Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركيا تحتجز 50 قنبلة نووية اميركية في قاعدة جوية

مسؤولون في البيت الأبيض يتدافعون من اجل استعادة اسلحة الدمار الشامل

هل هرع مايك بنس ومايك بومبيو إلى تركيا بسبب القنابل النووية المخزنة في إنجرليك أم الحرب في شمال سوريا؟ (أ.ف.ب.)

نُقل عن مسؤولين تحذيرهم من احتجاز تركيا فعلياً حوالى 50 قنبلة نووية أميركية فيما تحاول واشنطن إيجاد طريقة دبلوماسية للردّ على اجتياح البلاد لسوريا. وقد ثار سخط دولي واسع إثر انسحاب القوات الأميركية من شمال سوريا الذي خلّف فراغاً في السّلطة أتاح لتركيا وروسيا الدخول إلى المنطقة وإزاحة حلفاء واشنطن من الأكراد.

ووسط اتهام البيت الأبيض بخيانة حلفائه حتى في أوساط مناصري الرئيس الأميركي، اضطر دونالد ترمب إلى  تصعيد معارضته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتهديده بـ"تدمير" اقتصاد بلاده وتقليص التحالف الأميركي مع أنقرة.

لكن سرعة الانسحاب الأميركي والتراجع الصاخب في العلاقات بين البلدين، وضع مسؤولي الإدارة في موقع التدافع من أجل إيجاد خطة بشأن مصير الأسلحة النووية الموضوعة تحت حماية أميركية في قاعدة "إنجيرليك" الجوية المشتركة في جنوب شرقي تركيا، بحسب تقارير متنوعة.

ووفقاً للموقع الشبكي لصحيفة "نيويورك تايمز"، التقى مسؤولون من وزارة الخارجية ووزارة الطاقة المسؤولة عن إدارة الترسانة النووية التابعة إلى واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، من أجل التفكير في طرق استرجاع نحو 50 سلاح نووي تكتيكي محفوظاً في قاعدة إنجرليك.

ونقل أحد المسؤولين إلى الصحيفة أنّ القنابل أصبحت فعلياً رهينة لدى السيد أردوغان. ويُخشى أن تُعتبر إزالة الأسلحة إشارة إلى نهاية العلاقة بين الحليفين العضوين في حلف شمال الأطلسي ("ناتو") فيما الإبقاء على أسلحة الدمار الشامل في موقعها يعرّضها للخطر.

وتأتي تلك المعضلة بعد شهر من تصريح السيد أردوغان بأنه "من غير المقبول" ألا يُسمح لتركيا باقتناء ترسانتها الخاصة من الأسلحة بموجب معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النووية التي وقّع عليها البلد في العام 1980.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تطوّر متصل، نُقِلَ عن دبلوماسيين أميركيين أنهم وصفوا بالـ"خارج عن النص الرسمي"، الاتصال الهاتفي بين السيدين ترمب وأردوغان الأسبوع الماضي وقرار الرئيس الأميركي اللاحق بالانسحاب من سوريا بعد تطهير المناطق التي كانت تحت سيطرة "داعش".

وبعد إعلانه سحب القوات الأميركية من أجل وضع حدٍ لـ"حروب (أميركا) الأبدية"، اضطُرّ السيد ترمب إلى مواصلة تصعيد موقفه من تركيا، فدعى إلى وقف إطلاق النار وفَرَضَ العقوبات على كبار المسؤولين.

في المقابل، لا يبدو أن هذه الخطوات شكّلت رادعاً للحملة التركية. إذ واصلت أنقرة تقدّمها في الشمال السوري واضعة يدها على بعض المناطق ومستهدفة الميليشيات الكردية التي اضطرت بالتالي إلى التحالف مع أعداء أميركا في الحكومة السورية لتفادي التدمير الشامل.

وفي هذه الأثناء هجَر الأكراد السجون التي يحتجزون فيها إرهابيي "داعش" ما أدى إلى هروب المئات منهم خلال أيام الهجوم الأولى. وأعلنت الأمم المتحدة عن نزوح عشرات آلاف الأشخاص حتى الآن. وكذلك أشارت تقارير عدة إلى وفاة العشرات وسط اتهامات بوقوع جرائم حرب.

وفي هذه الأثناء، استطاعت روسيا فرض سيطرتها على بعض أجزاء البلاد التي كانت تحت الحماية الأميركية، فملأت الفراغ الذي خلّفه انسحاب هذا البلد لتصبح وسيطاً للسلطة بين تركيا وسوريا.

وفي أعقاب الانسحاب، ذكر السيناتور جاك ريد، رئيس لجنة الأجهزة المسلّحة في مجلس الشيوخ الأميركي، إنّ "هذا الرئيس يواصل صدم قواتنا العسكرية وقادتنا الدبلوماسيين وشركائنا أيضاً، باتخاذ خطوات مندفعة كهذه تستفيد منها أنظمة استبدادية على غرار النظام الروسي... إذا كانت نوايا هذا الرئيس جدية في إنهاء الحرب والظفر بالسلام ووضع استراتيجية من شأنها ردع "داعش" عن إعادة الظهور وتوفير الحماية إلى شركائنا السوريين... ولكنه فشل في ذلك مرّة تلو الأخرى. وفي المقابل قدّم ذلك الأمر مثلاً آخر على خلق دونالد ترمب حالة من الفوضى وتقويضه المصالح الأميركية، ما يعود بالفائدة على روسيا ونظام الأسد".

© The Independent

المزيد من تحلیل