Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يعني مقتل البغدادي للولايات المتحدة والرئيس ترمب؟

ملاحقة قيادات داعش ستتواصل والغموض يحيط باستراتيجية الخلافة

أثارت تأكيدات عدد من المسؤولين الأميركيين مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش خلال عملية للقوات الخاصة الأميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا الكثير حول مغزى مقتل زعيم أكثر الجماعات الإرهابية في العالم بالنسبة إلى الولايات المتحدة والرئيس الأميركي، وما إذا كان مقتل زعيم تنظيم داعش سيؤدي إلى موت إستراتيجية الخلافة الإسلامية التي أطلقها البغدادي، أم أن من سيخلفه في قيادة التنظيم المُبعثر سيرتدي عباءة الخلافة على الرغم من عدم سيطرة التنظيم على أي من الأراضي التي كانت تهيمن عليها في العراق وسوريا.

انتصار معنوي في توقيت مهم

بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تمثل النهاية الدرامية لرأس تنظيم داعش انتصاراً معنوياً مهماً بعد سنوات من ملاحقة البغدادي والإعلانات غير المؤكدة عن مقتله في ضربات سابقة على مدى السنوات القليلة الماضية.

وعلى الرغم من إعلان الرئيس ترمب هزيمة داعش بعد استعادة مدينة الباغوز السورية على الحدود مع العراق والتي كانت تعد آخر معاقل التنظيم الإرهابي، إلا أن مقتل البغدادي في هذا التوقيت، سيمنح الرئيس الأميركي فرصة ذهبية لتأكيد عدم تخليه عن ملاحقة تنظيم داعش وقياداته عقب قراره سحب غالبية القوات الأميركية من سوريا، وهو القرار الذي فتح الباب أمام حملة انتقادات واسعة ضد الرئيس من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، ما جعل وزارة الدفاع الأميركية تسارع إلى إعداد خطط جديدة تحافظ على وجود عدد من القوات الأميركية فوق الأراضي السورية واستمرار حملة الولايات المتحدة ضد داعش التي يُخشى من عودة عناصرها إلى التجمع والتنسيق واستعادة قدرتها على شن هجمات جديدة في شمال شرقي سوريا عقب الغزو التركي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تهديد داعش مستمر

ولا يزال عدد كبير من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأميركيين يعتقد بأن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً من حيث تصميمه على استعادة قوته بخاصة بعد تواتر أنباء عن فرار 100 من عناصره التي كانت محتجزة في معسكرات الاعتقال التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري في شمال شرقي سوريا.

وبحسب تصريحات سابقة للجنرال جوزيف فوتيل الذي تولى قيادة القيادة الوسطى الأميركية، فإن الولايات المتحدة ستواصل عمليات الضغط على تنظيم داعش حتى لا تقوم قيادات جديدة وتملأ الفراغ الذي قد يخلفه مقتل أبو بكر البغدادي.

 

 

مصير الخلافة

وبينما يتفق البعض على أن مقتل البغدادي من غير المحتمل أن يمثل ضربة موجعة للتنظيم بعدما فقد كثيراً من عناصر قوته وأصبح مشتتاً وقليل الحيلة، إلا أن نهاية البغدادي تُغلق فصلاً حاسماً من انهيار دولة ما يُسمى "الخلافة" التي أطلقها البغدادي نفسه في خطاب طويل عقب استيلاء داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق في يونيو (حزيران) 2014 وتمكنه بعدها من جلب حوالى 40 ألف أجنبي من حول العالم بعدما دعا إلى ما وصفه بالجهاد انطلاقاً من دولة الخلافة.

ويقول "جيه بيرغر" مؤلف كتاب "داعش... دولة الرعب والإرهاب"، إن مقتل البغدادي يطرح سؤالاً عن مصير هوية التنظيم في المستقبل، وهل سيتبنى من سيخلف البغدادي على رأس التنظيم عباءة الخلافة، أم أن إستراتيجية الخلافة ستموت مع موت البغدادي.

هل من بغدادي جديد؟

ويحيط الغموض حالياً حول من سيخلف أبو بكر البغدادي، غير أن طبيعة شخصية من يخلفه لا تشغل بال الكثيرين، فالظروف التي أسهمت في ظهور البغدادي لم تعد قائمة وحالة الفراغ الأمني التي ساعدت تنظيم داعش في العراق وسوريا ليست كما كانت على الرغم من عدم استقرارها، كما أن وجود التحالف الدولي والقوات الأميركية في شرق سوريا والقوات الروسية في غربها سيجعل أي استيلاء من قبل داعش على أراض جديدة محفوفاً بالمخاطر وقصير الأجل، والدليل على ذلك أن البغدادي ظل هارباً لأشهر عدة، ولم يتمكن سوى من بث رسالة صوتية سجلها قبل حوالى شهر، حضّ فيها أتباعه على المثابرة وشن هجمات على القوات الأمنية ومحاولة اقتحام السجون التي فيها عناصر التنظيم.

وطوال فترة هروبه، لم يتمكن البغدادي من قيادة عمليات داعش اليومية وتعمد نقل الرسائل عبر دائرة محدودة جداً من أقرب المخلصين إليه، كما لم يستخدم هاتفاً نقالاً أو جهاز كمبيوتر خشية رصده من قبل القوات الأميركية التي كانت تلاحقه وتترصده.

لذا، فإن أياً من سيخلف البغدادي، فلا شك في أنه سيواجه مخاطر عديدة تعوق إدارته بقايا التنظيم الهاربة في المناطق الصحراوية والريفية في شمال شرقي سوريا.

أكثر من ذلك، فإن مقتل البغدادي سيفقد التنظيم عدداً من المهارات التي تميز بها ومنها قدرته على لم شمل عناصر التنظيم من العراقيين والسوريين والأجانب وقدرته على الخطابة ودراسته العلوم الدينية الإسلامية وحصوله على الماجستير والدكتوراه، ما مكنه من تحدي القيادات الكبيرة في تنظيم القاعدة في بداية تشكيل تنظيم داعش ورفضه الانصياع لأوامر أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة العالمي.

والأهم أن إستراتيجية الرعب والقتل والتدمير التي أرساها البغدادي يصعب تكرارها الآن بعد أن فشلت التجربة الأولى ولم تجلب معها سوى نهاية داعش ونهاية مؤسسها الأول.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل