بعد التطورات الميدانية الأخيرة التي طرأت على خط الهجوم الذي شنته تركيا ضد "قوات سوريا الديمقراطية" في (قسد) في شمال سوريا، صرحت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) إلهام أحمد إلى "اندبندنت عربية" أنه "كان مهم جداً بالنسبة لنا إنقاذ حياة آلاف الناس". وأضافت "كما نقبل خطوة وقف النار وسنتابع خطواتها في الأيام المقبلة مع نقاشات مفصلة".
وطالب "مسد" الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والدول العربية بالتحرك الفوري وإرسال مراقبين دوليين "بهدف الحفاظ على اتفاق وقف النار المؤقت وجعله دائماً يفضي إلى انسحاب كامل لجيش الاحتلال التركي الذي يقوم وجماعته بجرائم إبادة" وفق ما جاء في بيان للمجلس صدر الجمعة.
"جرائم حرب"
كما اتهمت "منظمة العفو الدولية" القوات التركية والفصائل المدعومة منها بارتكاب جرائم حرب في عملياتها العسكرية في شمال سوريا وشرقها. وذكرت في بيان أن "القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، من بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين".
وأكدت المنظمة أن "المعلومات التي جُمعت توفر أدلة دامغة حول هجمات من دون تمييز ضد المناطق السكنية، التي تضم منزلاً وفرناً ومدرسة"، بالإضافة إلى "عملية قتل بإجراءات موجزة وبدماء باردة تمّت بحق السياسية الكردية هرفين خلف على يد فصيل أحرار الشرقية".
فشل إجلاء المصابين
ميدانياً، فشلت منظمة "فري رنجرز" الإنسانية الأميركية في الدخول برفقة طواقم الإسعاف إلى مدينة رأس العين (سري كانيه بالكردية) بغية إجلاء المصابين والضحايا. وقال ديفيد إنوباك مدير المنظمة الإنسانية من منطقة قريبة، إن "المدينة محاصرة من قبل الجيش التركي والجيش السوري الحرّ، وهناك مئات المصابين داخلها ولا نستطيع مساعدتهم"، مضيفاً أن "خمس سيارات إسعاف حاولت الدخول لكنها وُجِهت بقذائف الجيش التركي لذا توقفنا عن التقدم نحو المدينة". وتابع إنوباك "يوم أمس أُعلن وقف لإطلاق النار لكن لا نعلم إن كان هذ الوقف حقيقياً على أرض الواقع أم لا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما حاولت قافلة أخرى مؤلفة من ألف مدني تقريباً برفقة طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الكردي من دخول مدينة رأس العين بهدف إجلاء المدنيين والمصابين غير أنها هي الأخرى فشلت في التقدم لكنها نجحت في انتشال خمس ضحايا من تحت أنقاض منزل مدمر في قرية مشرافة المطلة على المدينة ذاتها.
وقال كينو كبريئيل الناطق الرسمي باسم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إن قواته لم تقم بأي عملية عسكرية في مناطق القتال أو غيرها، مؤكداً أن المدفعية التركية وطائرات الاستطلاع التركية المذخرة وفصائل المعارضة المدعومة من تركياً لم توقف هجماتها التي أدت بحسب كبريئيل إلى مقتل 13 مقاتلاً من "قسد" وخمسة مديين، مطالباً الأطراف المعنية بالتحرك لوقف إطلاق النار منوهاً بحق قواته في الردّ على الهجمات في إطار الدفاع المشروع عن النفس.
من جهة أخرى قُتل 4 أشخاص وجُرح عدد آخر إثر قصف طائرات تركية قرية باب الخير الواقعة شرق مدينة رأس العين، بعدما نجحت مجموعة من الفصائل في دخول قرىً حدودية والتوغل في عمق ريف بلدة أبو راسين، حيث جرت اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
لقد تعهدنا بالالتزام بوقف إطلاق النار وما زلنا نلتزم به لكن في الوقت ذاته نطالب الجانب الأميركي للتقيد والالتزام به أيضاً والضغط على الجانب التركي لفتح الممر وإخراج الجرحى والمدنيين من رأس العين المحاصرة".