Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصر الله يستدعي باسيل… تحذيرات أممية وتوقع استقالة الحكومة اللبنانية

حزب الله يقرأ الأحداث من الزاوية الإقليمية المتغيّرة ولن يغامر باستقالة غير مشروطة

يلوّح "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بـ"ثورة مضادة" (أ. ب)

في أسبوعها الثاني، لم تسترِح "الثورة" غير المسبوقة في تاريخ لبنان ولم تستكن، وكل يوم تُظهر الاحتجاجات أكثر من يوم فقدان الشعب اللبناني الثقة التامة بالطبقة السياسية التي تتحكم به منذ سنوات. ولا تزال الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، تواجه مأزقاً كبيراً يُهدد استمرارها، على الرغم من الورقة الإصلاحية التي تقدمت بها حكومته وكلمة رئيس الجمهورية ميشال عون التي توجه بها إلى اللبنانيين والذي وعد فيها بإجراء سلسلة إصلاحات.

استقالة الحكومة

في السياق، نقلت مصادر دبلوماسية زارت الرئيس عون حرص الأمم المتحدة على حق التظاهر السلمي وعدم استخدام المؤسسات الرسمية كأداة لقمع المتظاهرين، طالبةً من الرئيس عون البحث بمعالجات ترضي الشارع من ضمنها استقالة الحكومة الحالية والسعي لتشكيل حكومة مستقلة، تخفّف الاحتقان في الشارع، كما طالبته بـ"التعامل مع الجماعات المسلحة غير المصرح بها"، مكررةً أنه "يجب الامتناع عن أي ممارسات، من شأنها أن تسهم في تصعيد التوتر أو العنف".

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس الحريري تلقى الرسالة ذاتها وأبدى تجاوباً تجاه تقديم استقالته قريباً، مقابل ضمانات بإعادة تكليفه من جديد، ما يؤيده كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لافتاً إلى أن هذا المخرج بات الأقرب إلى الواقع لتجنب الأسوأ أمام الضغط في الشارع.

انتداب أممي

وكشف المصدر عن نقاش بدأ في أروقة الأمم المتحدة في حال جنحت الأمور باتجاه الفوضى. فهناك إمكانية لوضع لبنان تحت انتداب الأمم المتحدة من خلال إصدار قرار شبيه للقرار الدولي الذي أُعلن في كوسوفو عام 1999 وسمح بوجود عسكري دولي، إلى جانب إنشاء إدارة مؤقتة منبثقة من بعثة الأمم المتحدة لإعادة تنظيم الإدارة في البلاد.

استدعاء جديد لباسيل

في المقابل، تؤكد مصادر وزارية أنه وللمرة الثانية خلال أسبوعين، استدعى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ليل الأربعاء، وزير الخارجية جبران باسيل للبحث عن مخارج الأزمة الحالية وكلمة رئيس الجمهورية، إذ نوقش خيار استقالة الحكومة أو التعديل الوزاري. وأشارت المصادر إلى تمسك نصر الله بالتوازنات الحالية من دون المساس بها، بحيث يكون إجراء شكلياً فارغاً من أي مضمون، معتبرةً أنّ أي حكومة جديدة غير متفق على إطارها مسبقاً ستعني ضرب التوازنات التي رست بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وحزب الله يقرأ الأحداث من الزاوية الإقليمية المتحرّكة والمتغيّرة ولن يغامر باستقالة غير مشروطة.

حزب الله نيابة عن الدولة

وأوضح المصدر أنّ نصر الله أبلغ باسيل أن سقوط العهد الحالي وحكومته بتوازناتها هو سقوط للمقاومة، لن يتساهل حزب الله في حمايته لو كلّفه الأمر مواجهة ميدانية، مؤكداً أن نصر الله قدّم لباسيل كل الغطاء والإمكانيات التي يطلبها لإسقاط نظرية "التضحية بباسيل لإنقاذ العهد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت المصدر إلى أن نصر الله طرح أمام باسيل ما مفاده بأن يتولّى الحزب إدارة عملية فض الاعتصامات بطرقه الخاصة، نيابةً عن المؤسسات الشرعية كون هذا الأمر قد يُحرج العهد أمام المجتمع الدولي الذي بات على أعتاب الدخول إلى خط الأزمة.

العصا والجزرة

وفي السياق، علّق سياسي لبناني على إجراءات الحكومة اللبنانية الأخيرة والساعية لفك الطوق الشعبي بالقول "السلطة الحاكمة تلعب سياسة العصا والجزرة مع المواطنين"، موضحاً أنه في وقت تحاول السلطة أن تظهر أمام الرأي العام المحلي والدولي بمظهر المتفهم للاحتجاجات وتستعجل بتقديم رزم إصلاحية لإعادة تسويق نفسها على المستوى الشعبي وتمتص النقمة المتنامية من جهة، تمسك في الجهة المقابلة بعصا التهديد والوعيد بطرق مباشرة وغير مباشرة، محاولةً فض الاعتصامات واستعادة زمام الأمور في الشارع.

انتصاف ولاية عون

ورأى السياسي اللبناني أنه مع سقوط الأوراق الأولى، لجأت السلطة إلى لعب أخطر أوراقها وهي تلويح "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بـ"ثورة مضادة"، دعْماً لرئيس الجمهورية، إذ يدرس الطرفان استغلال ذكرى انتصاف ولاية الرئيس عون للدعوة إلى تظاهرة مركزية حاشدة في بعبدا تحت عنوان "دعم العهد"، مشيراً إلى أن التظاهرة المحدودة التي دعا إليها التيار في منطقة الحَدث والتجمع قرب قصر العدل في بعبدا هما بمثابة "بروفة"، في حين تتكفّل عناصر ميليشياوية تابعة للحزب الاعتداء على المتظاهرين في بيروت والجنوب.

وتخوّف من إمكانية نقل المواجهات إلى الساحة المسيحية لإبعادها عن بيئة "حزب الله" الذي قرر خنق الظاهرة الاعتراضية بوسائله، معتبراً أن ملامح هذا السيناريو بدأت عبر تسويق أنّ حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية هما من يحرّضان الشارع المسيحي ضد عون، وهما من ينظمان التظاهرات في المتن وكسروان وجبيل، ومشيراً إلى الاشتباك الذي حصل في مزرعة يشوع بين أنصار عون والمتظاهرين.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي