عن الأعمال العربية والمشتركة، مع أن رصيدها الفني يضم الكثير منها، أوضحت "أنا أم لثلاثة أولاد، ولديّ توأم هو الآن في السابعة من عمره. في ظل الظروف الصعبة التي عاشتها سوريا، كان من الصعب جداً عليّ كأم أن أتركهم بمفردهم، لذا رفضت عدداً من العروض الجيدة التي وصلتني من الخارج، ولكن الوضع تغيّر حالياً وشاركت أخيراً في أعمال عربية، كما أنني منفتحة على أي عمل مشترك".



لكل شخص أسبابه

شمس الدين التي اشتهرت بالأدوار الجريئة وأدوار الشرّ، نفت أي انعكاس سلبي لهذه الأدوار عليها، قائلةً "الجمهور يتقبل مني كل شيء، وأنا قدّمت تلك الأدوار كعبرة وليس كشخصيات مفروضة على المشاهد. لم أستلم يوماً نصاً لدور شرير أو جريء وقدمته كما هو، بل كنت أحرص على أن يكون لكل دور مبرراته، لأنني أعتبر  أن لكل شخص أسبابه في الحياة".
كما أكدت شمس الدين أنها لم تعانِ من مشكلة التأطير في أدوار معينة، موضحةً "الأدوار التي لعبتها كانت منوعة، وكثيرون هم المخرجون الذين آمنوا بموهبتي وقدموني بأدوار مختلفة. لا شك أن بعض المخرجين يفضلون التعامل مع الممثل الجاهز وحصره في أدوار معينة، بينما ينقل آخرون الممثل من مكان إلى مكان آخر مختلف تماماً".
وعن المخرج الذي تدين له بالفضل، قالت شمس الدين "هم كثر. من بينهم الليث حجو الذي يشتغل على الممثل بطريقة جيدة والذي تعاملت معه في أعمال عدة، ورشا شربتجي التي عملت تحت إدارتها في مرحلة البدايات وقدمتني بطريقة جيدة، وكذلك نجدة أنزور الذي اختارني لأدوار مختلفة وجديدة، ومروان بركات الذي تعاونت معه في عمليْن مختلفيْن جداً، وغسان جبري الذي شاركت معه في أكثر من عمل، ومحمد وقاص وفهد ميري الذي تعاملت معه في "فرصة أخيرة" وهو قدمني بشخصية مهمة ومختلفة من النواحي كافة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات