Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في لبنان... هذا مصير كل من يتطاول على "الثنائي الشيعي"

هذه الممارسات القمعية ليست حديثة العهد وهي نهج معتمد بتخوين الناس

بعد محاولاتٍ عدّة من قبل أزلام السلطة السياسية في لبنان لإنهاء الانتفاضة الشعبية التي تعصف في كل مناطق وشوارع البلاد، والمستمرة منذ سبعة أيام، حاول، الأربعاء 23 أكتوبر (تشرين الأول)، عناصر من شرطة بلدية النبطية في الجنوب اللبناني، التدخل لفض الاعتصام، فضلاً عن الاعتداء على مصور إحدى القنوات اللبنانية المحلية وقطع البث المباشر. وفي هذا السياق، يعلم القاصي والداني في لبنان أن رجال هذه البلديات ليسوا إلا رجال "حزب الله" و"حركة أمل" الذين يحكمون السيطرة على مناطق الجنوب اللبناني تحت هذه المظلة.

تدخلات "الثنائي الشيعي"، كما اصطلح على تسميتهما، لقمع المتظاهرين وإرهابهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم والخروج من الشارع، لم تقتصر على التدخل المباشر، إنما تعدتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى تهديد ووعيد لبعض الناس، إذا لم يعتذروا عما بدر عنهم من كلام مسيء لهذا الثنائي، حتى لو كان الكلام حقيقياً أو صادراً عن حرقة قلب الناس الذين ملّوا الوعود الكاذبة وفائض القوة، كما ملّوا أن يتم تمنينهم بأن هذه الأطراف حمتهم من الإسرائيليين، في حين أنها تتركهم في مهب مذلّة الجوع والعوز والمرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"نحنا الشيعة جوعتونا"

والأمثلة على هذا القمع تكاد لا تحصى، إلا أن بعضها بدا فاقعاً، فتشاركه الناس على معظم مواقع التواصل الاجتماعي. فهنا رجل مقهور يصرخ بحنجرة ممتلئة "نحنا الشيعة بجنوب لبنان جوعتونا..."، ليظهر في اليوم التالي في شريط مصوّر يعلن اعتذاره عما قاله، وبأنه لم يكن لديه أي نوايا للتشهير بأحد.

"ضبوا رجالكم"

وهنا أيضاً مثال آخر، عن رجل أبدى لإحدى المراسلات بشكلٍ عفوي غضبه، ووجه من خلالها تحذيراً لكل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصر الله، كي "يضبوا" رجالهم من الشارع، وإلا سيحصل ما لا تحمد عقباه. الرجل عينه، ظهر خنوعاً ومكسوراً في اليوم الثاني، وقدّم اعتذاره بالطبع واجتهد ليبرّر ما قاله بالأمس.

 

"تهديد ووعيد مستمر"

تجدر الإشارة إلى أن هذه الممارسات القمعية ليست حديثة العهد على هذا الثنائي، بل إنه نهج معتمد بتخوين الناس. فكل من يعترض على سياسته وأدائه في السلطة فهو حتماً إما خائن وإما من "شيعة السفارات". وفي هذا الإطار، فإن وسائل الإعلام تشهد، ومواقع التواصل الاجتماعي تشهد، وأهالي حي السلّم في الضاحية الجنوبية يشهدون على الواقعة الشهيرة.

ففي عام 2017، قامت قوى الأمن اللبناني بجرف عدد من الأكشاك "المخالفة" في حي السلم، ولمن لا يعرف، فإن هذه المنطقة تعتبر من العشوائيات، ويعاني أهلها من الفقر المدقع، ويعتبر ولاء معظم سكانها إلى "حزب الله". يومها حمّل الأهالي المسؤولية عما يحدث إلى "نصر الله" إضافة إلى اتهامه بقتل أبنائهم في سوريا.

وانتشر فيديو مصور لأحد المواطنين وهو يشتمه في بثٍ مباشر على مجموعة من القنوات اللبنانية، ولكن بقدرة قادر أو بظلم مستبد، خرج الرجل في اليوم التالي ليقدم فروض الطاعة والاعتذار من "كعب حذاء نصر الله". ولم يكتف الرجل بالاعتذار مراراً، بل أقرّ يومها أنه يتعرض للتهديد وأن أشخاصاً يحسبون على الحزب توعدوه بالقتل حتى بعد اعتذاره.

المزيد من العالم العربي