Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد اعتراف البيت الأبيض في "قضية أوكرانيا"... هل اقترب ترمب من العزل؟

الرئيس ربط منح مساعدات مقررة لكييف باعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

فيما لا يزال السجال في واشنطن متواصلاً بشأن مساعي الديموقراطيين لعزل الرئيس الأميركي إثر ما بات يعرف بـ"قضية أوكرانيا"، المستندة إلى طلب دونالد ترمب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء تحقيق حول منافسه الديموقراطي جو بايدن وأعمال ابنه هانتر بايدن في أوكرانيا، اعترف البيت الأبيض للمرة الأولى بأن الرئيس "ربط منح مساعدات مقررة لكييف باعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية الأميركية"، وقدم بذلك حججاً جديدة للديموقراطيين الذين يسعون إلى عزل الرئيس.

وفجّر كبير موظفي البيت الأبيض ميك مالفاني مفاجأة بإطلاقه هذا الاعتراف في مؤتمر صحافي، بأن ترمب كانت لديه "دوافع أخرى".

وقال مالفاني، "هل ذكر لي الفساد المرتبط بالخادم المعلوماتي للحزب الديموقراطي؟ بالتأكيد. لا شك في ذلك، لهذا السبب جمَّدنا الأموال".

وأضاف، "نحن نقوم بهذا الأمر دائماً في السياسة الخارجية"، مؤكداً أنه "عليكم تخطي ذلك، لا بد أن يكون هناك تأثير سياسي في السياسة الخارجية".

وكان ترمب طلب في نهاية يوليو (تموز) من نظيره الأوكراني زيلينسكي إجراء تحقيق حول جو بايدن وأعمال ابنه هانتر بايدن في أوكرانيا. وكانت إدارة ترمب جمَّدت في الشهر نفسه مساعدة عسكرية بقيمة نحو 400 مليون دولار مخصصة لأوكرانيا.

ويشكّل هذا القرار لب التحقيق الذي فتحه قبل ثلاثة أسابيع البرلمانيون الديموقراطيون في إطار سعيهم لعزل ترمب، وهم يريدون أن يحددوا ما إذا كان ترمب استغل منصبه لأغراض شخصية، خصوصاً عبر تجميد أموال لإجبار كييف على التعاون.

ويؤكد الملياردير الجمهوري أنه لم يمارس "أي ضغط" على زيلينسكي، وأن المساعدة جُمّدت خلال فترة تقييم المساعدات التي يقدمها إلى أوكرانيا شركاؤها الغربيون الآخرون.

وبحديث مالفاني عما سمّاه "الفساد المرتبط بالخادم المعلوماتي للحزب الديموقراطي"، يشير كبير موظفي البيت الأبيض إلى فكرة ولدت في أوساط أصحاب نظرية المؤامرة ونقلها ترمب والمقربون منه، تفيد أن أوكرانيا هي التي قامت بقرصنة الرسائل الإلكترونية للحزب الديموقراطي خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 2016، وليس روسيا كما تؤكد وكالات الاستخبارات الأميركية.

وطرحت هذه الحجة للتشكيك بمصداقية التحقيق حول شبهات بتواطؤ بين فريق حملة المرشح الجمهوري وموسكو، الذي هيمن على أول سنتين من ولاية ترمب.

وقال ميك مالفاني، "العودة إلى ما حدث في 2016  كانت ضرورية بالمطلق"، مؤكداً أن المساعدة دفعت لأوكرانيا في سبتمبر (أيلول) في نهاية المطاف.

من سيئ إلى أسوأ
وردّ الديموقراطي آدم شيف الذي يشرف على تحقيق الكونغرس حول ترمب بالقول إن "مالفاني قال للتو إن المساعدة العسكرية لأوكرانيا علقت لإجبار كييف على التحقيق حول الديموقراطيين". وأضاف أن "الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ".

وفي مواجهة الجدل الذي أثارته تصريحاته، نشر مالفاني بعد ساعات بياناً أكد فيه أن وسائل الإعلام "شوَّهت تصريحاته" التي أدلى بها أمام الكاميرات، في إطار "الحملة الشعواء" ضد دونالد ترمب.

على جبهة أخرى، كشف السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند أن دونالد ترمب فرض على الدبلوماسيين المكلفين بالملف الأوكراني العمل مع محاميه الشخصي رودي جولياني الذي يدافع عنه بقوة.

ومع أنه معروف بقربه من ترمب، قال رجل الأعمال "شعرنا بخيبة أمل من أمر الرئيس الأميركي إشراك جولياني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف سوندلاند أن جولياني أوضح للدبلوماسيين بعد ذلك أن الرئيس ترمب كان يريد أن يدلي نظيره الأوكراني "بتصريحين علنيين حول الفساد"، ويشير إلى "تحقيق في قضيتين مهمتين" هما "الخادم المعلوماتي الديموقراطي" ومجموعة الغاز "بوريسما" التي عمل فيها هانتر بايدن نجل جو بايدن.

وأكد السفير "لم أدرك سوى متأخراً أن أحد أهداف جولياني قد يكون إقحام الأوكرانيين بشكل مباشر أو غير مباشر بالحملة لإعادة انتخاب الرئيس في 2020".

وسوندلاند هو ثامن شخصية يستمع إليها البرلمانيون على الرغم من محاولات البيت الأبيض عرقلة تحقيق الديموقراطيين لعزل الرئيس، إذ يريد الديموقراطيون التقدم بسرعة لاتهام ترمب، وهو من صلاحية مجلس النواب الذي يسيطرون عليه.

وحسب الدستور، يعود الأمر بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ للبت في مسألة إقالة ترمب. ونظراً إلى هيمنة الجمهوريين على هذا المجلس، يبدو هذا الاحتمال غير مرجّح في المرحلة الحالية.

وفي تحقيق العزل ذاته، أعلن الرئيس ترمب، أمس الخميس، استقالة وزير الطاقة ريك بيري الذي ورد اسمه في التحقيق المتعلق بعزله، في أحدث رحيل لمسؤول رفيع في الإدارة الأميركية.

وقال ترمب في تكساس، "قام ريك بعمل رائع في مجال الطاقة، لكن الوقت حان الآن، ثلاث سنوات هي وقت طويل"، مشيراً إلى أنه "لدينا بديل له".

ويأتي الإعلان بعد يوم على نشر مقابلة قال بيري فيها إنه تواصل مع المحامي الخاص للرئيس رودي جولياني بناء على أوامر من ترمب حول قضية فساد في أوكرانيا.

ماتيس يهاجم ترمب
في سياق آخر، هاجم وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس الرئيس ترمب الذي وجّه إليه إهانة في وقت سابق هذا الأسبوع، بأنه "أكثر جنرال أعطى أكثر من حجمه في العالم".

وقال ماتيس، خلال حفل عشاء خيري في نيويورك مساء الخميس أمام الحاضرين، إنه الآن "بلغ العظمة". وأضاف "لست فقط جنرالاً أُعطي أكثر من حجمه. أنا الأعظم، أكبر جنرال أعطي أكثر من حجمه في العالم".

وتابع "يشرفني أن يعتبرني كذلك ترمب لأنه دعا أيضاً ميريل ستريب بالممثلة التي أعطيت أكثر من حجمها".

ووسط تصفيق الحضور وضحكاتهم في عشاء صندوق ألفريد إي سميث السنوي قال ماتيس "لذا أعتقد أنني في مقام ميريل ستريب بين الجنرالات، وبصراحة يعجبني ذلك كثيراً". وأضاف "وعليكم الإقرار أنه بيني وبين ميريل، حققنا على الأقل بعض الانتصارات".

وقال الجنرال المتقاعد في سلاح البحرية إنه غير منزعج من تصريحات ترمب. وأعلن "بالطبع لا، كسبت مكانتي في أرض المعركة. ودونالد ترمب كسب مكانته في رسالة من طبيب"، وذلك في انتقاد للظروف الصحية التي سمحت لترمب بتجنّب المشاركة في حرب فيتنام.

وأضاف "وأعتقد أن الشخص الوحيد في الجيش الذي لا يعتقد السيد ترمب أنه أكبر من حجمه هو الكولونيل ساندرز".

وكان ماتيس انسحب من الإدارة العام الماضي، وقال في رسالة استقالته إن نظرة ترمب على العام تتناقض مع نظرته. وفي إشارة إلى توصيف ترمب له بـ"الكلب المسعور"، قال "أحب أن أفكر بنفسي أقل من كلب مسعور، وأكثر من حيوان للدعم النفسي، وهذا رائع لأن شركات الطيران تسمح لي بالسفر مجاناً".

وبعد سنة على مغادرته الإدارة الأميركية قال ماتيس مازحاً "عملية التعافي تجري بشكل جيد، والمعالج يقول سأتخرج قريباً". وأضاف في انتقاد آخر للرئيس "السنة بحسب توقيت البيت الأبيض توازي نحو 9 آلاف ساعة من وقت السلطة التنفيذية أو 1800 حفرة غولف".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات