Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تلوث الهواء اصبح حالة طوارىء صحية بريطانية

"خدمات الصحة الوطنية" تحذر من هواء رديء يفاقم الربو وسكتات الدماغ والقلب

تختنق المدن الكبرى تحت وطأة هواء ملوث تتنفسه يومياً (أ.ف.ب.)

حذّر مدير "خدمات الصحة الوطنية" البريطانية من "حالة طوارىء صحيّة" بعد أن كشفت أرقام جديدة أنّ مئات الأطفال والبالغين باتوا يضافون إلى أعداد  من يعانون نوبات في القلب والدماغ والرئتين (= الربو)، في الأيام التي تشهد زيادة في تلوّث الهواء.

كما لفت الباحثون الذين تقصوا أحوال تسع مدن في انجلترا، إلى حدوث توقّف في نموّ الرئتين لدى الأطفال بالارتباط مع زيادة تلوث الهواء، إضافة إلى تفاقم في الإصابات بسرطان الرئة.

وفي هذا السياق، وجدت الدراسة أنّ ارتفاع تلوّث الهواء سنوياً أضاف 124 نوبة قلبيّة حدثت لدى أشخاص لم يدخلوا إلى المستشفيات من قبل، و231 سكتة دماغية، إضافة إلى إدخال 193 طفل وبالغ إلى المستشفيات بسبب الربو.

وكذلك سلّطت تلك الأرقام الصادرة عن "جامعة لندن الملكية" ومجموعة "يو كاي 100" المؤلفة من 94 مسؤولاً حكومياً محليّاً، الضوء على تأثير تلوّث الهواء "الفوري والقصير المدى والذي يمكن تجنّبه" بحسب أولئك الخبراء. وفي وقتٍ سابق، أظهرت بيانات الحكومة أنّ التلوّث يسهم في قرابة 36 ألف حالة وفاة سنوياً.

وفي نفسٍ مُشابة، أشار البحاثة إلى أنّ الأيام التي تشهد النسبة الأعلى للتلوّث في لندن تسبّبت بحوالى 87 حالة إضافية من السكتات القلبية مع إدخال 251 شخصاً إلى المستشفيات بسبب الربو أو السكتات الدماغية.

وفي برمنغهام، نُسِبَ إلى تلوّث الهواء المسؤولية عن 12 حالة إضافية من السكتات القلبية، والتسبب بإدخال 53 طفل أو بالغ إلى المستشفيات جرّاء الإصابة بالربو أو السكتات الدماغية.

وفي ذلك الإطار، أوضح سيمون ستيفنز، مدير هيئة "خدمات الصحة الوطنية" أنّ حالة الطوارىء البيئية أصبحت أيضاً "حالة طوارىء صحيّة" ما يعني أنّ "خدمات الصحة الوطنية" ملزمة بخفض ما يصدر عنها أيضاً من انبعاثات الغازات المسبّبة للتلوث التي تسمّى أيضاً "غازات الدفيئة".

وأضاف،"مع تصاعد الوفيات التي يمكن تفاديها حاضراً، وليس في 2025 أو 2050، علينا التحرّك الآن معاً. ويعني ذلك بالنسبة إلى "خدمات الصحة الوطنية" زيادة في الإجراءات الشاملة المستندة إلى ما تحقق خلال العقد الماضي من خفض آثار انبعاثات الكربون بنسبة الخُمس. من هذا المنطلق، يجب أن يتغيّر استخدام "خدمات الصحة الوطنية" للطاقة وسلسلة التوريد وعمليات التكيّف وأساليب النقل بشكلٍ جوهريّ."

وفي تطوّر موازٍ، أوردت بولي بيلينغتون، مديرة مجموعة "يو كاي 100" أن "الحكومات المحلية تحتاج إلى مزيد من القوى والموارد لمعالجة هذه الأزمة الصحيّة العامة فضلاً عن جدول زمني بشأن التوافق بين مستويات تلوّث الهواء وبين القواعد الإرشادية لـ"منظمة الصحة العالمية"."

وكذلك بات مقرراً نشر هذا البحث كاملاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، ثم عرضه أمام "القمّة العالمية للهواء النظيف" التي يستضيفها عمدة لندن صادق خان ومجموعة "يو كاي 100" الأسبوع المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى نحو مُشابة، من المتوقّع أن تدفع تلك القمّة بالحكومة إلى تزويد السلطات المحلية بقوى وموارد جديدة بهدف تمكينها من تنظيف الهواء إلى جانب جدول زمني لتطبيق أهداف "منظمة الصحة العالمية" المتعلقة بأحد أكثر أشكال التلوّث خطورة.

وفي تعليق على ذلك، أعربت ريتا عيسى، طبيبة عامة في "تاور هامليتس" الواقعة في شرق لندن وعضو في مجموعة أطباء من "ثورة ضدّ الانقراض"، عن قناعتها بأنّ نتائج البحث كانت "صادمة لكنها غير مفاجئة". وأردفت، "لم تتوصّل لندن أبداً إلى الحدود القانونية في ما يتعلّق بالملوّثات، الأمر الذي أعلنت المحكمة العليا بأنّه غير شرعي... ويضرب تلوّث الهواء مجتمعاتنا الأشدّ فقراً بشكلٍ فائق القسوة."

إضافة إلى ذلك، أورد البحث نفسه نتائج اخرى تفيد بأنّ الأيام التي تشهد أعلى نسب التلوّث تتسبّب في أربع حالات إضافية من النوبات القلبية، وإدخال 18 طفلاً أو بالغاً إضافياً إلى المستشفيات جرّاء نوبات الربو أو السكتات الدماغية في "بريستول" و16 طفلاً أو بالغاً للأسباب نفسها في "ديربي"، وأربع حالات إضافية من النوبات القلبية وإدخال 24 طفلاً أو بالغاً إلى المستشفيات للأسباب عينها في "ليفربول".

وفي "مانشستر"، سُجّلت ستّ حالات إضافية من النوبات القلبية وكذلك أُدخِل 28 طفلاً أو بالغاً إلى المستشفيات بسبب نوبات الربو أو السكتات الدماغية.

© The Independent

المزيد من بيئة