Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهرات ليلية متفرقة ولبنان على كف "مهلة الـ72 ساعة"

فضت القوى الأمنية التحرك الاحتجاجي في العاصمة بالقوة

استعاض المحتجون عن التظاهرة الكبيرة التي فرقتها القوى الأمنية من قلب العاصمة بتظاهرات ليلية متفرقة تجوب في كل المناطق. وفي بعض الاماكن نصب الشبان الخيم في وسط الطرق، واقام آخرون حفلات غناء واناشيد وطنية. فبعد مرور 24 ساعة على انطلاق التحركات الاحتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري عن منحه مهلة 72 ساعة لشركائه في الحكومة لتقديم "حل واضح (للأزمة) يقنعنا ويقنع الشارع والشركاء الدوليين" أو "يكون لي كلام آخر". وكما استبق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل موقف الحريري، سارع الى الرد عليه ونقلت أوساطه عنه قوله "ولماذا الانتظار 72 ساعة؟" في حين عمدت القوى الأمنية إلى إخلاء ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت بالقوة، واعتقلت عدداً من المتظاهرين. وشهد وسط العاصمة عمليات تكسير لمحلات وسيارات مركونة في المنطقة.

وبينما أطلقت القوى الأمنية الرصاص المطاطي وقنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، أطلق هؤلاء المفرقعات تجاه عناصر القوى الأمنية.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي أنها أوقفت 70 شخصاً خلال قيامهم بـ"أعمال تخريب واشعال حرائق وسرقة في وسط بيروت ويجري حالياً توزيعهم على القطعات المختصة لإجراء المقتضى بناءً على إشارة القضاء"، مشيرة إلى ارتفاع عدد الجرحى من عناصرها إلى 52.

وعلى طريق مقر الرئاسة اللبنانية في بعبدا، تجمع عدد من المحتجين. وبعد ساعات، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، الرسمية، أن رئيس الجمهورية ميشال عون استقبل وفداً من المتظاهرين.

وبعد عرض المحتجين لمطالبهم، رد الرئيس عون عارضاً الظروف التي تمر بها البلاد، مؤكداً سعيه منذ انتخابه رئيساً للجمهورية إلى تحقيق الإصلاحات الضرورية في البلاد، وتطوير النظام السياسي وحملة مكافحة الفساد وغيرها من النقاط التي أثارها الوفد.

وقال عون "وجعكم هو وجعي وأشعر معكم وسوف أعمل جهدي من أجل التخفيف من معاناتكم. لقد بدأنا سلسلة إجراءات للحد مما تشكون منه، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه، مع ضرورة الأخذ بالاعتبار التركيبة اللبنانية وقواعد النظام اللبناني وخصوصيته".

رسالة الحريري

في رسالته إلى اللبنانيين، قال الحريري إن "البلد يمرّ بظرف عصيب لا سابقة له في تاريخنا وأنا أحاول منذ ثلاث سنوات أن أقدم حلولاً ومعالجة الأزمة". وأضاف "اتفقنا مع كل الشركاء في الوطن على اصلاحات لا حلّ من دونها، والاصلاحات لا تعني ضرائب. وذهبت بهذه الاصلاحات إلى المجتمع الدولي وطلبت المساعدة بتمويل الحلّ أي ضخّ اموال جديدة في الاقتصاد اللبناني".

وأشار إلى أن "هناك من وضع العراقيل أمامي منذ تشكيل الحكومة، وتم وضع عراقيل أمام جميع الجهود التي طرحتها للإصلاح".

وفي رد على رسالة الحريري، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في بيان، "نتفق تماماً مع التوصيف الذي أعطاه الرئيس سعد الحريري للواقع السياسي القائم، فالمشكلة في البداية البداية ناجمة عن ممارسة سياسية خاطئة جداً وبعيدة كل البعد عن منطق الدولة ومصالح الشعب اللبناني".

وأضاف أن "النقلة النوعية تكون بتشكيل حكومة جديدة بعيدة كل البعد عن الطقم السياسي الحالي لتبدأ عملية النهوض الاقتصادي المرجو في البلد".

بينما قالت ‏مصادر مقربة من وزير الخارجية جبران باسيل لموقع لبناني، رداً على الحريري، إن لا حاجة للانتظار 72 ساعة.

