Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مع تزايد المؤشرات السلبية ما هي احتمالات حصول ركود اقتصادي عالمي؟

صندوق النقد الدولي يرى بأنّ معدّلات النمو ستبدأ بالارتفاع في السنة المقبلة

مبنى البورصة في نيويورك (أ.ب)

ما هي احتمالات حصول ركود اقتصادي عالمي؟

 لا بد أنكم رأيتم التقارير التي نُشرت في الأشهر القليلة الماضية حول انطلاق مؤشرات الإنذار الاقتصادية. وخرج علينا حكماء الاقتصاد بوجوههم العابسة كي يهزوا برؤوسهم استنكاراً. فها هي المخاوف التي أثاروها، ويبدو أنها صحيحة.

واصل صندوق النقد الدولي تخفيض سقف توقعاته هذا العام وأصبح اليوم يتوقع نمواً بمعدّل 3 في المئة فقط. ويبدو هذا التوقع جيداً من وجهة نظر بلدٍ مثل بريطانيا حيث يبدو التباطؤ الاقتصادي واضحا. لكن السياق هو الأساس. فنسبة الثلاثة في المئة المذكورة تمثّل تباطؤاً لافتاً مقارنة مع معدل الـ3.6 في المئة الذي سُجّل السنة الماضية. ومقارنة مع النقطة الأعلى في العام 2018، ما زال العالم متأخراً بنقطة كاملة.

وطال التراجع الصناعات التحويلية وتلقّت التجارة ضربة قاسية جرّاء عدوانية دونالد ترمب وحربه المستمرة مع الصين. ووُضع الوزر الأكبر على قطاع الخدمات لكن بحسب نتائج الاستطلاع، يمكن أن يرزح هذا القطاع تحت الضغط بعد فترة قصيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

  وهكذا نصل إلى إشارات الإنذار التي نسمع عنها الكثير. وهنا تصبح المسألة ملفتة.

حدّدت أكسفورد إيكونوميكس مؤخراً سبعاً من هذه الإشارات: الإنتاج الصناعي العالمي والأسهم العالمية وأسعار السلع والفارق في عائدات سندات الشركات والمعايير الأميركية للإئتمان وركود العائدات الأميركية ومنحنى عائدات السندات الأميركية.

وتتراوح قدرتها على التنبؤ بين 40 و85 في المئة. لكن إشارتين من بينها فقط أطلقتا صفارة الإنذار.

أولهما الإنتاج الصناعي العالمي وهو في تراجع وهذا أول إنذار. دقة هذا المؤشر تصل عادة إلى 64 في المئة. يا إلهي.

 وثانيهما هو منحنى عائدات السندات الأميركية. وهو لمن لا يعلم، رسمٌ بيانيّ يُظهر عوائد أو مكاسب الاستثمار في السندات الحكومية الأميركية. ويجب أن تكون المكاسب خلال الأوقات العادية أعلى على السندات الطويلة الأجل، مما يُبيّن أنّ المستثمر يحصل على مكافأة أكبر مقابل المخاطرة بأمواله لفترة أطول.

عندما يتهافت المستثمرون على السندات الطويلة الأجل ويقلّصون بالتالي من العوائد، يعبّر ذلك عن توقّعاتهم بأن الأوضاع سوف تسوء وسوف تتقلص معدلات الفائدة نتيجة لذلك. وهكذا ينقلب المنحنى (أو ينعكس حسب تعبير خبراء الاقتصاد) فتصبح العوائد أعلى على السندات القريبة الأجل التي لا يريدها أحد. وهذا ما يحصل حالياً.

خافوا، فليدبّ فيكم الذعر. لأن نسبة نجاح هذا المؤشر في التنبؤ بحالات الركود الاقتصادي العالمية تبلغ 85 في المئة.

لكن، لكن، لكنني ...أسمع اعتراضكم بأنّ كل الإشارات الأخرى لم تظهر بعد. وبعيداً عن أسعار السلع، لكل هذه المؤشرات معدل نجاح يتخطى 50 في المئة بل يصل هذا المعدل بالنسبة لبعضها إلى 60 في المئة.

ونستطيع بالتالي أن نرتاح قليلاً أليس كذلك؟ كلا، ليس فعلياً. يقول آدم سلايتر، كبير الاقتصاديين في أوكسفورد إيكونوميكس إن مؤشر منحنى العائدات يدخل حالة الإنذار قبل حدوث الركود بوقت طويل. وهو من المؤشرات المبكرة التي تؤشر إلى سوء الأوضاع.

في حالة المؤشرات الأخرى، يعتبر الفاصل الزمني أقصر بكثير بين بداية ظهور الإنذار بحصول الركود وتحقّق هذا الركود بالفعل، ويتراوح بين 8 أشهر ولا شيء تقريباً (في حال حدوث صدمة في أسعار السلع). وأحياناً لا تنطلق هذه الإنذارات سوى تزامناً مع حصول الإنكماش نفسه.

فهل نسارع إلى شراء المظلات لنحمي أنفسنا؟ ربما ليس بعد.

رغم الخوف الذي سببه تغيّر منحنى العائد، ما زال صندوق النقد الدولي يؤمن بأنّ العالم سيتعافى من مشاكله الحالية وسيصل معدّل النمو إلى 3.6 في المئة العام المقبل. ربما يخفّ التوتر التجاري. وربما تكون مخاوف سوق السندات مضخّمة. وربما سيتصرف واضعو السياسات للحؤول دون حصول الأسوأ.

يعتقد سلايتر أن هذا السيناريو متفائل لكنه في المقابل يعتبر أنّ فرص حصول الركود وليس انتكاسة فقط، لا تتعدى الـ30 في المئة. في تعابير المراهنة تساوي هذه النسبة فرصة 9-4. مع أنّ العديد من المقامرين سيكونون قد وضعوا رهاناتهم بالفعل وربحوا إلا أنّ بعض الاحتمالات المعاكسة موجودة.

ماذا عن بريطانيا؟ للأسف علينا هنا التعامل مع بوريس جونسون والمحافظين الأميّين في مجال الاقتصاد. ربما يتفادى باقي العالم الركود لكن فرص حدوثه لدينا هي برأيي أعظم بكثير.  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد