Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس المجلس الأوروبي : أسس الاتفاق حول بريكست "باتت جاهزة"

تأتي وسط مخاوف الأوساط الاقتصادية البريطانية من الخروج دون اتفاق

 كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه وجولة جديدة من المفاوضات (أ.ف.ب.)

أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ان أسس اتفاق حول بريكست باتت "جاهزة"، ويمكن أن تصبح واقعا ملموسا خلال ساعات.
وقال توسك في تصريح أدلى به الى الصحافيين البولنديين في بروكسل "إن أسس اتفاق باتت جاهزة، ونظريا سنكون قادرين غدا على إقرار هذا الاتفاق مع بريطانيا"، قبل أن يضيف "نظريا خلال سبع الى ثماني ساعات سيكون كل شيء بات واضحا".
وبذل  مفاوضون جهودا كبيرة اليوم الأربعاء للتوصل إلى اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في اللحظة الأخيرة عشية قمة للتكتل، مما يزيد احتمال اضطرار رئيس الوزراء بوريس جونسون للسعي إلى تأجيل الموعد النهائي للانفصال عن التكتل الذي يحل في 31 أكتوبر( تشرين الأول).
واستمرت محادثات أجريت في بروكسل أمس الثلاثاء بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حتى المساء ثم استؤنفت بعد ساعات، لكن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكر قال إن "العديد من القضايا" ما زالت تحتاج للحل.
ومع أن الخلافات المتعلقة بالانفصال المعقد لخامس أكبر اقتصاد في العالم عن أكبر تكتل تجاري معها قد تضاءلت كثيرا، فقد ذكرت مصادر بالاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء أن الجانبين وصلا إلى "جمود".
ويرجع هذا إلى حد ما لمعارضة حزب صغير من أيرلندا الشمالية، هو الحزب الديمقراطي الوحدوي، اقتراحا يتعلق بالجمارك. وسيحتاج جونسون على الأرجح لدعم الحزب لتمرير اتفاق الخروج بالبرلمان.
ويقضي أحدث اقتراح طرحته لندن بقاء أيرلندا الشمالية ضمن المنطقة الجمركية للمملكة المتحدة. وتفرض الرسوم بموجب الاقتراح على السلع التي تعبر من البر الرئيسي لبريطانيا إلى أيرلندا الشمالية إذا كان من المعتقد أنها ستواصل طريقها إلى أيرلندا والسوق الأوروبية الموحدة.
وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي إن موافقة زعماء التكتل في قمتهم التي تنعقد غدا وبعد غد في بروكسل على اتفاق للخروج يجري التوصل إليه في اللحظة الأخيرة سيكون مشروطا فقط بموافقة مجلس العموم البريطاني عليه في وقت لاحق.

وبدأت المباحثات الحاسمة اليوم في بروكسل حول بريكست لمحاولة التوصل لاتفاق بين الاتحاد الأوروبي ولندن، واعتبر المفاوضون أن الأمر "ممكن" قبل القمة الأوروبية غدا الخميس .

وبعد سلسلة مفاوضات مطولة حتى منتصف ليل الثلاثاء، استؤنفت المحادثات صباح اليوم، بحسب ما أكدت مصادر أوروبية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان "إذا تواصلت هذه المحادثات فهذا أمر إيجابي"، مضيفاً "يمكن أن نخرج من المأزق وهذا ما نتمناه".

واعتمدت بروكسل من جهتها نبرة حذرة بشأن فرص الخروج باتفاق قبل القمة، بينما بدا البريطانيون أكثر إيجابية، منذ بدء المحادثات حول خطة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتفادي خروج من دون اتفاق.

وأعلن مصدر أوروبي لـ"أ.ف.ب." أنه "من غير المتوقع التوصل لحلّ اليوم".

وأكد دبلوماسي أوروبي أن "النوايا البريطانية بدأت تترجم في نص قانوني، لكن لا تقدم حتى الآن". لكن بحسب مسؤول بريطاني فإن "فرق العمل تحقق تقدماً" والمفاوضات "بنّاءة".

ومن المقرر أن يدلي مفاوض الاتحاد الأوروبي الرئيسي، ميشال بارنييه، بإيضاحات بعد الظهر أمام سفراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، عشية القمة الأوروبية، وهي نظرياً آخر قمة لبريطانيا قبل الانفصال في 31 أكتوبر (تشرين الأول).

وتتركز المفاوضات الحالية على نقطتين خلافيتين: طريقة تجنب العودة إلى إعادة فرض حدود فعلية بعد بريكست بين أيرلندا الشمالية (المقاطعة البريطانية) وجمهورية أيرلندا (العضو في الاتحاد الأوروبي) مع القيام بعمليات التفتيش الجمركية، وحق التصويت الممنوح لسلطات أيرلندا الشمالية بشأن اتفاق الخروج، وهو ما لا يريده الأوروبيون.

واقترحت لندن أن تبقى أيرلندا الشمالية ضمن نطاق جمركي موحد مع المملكة المتحدة، مع تطبيق القواعد الأوروبية في الوقت نفسه على المنتجات الأوروبية فقط، وفق ما أكدت مصادر أوروبية. لكن لم يرشح شيء عن المفاوضات.

وأكد مصدر أوروبي أمس أن "جونسون عدّل مقترحه الأساسي بحيث لا يكون هناك حدود جمركية" بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر ميشال بارنييه أنه من "الممكن" التوصل لاتفاق هذا الأسبوع. ومن جهته، أشار الوزير البريطاني لشؤون بريكست، ستيف باركلي، إلى أن "مفاوضات مكثفة تجري حالياً ولا يزال ممكناً التوصل لاتفاق".

وأدت هذه الأجواء الإيجابية بشأن إمكان التوصل لاتفاق إلى ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني مقابل اليورو والدولار بعد ظهر الثلاثاء، حيث كسب 1%..

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار "يبدو أننا نحقق تقدماً والمفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح، لكن ليس من الواضح حتى اللحظة ما إذا كنا قادرين على التوصل لاتفاق معدّل قبل قمة الخميس".

وهناك 3 سيناريوهات مطروحة على الطاولة حالياً حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي: التوصل لاتفاق، عدم التوصل لاتفاق، ومواصلة المفاوضات بعد القمة الأوروبية الخميس والجمعة.

من جهته، أكد وزير الخارجية الأيرلندي، سيمون كوفني، من لوكسمبورغ الثلاثاء، أن "على القادة الأوروبيين اتخاذ قرار حول شكل التفويض الذي يريدون منحه لميشال بارنييه، إذا لم يتم التوصل لاتفاق اليوم أو غداً قبل القمة".

والقاعدة السائدة هي عدم إجراء مفاوضات خلال قمة أوروبية. ويجري الحديث فعلاً عن احتمال عقد قمة إضافية .

وبعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء البريطاني حول بريكست في 2016، لم يتوصل إلى أي اتفاق بعد لتجنب حصول خروج فوضوي من الاتحاد.

وتخشى الأوساط الاقتصادية من خروج دون اتفاق.

وعارض جونسون الاتفاق الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة، تيريزا ماي، وقدّم خطة جديدة.

ومهما كانت نتائج المفاوضات، فإن الأوروبيين يدعون إلى المحافظة على اليقظة إزاء العلاقات التجارية مع لندن.

وبعد بريكست ستتحول لندن إلى "منافس جديد" على أبواب الاتحاد الأوروبي، كما حذرت الثلاثاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

ويشكل ذلك مصدر قلق أيضاً للفرنسيين والهولنديين، خصوصاً خطر حصول نقص في الرقابة على البضائع عند الحدود الأيرلندية.

تراجع أسعار البنزين

إلى ذلك، ذكرت "رويترز" أن معدل التضخم البريطاني أخفق في الارتفاع كما كان متوقعا الشهر الماضي، إذ نزلت أسعار البنزين بأسرع وتيرة في أكثر من ثلاثة أعوام، مما أعطى دفعة للمستهلكين قبيل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وقال مكتب الإحصاءات الوطني، اليوم الأربعاء، إن أسعار المستهلكين ارتفعت بمعدل سنوي 1.7 بالمئة في سبتمبر (أيلول) مماثلا لمعدل أغسطس (آب)، الذي كان الأدنى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2016. وكان استطلاع لآراء اقتصاديين أجرته "رويترز" قد أشار إلى زيادة بنسبة 1.8 بالمئة.

وتشير الأرقام إلى أن توقعات بنك إنجلترا المركزي في أغسطس (آب) ببلوغ متوسط التضخم 1.6 بالمئة في الربع الأخير من هذا العام تبدو في طريقها للتحقق.

وقال مكتب الإحصاءات الوطني إن أسعار الوقود نزلت 2.1 بالمئة مقارنة بأسعاره قبل عام، وهو أكبر نزول لها منذ أغسطس (آب) 2016.

وتظهر مسوح أن توقعات الرأي العام البريطاني للتضخم في العام المقبل بدأت في التراجع بعد بلوغها أعلى مستوياتها في سنوات.

معدلات التضخم الأوروبية

إلى ذلك، قال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات)، اليوم الأربعاء، إن معدل التضخم في منطقة اليورو تباطأ في سبتمبر (أيلول) بأكثر مما كان يُتوقع من قبل ليسجل أبطأ وتيرة في نحو ثلاث سنوات، فيما يعد تحذيرا جديدا بشأن حالة اقتصاد الكتلة.

وأضاف "يوروستات" أن الأسعار في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة ارتفعت بنسبة 0.8 بالمئة على أساس سنوي، في تعديل بالخفض للتوقعات السابقة البالغة 0.9 بالمئة. كما أن الرقم يقل عن توقعات السوق بارتفاع 0.9 بالمئة.

وفي بيان منفصل، قال "يوروستات" إن الفائض التجاري للكتلة مع بقية دول العالم ارتفع إلى 14.7 مليار يورو (16.2 مليار دولار) في أغسطس من 11.9 مليار قبل عام مع تراجع أكبر لواردات منطقة اليورو مقارنة مع الصادرات المنخفضة.

وتشير قراءة التضخم المُعدلة إلى تباطؤ أكثر وضوحا مقارنة مع زيادة نسبتها واحد بالمئة في أغسطس، وتمثل أقل معدل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، حين ارتفعت الأسعار في المنطقة بنسبة 0.6 بالمئة.

وزادت أسعار السلع الصناعية، باستثناء الطاقة، 0.2 بالمئة فقط على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول)، بحسب "يوروستات"، الذي عدل توقعات سابقة بتسجيل زيادة 0.3 بالمئة.

المزيد من اقتصاد