 

باسيل: الآتي أعظم

وكان رئيس الجمهورية ميشال عون التقى باسيل في القصر الرئاسي في بعبدا. وقال باسيل، في مؤتمر صحافي، إن "تراكم الأزمات والإخفاقات" هو الذي أدى إلى "انفجار الناس"، الذي يتفهمه لكن "الآتي أعظم إن لم يتم الاستدراك"، مشيراً إلى أن ما يحصل قد يكون فرصة "لانقاذ لبنان من الفساد والسياسات الاقتصادية الخاطئة"، لكنه قد "يدخل لبنان في الفوضى والفتنة". 

وأضاف "البديل عن الحكومة الحالية ضبابي وقد يكون أسوأ بكثير من الوضع الحالي وعدم وجود حكومة هو الأسوأ".

وقال "ما يحصل ليس ضدنا... بل يقوي موقفنا وموقف الرئيس"، بشأن الإصلاح في البلاد. وأشار إلى بعض القوى الداخلية التي تشن حرباً اقتصادية على لبنان وتدعو إلى اسقاط العهد والحكومة ومجلس النواب، "ويركبون موجة شعبية صادقة".

ودعا باسيل إلى عدم فرض ضرائب جديدة على الطبقة العاملة واتخاذ إجراءات جذرية لوقف الهدر والفساد وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة.

وتابع "ما يزال هناك امكانية للانقاذ في أيام معدودة من دون وعود فارغة وعلينا الاجتماع والعمل على الرغم من وجود الناس في الشارع".

وعلى الرغم من إلغاء جلسة الحكومة في القصر الرئاسي في بعبدا، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" إلى توجه متظاهرين إلى مقر رئاسة الجمهورية.

ورد وزير الصناعة وائل أبو فاعور على كلام باسيل، قائلاً "المصيبة أن هذا الرجل لا يتعلم ولا يعتبر، ويستمر في منطق الغطرسة، الذي يكاد يودي بالبلد".

في المقابل، حث جعجع الحكومة، الجمعة، على الاستقالة.

وكتب جعجع، الذي يشارك حزبه في الحكومة، على حسابه بموقع تويتر "أفضل ما يمكن أن يقدمه الرئيس سعد الحريري في هذه اللحظات الحرجة والعصيبة هو تقديم استقالة هذه الحكومة تمهيداً لتشكيل حكومة أخرى مختلفة تماماً وجديدة تماماً تستطيع قيادة عملية النهوض الاقتصادي المطلوبة في البلد".

ودعا جعجع مناصري القوات اللبنانية إلى المشاركة بالتحركات الشعبية "وفق منطق وأجواء هذه التحركات، أي من دون شعارات وأعلام حزبية، كما أدعوهم إلى الالتزام بأقصى درجات المناقبية والتصرفات السلمية".

وفي السياق نفسه، دعا النائب السابق وليد جنبلاط مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي إلى "التحرك الهادئ السلمي ضد هذا العهد الذي خرب كل شيء واستأثر بكل شيء". وأضاف "نتحرك في مناطقنا لعدم خلق حساسيات"، مشيراً إلى أن العهد يحاول "من خلال رجله القوي أن يرمي المسؤولية على الغير وهو الذي عطل كل المبادرات الإصلاحية الممكنة وحرض عليها مستخدماً كل الوسائل".

وقد نفذ مناصروه، بعدها، تحركات في بلدات عاليه وبحمدون ودوار بعقلين وشحيم وراشيا والشويفات.

 

 

ويستمر المتظاهرون في قطع طريق مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة بالإطارات، ولا تزال أرتال السيارات المتجهة إليه متوقفة في مكانها على الرغم من محاولة القوى الأمنية فتح الطريق أمامها، في حين يتوجه بعض المسافرين إلى المطار سيراً على الأقدام أو بالدراجات النارية.

وفي شمال لبنان، فرضت القوى الأمنية طوقاً أمنياً في محيط منزل رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي في طرابلس بعدما حاصره المحتجون.

وأدى إطلاق مرافقي النائب السابق مصباح الأحدب النار في مكان تجمع المحتجين في طرابلس إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

لاحقاً، أعلن الجيش اللبناني عن توقيف شخصين لإطلاقهما النار باتجاه المواطنين والتسبب بوقوع عدد من الإصابات بينهم.

وشهد جنوب لبنان عدداً من التحركات الاحتجاجية، بما فيها الاعتصامات والمسيرات وقطع الطرقات. وعمد عدد من المتظاهرين في مدينة صور إلى دخول استراحة صور السياحية وتكسير محتوياتها والعبث بها.

كرة الثلج

ككرة الثلج، تجمعات مسائية متفرقة لشبان لا ينتمون إلى أي أحزاب تحولت بسرعة إلى حشود هائلة نزلت الى الشوارع من أقصى شمال لبنان الى جنوبه. طبعاً الشرارة بدأت من بيروت حيث اتجه متظاهرون الى شارع رياض الصلح المجاور لمقر رئاسة الحكومة، ثم تحركوا في كل شوارع وسط بيروت.

الشرارة كانت اقتراحاً حكومياً بفرض ضريبة تُقدر بنحو 6 دولارات شهرياً على كل من يستعمل تطبيق "واتسآب" والتطبيقات المشابهة له، وعلى الرغم من استدراك رئيس الحكومة الغضب الشعبي، وطلبه من وزير الاتصالات محمد شقير الظهور على قنوات التلفزيون وإبلاغ الرأي العام اللبناني صرف النظر عن هذا المقترح، إلا أن التظاهرات اشتدت وانتشرت في مناطق عدة لم تكن تشهد هكذا تحركات من قبل.

ديبلوماسياً، عممت سفارتا الولايات المتحدة الأميركية والسعودية على رعاياهما وجوب الحذر وعدم التجوال في المناطق التي تحصل فيها التظاهرات. وقضى عاملان سوريان اختناقاً من جراء حريق اندلع في أحد المحال وسط العاصمة حيث كانا ينامان.

 

الهتافات وإن تركزت بشكل خاص ضد رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل إلا انها عادت وشملت كل الحكومة أو ما يصفه اللبنانيون "الطبقة الحاكمة" كلها. وعند الثانية بعد منتصف الليل بتوقيت بيروت احتدمت المواجهات قرب مقر رئاسة الحكومة بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين حاولوا الدخول الى حرم السراي الكبير (مقر الحكومة)، وحصلت عمليات كر وفر وألقيت القنابل المسيلة للدموع بعد عمليات تكسير وتخريب.

ثم صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بيان ليلي اعلن فيه انه اتصل برئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، وأن "القوات اللبنانية بصدد اعادة نظرة شاملة وكاملة والتشاور مع حلفائنا بهذا الشأن لاتخاذ القرار المناسب". يذكر أن جعجع تزامنت عودته الى لبنان من جولة في كندا، مع اندلاع الاحتجاجات.

 

تسلسل الأحداث

البداية كانت ظهر الخميس 17-10-2019 إذ بعد اجتماع للحكومة تسربت انباء عن اقتراح من وزير الاتصالات محمد شقير بإضافة رسوم مالية إضافية على خدمة "الواتساب كول"، ووافقه مجلس الوزراء مجتمعاً، فبدأت التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي ثم بدأت حملات على "فيسبوك" و"تويتر" تطالب بشعارات الثورة والانتفاضة على "الطاقم الحاكم"، وبالنزول الى الشارع. وفي أقل من ساعتين كان آلاف اللبنانيين في الشوارع، وقد قطعوا الطرقات وأشعلوا إطارات السيارات، احتجاجاً على سلسلة الضرائب التي أقرتها الحكومة في الفترة الأخيرة، والتي طاولت قوتهم وتنقلاتهم وحتى رواتبهم. وفي تصريح ليلي قال رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط "وصلت الرسالة الخارجية والداخلية بأن لا مجال لحكومة فيها معارضة وموالاة ولا مانع من حكومة جديدة إذا كانت تمتلك الحلول السحرية علماً انني لن أشارك فيها". وكذلك طالب النائب فيصل كرامي من الوزير الذي يمثل تكتله حسن مراد أن يقدم استقالته غداً في الاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء. ثم اصدر وزير التربية أكرم شهيب قراراً بعد منتصف الليل أعلن فيه إغلاق المدارس والجامعات الجمعة 18-10-2019 بسبب الاحتجاجات التي تعم المناطق. كذلك أعلن مصرف لبنان المركزي وجمعية المصارف الإقفال العام.

وتحت وطأة الاحتجاجات، أعلن وزير الاتصالات أن رئيس الحكومة سعد الحريري اتصل به طالباً منه إلغاء الضريبة على "واتساب".  

 

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن "مرافق الوزير أكرم شهيب أطلق النار باتجاه المتظاهرين ودهس أحدهم أمام مفرق بيت الوسط"، ما أغضب المحتجين. وطلب زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من شهيب تسليم الشخص الذي أطلق النار فوراً.

وفي حديث صحافي، اعتذر شهيّب عن إطلاق النار وبرّر الحادثة بالقول إن موكبه تعرّض للتكسير والمهاجمة وأصيب أحد مرافقيه جراء الضرب وأدخل المستشفى. وأضاف أنه طلب من القوى الأمنية الحضور لاستلام مرافقيْه اللذين أطلقا النار.   

وكان المتظاهرون انطلقوا بمسيرة من أمام مبنى مركز حزب الكتائب اللبنانية في الصيفي باتجاه أسواق بيروت، مرددين شعارات تطالب بـ"إسقاط النظام" وبالـ"ثورة".

في كل المناطق

كذلك قطعت مجموعة من المتظاهرين طريق المشرفية في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي ورفع الضرائب. وعمت تظاهرات مماثلة أيضاً مناطق لبنانية في عدد من المحافظات. إذ قطع محتجون عدداً من الطرقات في البقاع، منها طرقات جب جنين ورياق وبر الياس وتعلبايا. وفي مدينة النبطية اقتحم غاضبون مبنى البلدية. وتداولت وسائل التواصل فيديو لإقتحام عدد من المحتجين مكتب رئيس تكتل نواب حزب الله النائب محمد رعد ومكتبي النائبين في حركة أمل ياسين جابر وهاني قبيسي. وهذه الاقتحامات بدت لافتة فللمرة الاولى يتحرك الشارع الذي ينتمي اليه النواب الثلاثة ، ضد "الثنائي الشيعي" (حزب الله، وأمل) الذي في المعتاد يمسك بيد حديدية باي تحرك في مناطقه.

وفي الجنوب، تجمّع عدد من الشباب على أوتوستراد زفتا- النبطية وقطعوا الطريق أمام السيارات. وشهدت صيدا اعتصاماً من قبل عدد من المواطنين أمام مركز الهاتف. وعند الثالثة الا الربع فجراً غردت قوى الامن الداخلي على حسابها في "تويتر"  انه سقط 40 جريحاً من عناصرها، كذلك سجل حالات إغماء بين المتظاهرين، وسجلت منظمة الصليب الأحمر اللبناني نحو مئة حالة إغماء أو صعوبة تنفس وبعض الجرحى، خصوصا بعدما بدأت القوى الامنية منذ الرابعة فجراً بإطلاق الرصاص المطاطي، ونجحت في إبعاد المتظاهرين الى مسافة بعيدة نسبياً من منطقة المقر الحكومي.

وتجمع محتجون في طرابلس.

عون اتصل بالحريري

في هذا الوقت، اجرى رئيس الجمهورية اللبناني ​ميشال عون​ اتصالاً برئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وعرض معه التطورات المستجدة وتقرر عرض جلسة لمجلس الوزراء​ الجمعة 18 أكتوبر (تشرين الأول) في ​قصر بعبدا​.

وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي انخفضت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار. وازداد غضب اللبنانيين بعد إعلان وزير الإعلام جمال الجراح، إثر اجتماع لمجلس الوزراء اليوم الخميس، إن الحكومة أقرّت في مشروع الموازنة الذي تدرسه فرض "20 سنتاً على التخابر" عبر التطبيقات الخلوية، بينها خدمة واتساب، على أن يبدأ العمل بالقرار بدءاً من شهر يناير (كانون الثاني) 2020. ومن شأن هذا القرار، وفق الجراح، أن يؤمّن لخزينة الدولة مبلغاً يقدّر بنحو 200 مليون دولار سنوياً.

 

كما أقرّت الحكومة، في مشروع موازنة العام 2020 الذي ما زالت تناقشه قبل إحالته إلى مجلس النواب، رفع الرسوم على التبغ والتنباك المستورد والمنتج محلياً. وتدرس اقتراحات أخرى بينها فرض ضرائب جديدة على المحروقات وزيادة ضريبة القيمة المضافة تدريجياً.

وأثارت هذه الإجراءات موجة غضب بين اللبنانيين. وكتبت النائبة المستقلة بولا يعقوبيان في تغريدة "لن تكون هناك ليرة (ضريبة) على الواتساب، تراجعوا سريعاً قبل البهدلة"، مضيفةً "إسمعوا جيداً، الشعب لن يدفع ليرة واحدة على متنفسه الذي يشتمكم عبره".

 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي