كشف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي يوم أمس الأربعاء في لقاء تلفزيوني فحوى المكالمة الهاتفية التي أجراها معه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، موضحاً أن الأخير قال خلال الاتصال الهاتفي " الأميركيون لا يعارضون التفاهم بيننا وبين روسيا والنظام السوري"، مضيفاً "قلنا لهم إن عليكم إيقاف هذه الحرب، لأنها نشبت بسبب انسحاب قواتكم من المنطقة، كنتم وعدتم بحماية الشعب الكردي".
وأشار عبدي إلى أن الأميركيين وعدوا بالتحدث مع أردوغان وزيادة العقوبات على تركيا لإيقاف الحرب.
ونوّه أنه أخبر الجانب الأميركي عن تراجعهم عن الاتفاق المبرم "بيننا"، مقترحاً على الرئيس ترمب خيار إيقاف الحرب ومنع الهجمات التركية، وهو على "استعداد لمواصلة العمل معاً وفق شروط جديدة".
وعن اتفاق "قسد" مع النظام السوري، وصفه عبدي بالخطوة الضرورية للوقوف بوجه الهجوم التركي ومنعه من احتلال مناطق جديدة من سوريا، وحماية الشعب من المجازر، مشيراً إلى أن الاجتماع كان ثلاثياً بحضور قيادات روسية.
وقال القائد العام لـ"قسد" إن التفاهم كان في الإطار العسكري، "وحتى الآن لا توجد نقاشات حول المواضيع السياسية بيننا"، ويتضمن الاتفاق عدم تدخل القوات السورية في المنطقة الواقعة بين سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) بعمق 30 كيلومتراً.
التفاهم العسكري
وأوضح عبدي مجريات سير التفاهم العسكري قائلاً "قبلنا بدخول قوات النظام السوري إلى حدود منبج على طول الجبهات مع تركيا ومرتزقتها، إضافة إلى إدخال قوات النظام في مناطق شرق سري كانيه التي يحاول الاحتلال التركي التوسع فيها، وهي المنطقة الممتدة بين درباسية وحتى تل تمر والطريق الدولي، وهنا قبلنا أن تدخلها قوات النظام بجانب قواتنا"، مؤكداً أن" المستشارين الروس هم من سيراقبون ويشرفون على تطبيق مذكرة التفاهم هذه بيننا وبين قوات النظام".
وفي سياق متصل، دخلت ليلة أمس الأربعاء وحدات من النظام السوري مدينة كوباني بعدما تعثرت بها الطريق بسبب تواجد القوات الأميركية بين منبج وكوباني، وأعلن التحالف الدولي عن مغادرة القوات الأميركية مدينتي الرقة والطبقة وشركة لافارج أو خراب عشك في إطار الانسحاب من سوريا.
استمرار الاشتباكات
وقال مسؤولون أميركيون إن طائرتين نفذتا ضربة جوية مقررة سلفاً على شمال سوريا، لتدمير مستودع للذخيرة ومعدات عسكرية تركتها القوات الأميركية خلفها.
ميدانياً، تستمر الاشتباكات في مدينة سري كانيه (رأس العين) وسط قصف تركي متواصل كما شهدت قريتا المناجير والعالية اشتباكات عنيفة صباح اليوم وسط قصف تركي شديد بحسب ما أفادت مصادر ميدانية.
من جهة أخرى، قال ريدور خليل مسؤول العلاقات العامة في "قسد" إن الغارات التركية ربما تستخدم أسلحة غير تقليدية بسبب اختلاف أعراض الإصابات على أجساد الجرحى، مطالباً المؤسسات والمنظمات ذات الصلة بالحضور والتأكد من ذلك مخبرياً.