Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القصة الخفية لطائرات الـ "سيكورسكي" في لبنان

صفقة جديدة قد تكون خلف تعطيلها والدولة تستعين بدول الجوار لإخماد الحرائق

طائرة سيكورسكي من طراز S-70A (موقع AIRLINES الأميركي)

حاصرت الحرائق المتنقلة لبنان ليل الاثنين ونهار الثلاثاء 14 و15 أكتوبر (تشرين الأول)، وتجاوز عددها 140، حيث صدر بيان عن غرفة العمليات المركزية جاء فيه "سُجّل حوالى 140 حريق أحراج اندلعت في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما في محافظة جبل لبنان والشمال والجنوب وعكار، وتمت السيطرة على معظم الحرائق في مختلف المناطق ويُعمل حالياً على إخماد ما تبقى من حرائق صغيرة وتبريدها تحسباً من تتجدّدها".

وكانت وزيرة الداخلية ريا الحسن أعلنت أن لبنان طلب المساعدة بمكافحة الحرائق من الدول المجاورة كقبرص واليونان والأردن، وذلك لأن الطائرات الخاصة بمكافحة الحرائق التي يملكها لبنان، "قديمة وبحاجة إلى صيانة" بحسب الحسن.

موجة استنكارات

أثار تصريح وزيرة الداخلية موجة استنكارات في الوسطين الإعلامي والسياسي، ذلك أن لبنان يملك 3 طائرات من نوع السيكورسكي Sikorsky طراز S-70A، كان قد تسلمها في يوليو (تموز) 2009 في عهد وزير الداخلية زياد بارود عبر جمعية "أخضر دايم" "Feu Vert"، لكنها متوقفة عن العمل.

وصرحت مصادر عسكرية إلى وسائل الإعلام أن ما حال دون استعمال طائرات "السيكورسكي" التكلفة المرتفعة، إذ تبلغ الكلفة للساعة الواحدة 6 آلاف و500 دولار، إضافة إلى أن هناك طائرة من الثلاث قد تعرضت إلى حادثHard landing، والاثنتان الأخريان بحاجة إلى صيانة وقطع غيار ذات كلفة عالية جداً.

وبما أن كلاماً كثيراً رافق صفقة الطائرات حيث إن من قام بها جمعية ولم تكن من دولة إلى دولة، تحدثت "اندبندنت عربية" إلى الوزير السابق زياد بارود، للاطلاع على التفاصيل كافة.

يقول بارود، "إنه وحرصاً منه على الشفافية، ذلك أن كل صفقة تقوم بها الدولة يشوبها الفساد، بادر عندما كان وزيراً للداخلية إلى تأسيس جمعية "أخضر دايم" بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2008، التي ضمت عدداً من الناشطين البيئيين، ورئاسة الوزير السابق فادي عبود إضافة إلى ممثلين عن شركات قطاع خاص وهيئات اقتصادية كالراحل أنطوان الشويري ونديم قصار وصلاح عسيران والرئيس سعد الحريري الذي كان حينها نائباً، وفتحت الجمعية باب التبرعات لشراء طائرات لمكافحة الحرائق، وشملت هذه التبرعات مؤسسات وأفراداً، وصولاً إلى طلاب مدارس ومواطنين، واستطاعت أن تجمع تبرعات بقيمة 15 مليون دولار تقريباً".

طائرات السيكورسكي

لكن لمَ رست الصفقة على طائرات السيكورسكي؟ يوضح بارود "أن الصفقة تمت بناءً لتحديد الشروط الفنية المطلوبة للطوافات المزمع شراؤها، بالتنسيق بين سلاح الجو في الجيش اللبناني، وبين مكتب "Veritas" العالمي الذي تم التعاقد معه لهذه الغاية. ووضع دفتر شروط على أساسه، وأرسل إلى 21 شركة عالمية، فرست المناقصة على الأقل سعراً. وكانت الفكرة في البداية هي أن نشتري طائرات "Canadair"، لكن تمت صفقة السيكورسكي بناء لتوجيهات سلاح الجو في الجيش اللبناني الذي قال حينها إن هذه الطائرات هي الأكثر ملائمة لطبيعة لبنان الجغرافية وتضاريسه".

لكن مصادر عسكرية قالت، "إن قدرة هذه الطائرات على المناورة قليلة جداً أي إنها غير قادرة على العمل في المناطق الجبلية والتي فيها تلال. لذلك من الأساس الإتيان بهذه الطائرات لم يكن مشروعاً مهماً للكلفة العالية والمناورة الضعيفة".

 يرد بارود "أثق بسلاح الجو التابع للجيش اللبناني، وبناءً على توجيهاته حينها اشترينا تلك الطائرات، فلا أنا ولا سعد الحريري خبراء طيران، حين وافقت آنذاك على المواصفات اللجنة الفنية العسكرية التي انتدبت إلى سكوتلندا لمعاينة هذه الطائرات، وكانت ملائمة لطبيعة لبنان، علماً أن هذه الطائرات عملت 4 سنوات من 2009 إلى 2013 وساعدت بإخماد 11 حريقاً، كما ساعدت بعملية الإنقاذ التي رافقت سقوط الطائرة الإثيوبية عام 2010". 

صفقة خفية

وعن تكلفة الصيانة المرتفعة، يوضح بارود، "أنا كمواطن رافق عملية الشراء أقول إن تكلفة الشراء كلفت الدولة اللبنانية 0 دولار، كما أنه عام 2013 أبلغت أن عملية الصيانة للطوافات هي بحدود 450 ألف دولار أميركي".

أما لماذا انتقلت مسؤولية هذه الطائرات من وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع؟ يجيب "لأنه لا يوجد طيارون مؤهلون لقيادة هذا النوع من الطائرات لا من عناصر قوى الأمن الداخلي، أو من الدفاع المدني".

وفي وقت صرح عدد من المسؤولين على أن الحريق مفتعل، حيث أكد رئيس مركز الدفاع المدني في زغرتا أنطوان معوض للمؤسسة اللبنانية للإرسال أن الحريق الذي اندلع في أحراج زغرتا مفتعل لأن الوصول إلى مكان اندلاعه شبه مستحيل، طلب رئيس الجمهورية ميشال عون التحقيق في الأسباب التي أدت إلى توقف طائرات "سيكورسكي" عن العمل منذ سنوات. كما طلب إجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث لتأمين قطع الغيار اللازمة لها تمهيداً لإعادة تشغيلها.

في هذا الخصوص، تقول مصادر متابعة لـ "اندبندنت عربية"، "إن ما يجري من كلام عن أن الطائرات غير صالحة للعمل، هو تحضير لصفقة شراء جديدة، حيث يجري العمل بين المعنيين منذ شهر تقريباً على هذه الصفقة".

المزيد من العالم العربي