يواصل محتجّون على تغيّر المناخ في بريطانيا استهدافهم مباني حكومية وأملاكاً عامة في لندن خلال الأسبوع الثاني من العصيان المدني الذي أعلنته جماعة "تمرّد ضدّ الانقراض" (إكستنكشن ريبيليون)، وعطّلوا خدمات السكك الحديدية في العاصمة ما أدى إلى مشاجرة بين ركاب غاضبين ومحتج صعد فوق سطح قطار للأنفاق في ساعة الذروة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر صعود بعض المحتجين إلى سطح قطار في محطة سترادفورد شرق لندن، ما عطّل حركة القطارات وأثار غضب الركاب، وذلك خلال ساعة الذروة من صباح الخميس 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وصعد محتجّو "تمرّد ضدّ الانقراض" على القطارات حاملين لافتات كتب عليها "العمل كالمعتاد = الموت"، وتوجهوا إلى الركاب بالقول "أنتم لم تفعلوا أي خطأ، نحن نأسف عن هذا".
عصيان مدني
وتخوض جماعة "تمرّد ضدّ الانقراض" أسبوعها الثاني من عصيان مدني جديد، استهدفت فيه مباني حكومية ومطاراً محلياً ومؤسسات مالية لتسليط الضوء على التهديد الذي يمثله الاحتباس الحراري. وقال المحتجون إنهم يريدون لفت الانتباه إلى الخسائر الواسعة النطاق في أرواح البشر وانقراض أنواع من الكائنات والخطر الذي يهدّد إمدادات الطعام ويتنبأ العلماء بحدوثه إذا لم يتحرّك العالم لخفض انبعاثات الكربون وإصلاح النظم البيئية الآخذة في الانهيار.
وقال محتجّ يُدعى فيل كينغستون ويبلغ من العمر 83 سنة، بعدما ألصق نفسه بأحد قطارات دوكلاندز الخفيفة في محطة شادويل شرق لندن، "أفعل هذا أساساً من أجل أحفادي". وأضاف كينغستون الذي اعتقل مرات عدة في احتجاجات سابقة "أنا هنا فقط لأدق جرس الإنذار، لأوقظ الناس وأقول أرجوكم افتحوا أعينكم".
"تصرّف غير قانوني"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت لقطات مصورة المحتجين وهم يبسطون لافتة فوق عربة قطار أنفاق متوقّف في كانينغ تاون، ليبدأ الركاب المنتظرون على الرصيف المزدحم بتوجيه السباب إليهم ورشقوا أحدهم بطعام. وحاول محتج ركل راكب تسلّق العربة لسحبه للأسفل، وبعد عراك وجيز سُحب المحتج إلى الرصيف حيث اختفى وسط الحشود.
وعلى إثر ذلك، أعلنت شرطة النقل أنها اعتقلت أربعة أشخاص في محطتي ستراتفورد وكانينغ تاون، بينما عملت فرق متخصّصة على إبعاد أربعة آخرين في محطة شادويل لقطارات دوكلاندز الخفيفة.
وانتقد رئيس بلدية لندن والشرطة وركاب القطارات جماعة "تمرّد ضدّ الانقراض" لعرقلتهم النقل العام. وقال رئيس البلدية صادق خان "هذا التصرّف غير القانوني خطير للغاية وسيأتي بنتائج عكسية ويسبّب تعطيلاً غير مقبول لسكان لندن الذين يستخدمون وسائل النقل العام للوصول لأماكن عملهم". أضاف "هو أيضاً عبء من الظلم إلقاؤه على أفراد شرطتنا المنهكين بالفعل".
اعتقالات بالمئات
وبرزت جماعة "إكستنكشن ريبيليون" في أبريل (نيسان) الماضي عندما احتلت أربعة أماكن في لندن لمدة 11 يوماً. وتريد الجماعة، التي تشكّلت قبل عام، أن تسلّم الحكومات سلطة الموافقة على تغييرات اقتصادية واجتماعية لمواجهة تغيّر المناخ إلى "مجالس من المواطنين".
ويقول منتقدون إن الجماعة تقترح ما يصل إلى إسقاط النظام القائم من دون أدنى فكرة عمّا قد يتبع ذلك، وإن العالم ما زال بحاجة للوقود الأحفوري.
وأعلنت الشرطة الأربعاء اعتقال 1642 شخصاً بسبب استهدافهم مبنى وزارة الخزانة وشركات مثل "غوغل" ومؤسسات مالية مثل "بنك باركليز" وشركة "بلاك روك" لإدارة الأصول، إضافةً إلى مطار "لندن سيتي". وتقول الجماعة إن أكثر من 1400 شخص من أنصارها اعتقلوا أيضاً في 20 مدينة في أنحاء العالم منذ السابع من أكتوبر، بينها نيويورك وبروكسل وملبورن وتورونتو.